مناورات ورهانات مجانبة لصواب

الجمعه 12 مايو 2017 - الساعة 05:37 صباحاً

 

 

يناور طرفي الأنقلاب ويجيدان اللعب على عامل الزمن وفي المقابل تحاول القوى المعنية بملف الشمال أقناع التحالف العربي بحدوث ثورة من داخل صنعاء و أحداث شرخ داخل صف منظومة الأنقلاب التي أرتهنت لإيران وتلهث خلف نزواتها للأستحواذ على السلطة بلغة القوة والسلاح.

وهذا لا ينم عن عجز بالنسبة للمعني بملف الشمال لكنها المصالح المشتركة والتخوف مما بعد الحسم لإحساس نلمسه واقعاً وهو العمل على أستقطاب العديد من الشخصيات المؤثرة بشرط تخليها عن مشروع الدولة الأتحادية والأقاليم الستة وهذا ما أدى الى خلق حالة طارئة في جنوب البلاد بضوء أخضر لرفع سقف مطالبها والشطح لمجرد الإيمان بمشروع الدولة الاتحادية والتحرك الجاد في حسم مساءلة الأنقلاب وأحلام عودة المركزية المجحفة مالم فأن الخيار الصعب والمر ممكن في ظل عدم الجدية بقطع العلاقات بسلطة المركز الأنقلابي وهواجسه.

 

نحن أذاً أمام واقع جديد يتطلب التعامل معه بجدية وشفافية وابداء مزيداً من الثقة وعدم التشكيك في مواقف التحالف التي تبديها أطراف معينة تستشعر أنها مستهدفة ويتم دفعها في معارك إستنزاف وإنهاك وفي المقابل بناء قوة على حسابها او بديلة لها وهذا مجرد ضرب من الوهم والخيال الذي طالما استوطن في ادمغة الأنقلابين ولا زال ويدب ايضاً في اوساط قوى تتخذ من شرعية هادي دثار كي يتسنى لها التسلل من تحته لإحلال نفسها بدل طرفي الأنقلاب كما هو ملحوظ وملموس بالنسبة للمناطق التي تخضع لسيطرتهم فالواقع يؤكد أن ممارساتهم وسلوكهم لا تختلف عن مليشيات الأنقلاب مهما أدعت وبالغت في الحديث عن مخرجات الحوار والدولة الأتحادية فالواقع شيء والخطابات في منابر التملق السياسي شيء آخر..!!

 

وبالتالي فأن الذهاب وفق الآلية السابقة ذات الطابع البدائي والعمل العشوائي والفقاعات الإعلامية و الهدرة في ساحات التواصل الإجتماعي من خلال الإجهزة الإعلامية المنظمة والممولة بشكل كبير لتنفيذ أجندات خاصة لطرف سياسي معين تهدف لتقديم صور مغايرة للواقع وتختلق أزمات معينة لمجرد الإبتزاز والحصول على تمويل مقابل أفتعال قضايا غير حقيقية وإنما تم حبكها لهذا  الغرض المادي.

 

لذا فالتحالف ليس غبي ويرقب كل ما يدور عن بعد ويغض الطرف عن الممارسات السلبية و يدع مجال واسع للكل لكن هناك عملية فرز وتدقيق وحسابات المستقبل ايضاً تستدعي التعامل بنفس طويل ومزيداً من التحلي بالصبر لأن فهم طبيعة الواقع اليمني شيء أساسي بالنسبة لمن وجد نفسه غافلاً عن خاصرته التي يتم شحذ خنجر الخيانة لإسداء الطعنة القاتلة لدول الخليج وفي مقدمتها المملكة.

 

وامام كل ذلك ينبغي من كل القوى المؤيدة لشرعية الالتفاف حول الشرعية اليمنية وفق مشروع سياسي جامع وبرنامج ملزم للجميع القوى يضمن الشراكة الوطنية وليس كما هو متبع بالنسبة للمناطق المحررة في الشمال التي يتحكم في صناعة قرارها السياسي الاصلاح الذي يتخذ من بعض القيادات السياسية والإجتماعية كحالات شخصية كمشرعن له دون العمل في فضاء الوظيفة العامة كما هو مكفول قانونياً بل مقابل القليل من المال ومنصب او منصبين للاقارب وهذا واقع لا ينكره أحد وبات معروف للجميع اذ يرى البعض أن التحالف العربي غير متنبه له او يغض الطرف عن العبث الناجم في ضفة الشرعية من قبل تيار الأخوان الذي سيطر على مقاليد الأمور ويتحكم في مصدر القرارات ويمتنع بل يرفض مشاركة الكثير من القادة الذين لديهم قدرة على العمل بروح المسؤولية خارج فضاءات التنظيم وحساباته التي لا تتعدى طموحه في أحلال نفسه كبديل لقوة انقلابية سطت على السلطة ونكلت باليمنيين والأشقاء وارتهنت ضمن مشروع معادي للمنطقة.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس