الجنوب وتدوير الزوايا

الاربعاء 20 مايو 2020 - الساعة 02:37 صباحاً

تدوير الزوايا سياسة اكثر وضوحاً اليوم ،فيما يتعلق بالجنوب والموقف السعودي منه، حيث لم تعد  هناك سياسة واحدة محددة الرهانات، على طرف بعينه ظلت تتعامل معه السعودية كحامل لقضية الجنوب، بل تسعى اليوم إلى خلخلت بنيان هذا الكيان (الإنتقالي) بسياسة تدار على مصفحات الجند، والإجتياح وراجمات الصواريخ. 

الجنوب وإطاره السياسي الأكثر تمثيلاً لقضيته، ولن نقول الممثل الأوحد ،هو اليوم امام سياسة سعودية تعتمد على تدوير الزوايا، والبحث عن ادوات موازية للإنتقالي ،عبر إستحضارها  من خانة الإحتياط، ونفض الغبار عنها ،ومنحها ثقة التمثيل للجنوب، او الشراكة بهذا التمثيل ،وهي كيانات تحمل مسميات جنوبية، محسوبة على المؤسسة الرئاسية، وتمثل كاسر إجماع جنوبي ،وورقة ضغط ومساومة وقت الإحتياج لها ،في بازار التسويات والصفقات المؤجلة. 

الواقع ان مواجهات شقرة  ،وغياب تدخل سعودي ضاغط لوقفها ،وإعادة دعاة إجتياح عدن ،إلى بنود إتفاق الرياض ،يضع الموقف السعودي تحت مجهر إعادة القراءة ،وإكتشاف التبدلات في المواقف،لجهة الاصطفاف مع طرف ،ومحاولة تقليم أظافر  الطرف الآخر ،وإعادة رسم  للإنتقالي المساحة المسوح الحركة في حدودها، المتساوقة بلا أدنى تمايز ، مع مفهوم السعودية لكيفية ادارة الملف اليمني، والرضوخ للعبة المقايضات الإقليمية والتفاهات غير المعلنة.  

الرياض تاريخياً وفِي كل صراعات المنطقة ،حليف غير ثابت الخيارات والمواقف، وهو يمكن ان يلحق بمشروعك الضرر  والتضحية

 بحقوق ومصالح الآخرين  ، مقابل إعلاء وتغليب المصلحة السعودية اولاً وثانياً وثالثاً واخيراً.  

التلويح بمنح الجوائز للمملكة لإستمالاتها  ،كقواعد وتواجد عسكري مباشر ،لا يمثل أدوات مغرية لتبديل الموقف، وتغيير انحيازات الرياض، فذات الشيء يستطيع ان يقدم اضعافه الطرف الشرعي المرتهن كلياً للقصر الملكي، تمويلاً وتبعية ،اعاشة وعمالة. 

اجمالاً تمظهرات الموقف السعودي ،لم يعد غير عصي على الإستظهار و القراءة ، فقد بات يحمل  عنواناً واحداً، ممنوع جنوباً الاستقلالية بالموقف ،لا هامش حركة خارج ضابط إيقاع التفاعلات  من السياسة إلى المكونات في اليمن. 

نحن امام مشهدية ربما تكون ذات طابع إنقلابي ،تجاه الموقف من الجنوب، الإضعاف حد التطويع والتبعية الكلية ،او الإلغاء الكلي لفكرة الجنوب بوابة الحل ،ونفض الغبار  عن إحتياطي جنوبي بديل، قابل للإستخدام، وقت استدعت الحاجة السعودية إستخدامه. 

إجمالاً إذا كانت السعودية بتفاهمات إقليمية، قد  نجحت في الستينيات من خلق نظام جمهوملكي هجين ،فهل تستطيع الآن ان تعيد إنتاج ذات الشيء ، بطبخة توافقية محلية إقليمية ،لتسوية الملف اليمني ،مخصوم منه سقف مطالب الجنوب العالي؟

اشك في ذلك ،فالحل والاستقرار المستدام ،يبدأ جنوباً، بالتسوية لا بالإقصاء والشطب، وما دون ذلك حروب متناسلة ،إلى ما لا نهاية.

• من صفحة الكاتب على الفيس بوك 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس