الحمادي "الملهم اثناء الحياة"
الاثنين 30 ديسمبر 2019 - الساعة 09:37 مساءً
خالد سلمان
مقالات للكاتب
هكذا قال الحمادي في عدن ،ببساطته التي هي توأمه ،وظله اللصيق :
“يا اخواني اذا الناس تكلموا بالصدق، الأمور ستكون بخير، طالما انه يقتلك ويكذب عليك، ويمشي برضه بجنازتك والله هذي ماتبشر .... “
لم يخاطب احد، قاتله قبل مماته مثله ،لم يحدد صفاته ولونه الحزبي، الديني ،كما فعل هو ،لم يتفرس ،كل يوم في وجهه ،يمد له يد التحية ،وهو يعرف انه قاتله ،كما كان الحمادي يدرك ويقدر ، لم يتعايش احد مع موته ، يتجاور بجوار قاتله، لحظة بلحظة، كما فعل الشهيد الحمادي ، هدا المقطع ،يحدد ، دون ان يسمي قاتله ،تاركاً لنا وجع الاستنتاج، النازف بالغضب.
نحن ايها الشهيد، نعرفه جيداً، وأبناءك في كل الساحات ،ينزعون الآن في مدن وأرياف الحراك، قطعة تلو قطعة، من الاقنعة ، قبضاتهم ، تعري الوجوه ، تحصرهم وتحاصرهم، في الزاوية الحرجة، والنقطة الفاصلة ، مابين محاولة تقديم ،المرافعات المموهة والهروب ، ولحظة ماقبل السقوط.
انت ايها الحمادي ، الملهم اثناء الحياة، وما بعد الممات، انت مع شباب الحراك ،في المكان الصواب، انت الآن ،تطال بيدك السماوية، رأس قاتلك المستتر، خلف اعلى هرم السياسة ،انت الآن تطال قطاف، لحظة الانتصار.