صباح المافيا تعز

الاربعاء 29 يناير 2020 - الساعة 01:56 صباحاً

 

 لا يفرقون بين الأحياء ،لا يمنحون للبؤس اجازة طارئة عن مائدة الجياع ،لا يعلنون حظر تجوال للبرد، بين شقوق بيوت الطين المتهالكة ،وسقوف القصب، وثقوب بيوت الصفيح ، ،لا يعلنون اعادة هيكلة الموت ،والتموضع والانتشار بعيداً عن جسد الفقراء، لا يعلنون انسحاباً تكتيكياً للجوع، من على طبلات طعام الجوعى المهزولين ، حتى في الموت هناك تراتبية ،بين الشرفاء المغمورين بالحاجة، واللصوص المتخمين بعدم الاحتياج ، والعيش الرغيد.

لصوص الاراضي  يزفون كبيرهم الى جهنم، بفرقة النشيد الوطني، وطابور العازفين ،يِلفونه بعلم وبحضور رسمي، وبيان نعي يصيبك بالرعاف ،يعدد بطولات الناهب من على المذياع والتلفزة:

لقد خاض معركة استبسال ،من اجل نهب قطة ارض ،مواطن اعزل الا من لعنات البوح والشكوى للسماء ،

لقد وثب ببطولة استثنائية، لا نتزاع مساحة ليس من  ثغور الجهاد، ومواجهة التباب ،بل من ثغور الأحياء البائسة المتربة ،

لقد انقض على جريح ،في مشفى واجهز عليه ،كبروفة أولى قبل التفكير بعد مئة عام ، بجندلة وصرع غاز ينام سعيداً ،على بعد رمية حصوة لا حجر.

هذا زمن الرياء زمن  النفاق ،هذا زمن اللصوص ،هذا زمن الله المصادر من قلوب الفقراء، لصالح جيوش الحاكم  ،وبطش الإفك والارتداد ،هذا زمن موت الفقراء بالحياة، وعيشة السراق الفخيمة، حتى وهم يُسدون الثرى.

مافيا رسمية تزف زعيم مافيا ،ولفقراء تعز الحسرات ،دموع القهر ،لهم تراتيل الغصة المذبوحة  وعرق الشقا.

صباح لصوص الأراضي ،صباح تأبين القتلة، بحضور سلطات الحكم والدين وهم بكامل اناقتهم ، صباح دين المافيا ، واغتصاب مساحات ومتنفسات  واحلام صباحات المدينة ،صباح الخوف الكئيب وصمت الناس المكرهين، صباح البارود على صدر الناس ،وعلى العدو صباح عِطْر الياسمين.

صباح القهر  ياتعز

 

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس