العالم بعد "كورونا"

السبت 02 مايو 2020 - الساعة 12:15 صباحاً

إما عالم أكثر عنفا ودول مستبدة ومتوحشة أو عالم أكثر إنسانية وتعاون هكذا يرى نعوم تشومسكي العالم بعد كورونا.

 

حيث يقول انه من الملاحظ الان كيف ان الدول تتعامل بشكل متوحش مع جيرانها يستشهد بألمانيا حيث انها سيطرت على الوباء بشكل جيد بينما لم تقدم أي تعاون لإيطاليا وهي جارتها والتي عانت بشدة من الوباء.

 

يقارن أيضا بين دور أمريكا وكوبا في هذه الأزمة حيث أوقفت أمريكا المعونات لفلسطين وخفضت معونات بعض الدول بينما تستمر كوبا بإرسال الأطباء إلى مختلف الدول للمساعدة بالرغم من الحصار الذي تعيشه والحرب الاقتصادية التي تعاني منها.

 

يقول أيضا أن ترمب هو أكثر تعبيرا ووضوحا عن سياسة أمريكا وأن أمريكا تدعم الديكتاتوريات حول العالم لتحافظ على قوتها وإذا ما سقط ديكتاتور عملوا على إعادة بناء نظام ديكتاتوري بشكل أخر.

 

يقول أن خطر أرامكو في تسميم البيئة أخطر بكثير من فيروس كورونا الذي لم نقترب بعد من معرفة خطره الحقيقي لكونه لم يصل بعد الى الدول الأكثر فقرا لان الامر سيصبح كارثي لان الناس لن يستطيعون مثلا غسل أيدهم كل 15دقيقة أو يبقى معزولا عن الاخرين.

 

يقول ايضا اننا نعيش في عالم مريض مقدار السادية التي أظهرتها معظم الدول غير معقوله حيث أن الدول الغنية هي التي تستطيع الحصول على أجهزة التنفس ولا يعنيها الناس في الدول الفقيرة التي تموت.

 

يتساءل تشومسكي ما هو نوع العالم الذي نريده ويقول ان علينا البحث على الجذور الاصلية التي تؤدي إلى هذا النوع من الأزمات وأن هذه الأزمة هي تعبير عن فشل هائل لاقتصاد السوق وأن الازمة التي يمر بها النظام العالمي هي أزمة اقتصادية في المقام الأول وسببها فشل المنظومة النيوليبرالية القائمة نظريتها على تعظيم الارباح وأي انحراف عن هذا الالتزام سوف يحطم أسس الحياة المتحضرة وما يحكم هذا النظام هو المنفعة والربح فقط وهذه هي القيمة التي تسقط أمامها أي اعتبارات أخرى.

 

ويشير إلى ان هناك تحذيرات سابقة من ان فيروس كورونا سيتطور ولم يلتفت أحد لان هذا العالم لا يفكر الا بما فيه ربح أو منفعة حتى ان شركات الادوية هي ديكتاتوريات تخضع للنظام العالمي.

 

الحل من وجهة نظر تشومسكي أنه لابد من خلق حركة اجتماعية إنسانية عالميه نشطه تدفع باتجاه إصلاح النظام العالمي القائم وتعمل على إصلاحه بحيث يصبح إنساني أكثر مما هو عليه الآن كما يرى ان الأمر صعب لكنه ليس مستحيلا كما أنه لا يدعو إلى اسقاطه بل إلى إصلاح خصائصه بحيث يصبح أكثر إنسانية.

 

كما يشير ان فرض حالات الطوارئ ونزول الجيش الى الشوارع سيقلص من الحريات المدنية وقد يؤدي إلى تدهور الديموقراطية وللنزوع نحو الاستبداد في دول كثيره.

 

ويقول لمن يدير النظام العالمي عليهم ان يستوعبوا حركة التاريخ وان العالم لن يعود لما كان قبل هذه الأزمة لأن الوضع الطبيعي كان هو المشكلة.

 

فيما يخص الصين وأمريكا يقول أن الصين مجتمع متنامي إقتصاديا لكنه يظل فقير مقارنة بأمريكا فبحسب مؤشرات الأمم المتحدة للتنمية تأتي الصين في المركز 90 بينما الهند في المركز 130وأن أمريكا هي الدولة التي يمكنها توقيع عقوبات على أي دولة ولديها أكثر من 1000قاعدة عسكرية منتشرة حول العالم وهي أكثر دولة تنفق على الجانب العسكري وتطويره وتمتلك مساحة شاسعة وموارد ضخمه ومجتمع متجانس.

 

ويقول حتى الان لا توجد أي دولة تقترب من امتلاك الميزات التي تمتلكها الولايات المتحدة الأمريكية ويشير إلى ان نظامها الصحي ضعيف وكارثي حتى انه عندما أعلن ترامب ميزانية امريكا في منتصف فبراير خفض ميزانية القطاع الصحي ونحن في قلب الأزمة وهذا يعود الى فلسفة النظام النيوليبرالي الذي يعني بالربح فقط.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس