معركة حماية السعودية من التمدد الإيراني

الخميس 16 يوليو 2020 - الساعة 11:13 مساءً

سعت بعض الاطراف اليمنية في الشرعية المتحالفة مع التحالف الى فرض عنوان " حماية السعودية من التمدد الإيراني " كعنوان رئيس وبديلاً للعنوان الرئيس الذي تم إعلانه ولأجله قامت الحرب في اليمن حيث كان " إسقاط الإنقلاب الحوثي وإستعادة الشرعية وعودتها الى صنعاء "، متوهمه آنها بذلك ستنال رضى السعودية حين تُبدي لها حرصها الشديد عليها، وبما يوحي بان لا قيمة حقيقية للإنتصار في الحرب ما لم يتم حماية السعودية من التمدد الإيراني، فما اليمن الإ مجرد ساحة حرب لمعركة تكمن قيمتها واهميتها في حماية السعودية وفقط دون إدراك اهمية التساؤلات التي يجب وضعها على طاولة الحوارات للوصول الى إتفاق خاص باليمن والحال الذي يجب ان تكون عليه ارضاً وإنسان سواءً اثناء الحرب او بعدها.

كان لذلك التوجه الاثم كونه لا يحمل في طياته سوى التنازل عن حق اليمن وشعبها، ليس فقط في الكيفية التي يخوضون فيها معركة الدفاع عن انفسهم وحقوقهم وبلدهم بل ايضاً في تقرير مصيرهم، وعليه تم تقديم اليمن وشعبها مرة ثانية للسعودية على طبق من ذهب، طالما وقد تم جعلُها المعني الرئيس في حرب اصبح اطرافها إيران وحلفائها والسعودية وحلفائها، فيما اليمن والشرعية مجرد ادوات للسعودية في هذه الحرب.

 لم يُدرك أصحاب ذلك التوجه الآثم فداحة وجُرم ما إقترفوه في حق اليمن أرضاً وإنسان، إلا عندما طال الضرر مصالحهم الخاصة بشكل مباشر وكنتيجة طبيعية لما طال اليمن بشكل عام بإعتبار انهم ليسوا سوى جزء منها، فما من قيمة خاصة لهم إلا باليمن وقيمتها التي فرطوا فيها وما يزالون، ذلك لانهم ظنوا وبعض الظن اثم انهم قادرون على فرض اي قيمة لهم بدون اليمن وعلى حساب اليمن وقيمتها ومصالحها العامة!!!

المؤلم انهم لم يستفيدوا من دروس الامس القريب ولا من دروس الحاضر، وهذا ما يؤكده توجههم الجديد الهادف الى الحفاظ على مصالحهم الخاصة وفقط عبر حليف خارجي جديد، حتى ولو تتطلب الامر تدخله عسكرياً في اليمن كما يتم الإعلان عنه من بعض المحسوبين عليهم ولو جاء على سبيل التهديد والتخويف، إلا ان انه يُعطي ملمحاً واضحاً عن طبيعة المعايير التي يتخذونها في تحديد توجهاتهم، لتحتل المصالح الخاصة المرتبة الاولى في سلمها.

ستظل المصالح الخاصة وبما تمتلكه من اولوية قصوى في سلم معاييرهم، هي العائق الدائم لليمن في مسيرة خلاصها وإنعتاقها من الظلم والظلام، طالما ظلوا ممسكون بزمام قيادتها وبما يخدم مصالحهم الخاصة التي جنوها في سنوات الحرب الست وما سبقها من سنوات لم يكونوا فيها سوى إصحاب مصالح خاصة وبالضد من المصالح اليمنية العامة، وما عملية إهدارها والعبث بها " المصالح العامة " وكانوا شركاء فيها، هي أحد الأسباب الرئيسية لما وصل اليه حال اليمن البائس، كما وما تزال عملية الإهدار والعبث تلك وما يزالون هم شركاء فيها كذلك، والمضحك المُبكي انهم يصرخون من نتائحها عندما تطال مصالحهم الخاصة وفقط.

وعليه:

ستظل السعودية وغيرها الكثير من الدول العابثة والطامعة تعبث وتنهب ثروات اليمن خدمة لمصالحها الخاصة طالما وهناك مكونات تدعي إنتماءها لليمن، كما وتتصدر قيادته خدمة لمصالحها الخاصة وفقط، وكما يجلب الطغاة الغزاة، يجلب اصحاب المصالح الخاصة الضيقة العبث والطمع الخارجي كذلك  ...

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس