يا غارتااااااااه.. انقذوووووني!

السبت 11 ابريل 2020 - الساعة 06:47 مساءً

البشرية تنمّرت كثيراً على الدجاج والمواشي وكل أنواع الطيور والحيوانات والأسماك وكل كائن حي في براري الله وبحاره، بل وتفنَّنت في الصيد والذبح والطبخ وحتى في ابتكار وطرق واتيكيت الأكل!

البشرية أقامت أسواق مذابح دائمة لهذه الكائنات المسكينة، وتفنّنت في تشييد المطاعم التي تقدم أجساد هذه الكائنات المسكينة لنا في أشهى الطبخات وعلى أكثر الأطباق أناقة، تفنّنت في تشييد المطاعم الدائمة المنتشرة في كل مكان والتي تذهب إليها لكي تأكل لوحدك أو لكي تلتقي أو تتعرف فيها على أحد، لكنك في الحالتين تذهب إليها لكي تلتهم روحاً، وأحياناً مجموعة متنوعة من الأرواح (أحياناً، تروح مطعم وتنهش في وجبة واحدة: لحمة ودجاج وبيض ولو في سمك ماشي! يعني تلتهم في وجبة واحدة عدة أجناس من البر والبحر والجو).

باختصار:

البشرية تفنَّنت في ابتكار طرق الافتراس وتفنّنت أكثر في طرق التهام الفرائس!

تبتهج حين تصيد وتفترس، وتبتهج أكثر حين تنهش جسداً حياً بأسنانها وتلتهم روحاً!

والآن، حين أتى فيروس غير مرئي وبدأ يذيق البشرية شيئاً مما تذيقه كل يوم لكل رفاقها من الأجناس والكائنات الحية في هذا الكوكب، صاحت البشرية كلها بأعلى صوت:

يا غارتااااااااه!

انقذوووووني!

أصصصه يا بشرية!

لعن أبو شكلِك!

كله بسببِك.

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس