إلى"إخوان اليمن": لا يحق للشيطان أن يعظ!
الاثنين 20 يناير 2020 - الساعة 03:11 صباحاً
د. صادق القاضي
مقالات للكاتب
إلى"إخوان اليمن" وأتباعهم في "حزب الإصلاح"، وأتباع "حزب الإصلاح" في التنظيمات والمنظمات السياسية الأخرى.. تحية طيبة. وبعد..
القضية كالتالي:
كل الكيانات السياسية اليمنية الراهنة، بلا استثناء، ارتكبت -خلال العقود والسنوات الماضية- الكثير من الأخطاء والخطايا في حق بعضها، وفي حق الحياة السياسية، وشاركت بدرجة أو بأخرى في صناعة هذا المصير الكارثي.
المطلوب: ليس اعتراف جماعتكم الموقرة بحقيقة أنها ارتكبت ما يقارب نصيب الأسد من تلك الأخطاء والخطايا، ولا حتى التوقف عن ارتكابها وإلقاء المسئولية كالعادة على الآخرين.!
المطلوب فقط، حالياً على الأقل، حرصاً على المصلحة العامة: التوقف عند حد معقول من الشتائم البذيئة التي يوجهها أعضاء وأتباع وأشياع وصنائع ودراويش.. جماعتكم بشكل كثيف متواصل لكل الأطراف اليمنية الأخرى.
لا أقصد التوقف عن شتم الآخرين بعيوبهم، فهذا كثير عليكم، بل التوقف عن شتم الآخرين بعيوبكم:
"الناصريون سفلة، الاشتراكيون خونة، المؤتمريون دنق، الحراكيون مرتزقة، الطوارق عملاء، السلف إرهابيون، الليبراليون من قوم لوط...".!
تنطوي العملية على خلل كبير في التركيبة العقلية والنفسية للجماعة. ليس من الطبيعي أن يشير الجميع بأصابع الاتهام إلى طرفٍ ما، وهو بسماجة يشير بإصبع الاتهام إلى الجميع!
لكن حتى في أسوأ الأحوال. على افتراض أن شركاءكم في الحياة السياسية بهذا السوء فعلاً. جماعتكم غارقة في هذه المساوئ أكثر منهم، وليست مؤهلة لممارسة دور الوصي الوطني والرقيب الأخلاقي.!
مفارقة بالغة أن يكون طرفٌ ما رمزاً للرداءة، ومع ذلك يرى نفسه مؤهلاً لإصدار معايير الجودة، ولا يكف عن تنزيه الذات، وتقييم الآخرين!
من أعطاكم هذا الحق؟!
من أعطى جماعتكم هذه الصلاحية، وليس من حقها في الوضع الطبيعي تقييم أحد. سواءً:
- سياسياً: لأن سياساتها الانتهازية، أفسدت الثورة وأفسدت الدولة، وضيعت القضية اليمنية، وضيعت الشرعية، ومكنت للحوثي، وخلقت كل هذا التشرذم والتناحر داخل الصف الوطني.
- أو عسكرياً: لأن تاريخها العسكري، سلسلة من الهزائم، والانسحابات والهربات والتغريزات، والتجنيد الوهمي، والعلاقة بالإرهاب، والتطفل على المنجزات العسكرية للآخرين.
- أو وطنياً: لن نتحدث عن علاقتها الفاضحة بتركيا وقطر.. أو طريقتها التاريخية المستمرة في التعامل مع السعودية، أو طريقتها المبتذلة في عرض نفسها على أمراء الإمارات، وابتزازهم لقبول هذا العرض.
يكفي القول: إن أيديولوجيتها السياسية، خاصةً في علاقاتها الخارجية.. تتنافى مع المحددات والقيم الوطنية، وتخدم مشاريع عابرة للجغرافيا، كأيّ جالية أجنبية في اليمن.
- أو دينياً: لأننا نعرف البير وغطاه، بشواهد أكثر من كافية على أنها جماعة ميكيافيلية، تتعامل مع الدين كورقة سياسية تجارية.. ومع الله كوسيلة لغايات انتهازية دنيوية خالصة.
- أو أخلاقياً: "تم حذف هذه الفقرة ومثلها ما يتعلق بالجوانب المالية والإدارية".. لأن فيها ما تقشعر منه الأبدان.. من الفضائح والملابسات والتهم والشبهات التي تجعل صاحبها آخر عنصر في العالم يحق له ممارسة دور شرطي الآداب.!
في المحصلة ليست هذه الجماعة مؤهلة لتقييم أحد، حتى الجماعة الحوثية، كونها مثلها: جماعة إسلام سياسي، تمتلك ميليشيا مسلحة، وتستحوذ على الدولة، وتنفذ أجندات أجنبية، وتحمل مشروع نظام كهنوتي شمولي.