المشكلة عسكرية وليست إعلامية

الثلاثاء 04 فبراير 2020 - الساعة 08:01 مساءً

 

الإصلاحييون أكثر الناس حرصا على التحالف مع المؤتمر والسبب ليس توحيد الصف كما هو في ظاهر الخطاب ولكن السبب الحقيقي هو أن الإصلاح يبحث عن غطاء للفساد الذي مارسه منذ 2015م في مختلف الأصعدة، فالمشكلة ليست سياسية أو إعلامية وإنما عسكرية بالدرجة الأولى.

 

رفعت الأحزاب السياسية كالإشتراكي والناصري والبعث يدها على فساد جماعة الإصلاح في كل قطاعات الدولة وفي الجيش بشكل اساسي والتي هي عبارة عن أرقام مهوله كأموال وقرارات وتعينات وتصريف أسلحة إما عن طريق تسليمها أو تفجيرها، وقد إنكشف هذا الفساد على نحو إقليمي ودولي، والأخطر من كل هذا الفساد هو الإرتهان لدول معادية للمشروع الوطني اليمني بشكل خاص والعربي بشكل عام.

 

ثم ماهي نقاط قوة الإصلاح التي سيعرضها على المؤتمر والتي ستقنعهم بهذا التحالف؟ نقطة قوة الإصلاح القنوات الإعلامية الفضائية ومجموعة حسابات مستعارة على مواقع التواصل الاجتماعي، وشخصيات مشوهه ثبت إرتزاقها ومجموعة عمائم لها ارتباط بتنظيمات مشبوهه.

 

تاريخ الإصلاح العسكري والهزائم والانسحابات المتتالية والإنتهازية المفرطة لا تؤهله ليكون حليف لأي قوى وطنيه كان المؤتمر أو أي قوى أخرى، هذا بالإضافة إلى أن القوى التي تشاركت معه في السابق كالإشتراكي والناصري والبعث أصبحت تبتعد عنه نظرا للفساد والفشل الذي أحدثه في مؤسسات الدولة وأصبح نقطة سوداء في التاريخ اليمني وفي ذاكرة الشعب.

 

كمتابع للشأن اليمني لا اعتقد ان المؤتمر وهو أكثر الأحزاب معرفة بجماعة الإصلاح أن يستدرج بهذه السطحية إلى تحالف من هذا النوع والذي لن يمثل إلا غطاء على فساد خمس سنوات وتقاسم فاتورة عالية الكلفة ليس بمقدور الإصلاح دفعها بمفرده.

 

فيما يتعلق بالحرب مع جماعة الحوثي وإستعادة الجمهورية ، أثبتت الأحداث والمعارك أن الإصلاح لم ينتصر في معركة وكل الانتصارات كانت اما قادة وطنيين كالشدادي والحمادي وأبو العباس وبإسناد شعبي في تعز أو قبلي في مأرب والجوف ولم يكن للإصلاح دور إلا في ركوب كل إنتصار وعزل القادة الذين حرروا الأرض أو إغتيالهم وتعيين مواليين له فرطوا فيما بعد بأغلب تلك المكاسب وسلموها للحوثي بطريقة فنتازية.

 

يدرك المؤتمر كما تدرك بقية القوى الوطنية أن الإنتصار على الحوثي وإستعادة الجمهورية لن يتم بهذه الطريقة السخيفه التي يروج لها الإصلاح والتي هي عصارة إنتهازيتهم وإنما بالإنطلاق من نواة جيش وطني حقيقي بعقيدة وطنية خالصة يخضع لمعايير الجيوش المتعارف عليها وخالي تماما من الإيدلوجيا والأفكار الراديكالية وفتاوى رجال الدين.

 

ومن هنا ومن هذه الأرضية تنطلق المعركة الوطنية نحو التحرير ودحر عصابة الحوثي وإستعادة الجمهورية.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس