حسين عبد الرازق كمفكر يساري

الاحد 26 يوليو 2020 - الساعة 09:22 مساءً

حسين عبد الرازق من أسرة عريقة في الاستنارة والثقافة، وواحد من جيل العمالقة. مفكر يساري، وصحفي قدير، ومدافع عن الحريات والديمقراطية وحرية الرأي والتعبير.

 

رأس وعمل في العديد من الصحف، وأسس مجلة «اليسار»- المجلة الفكرية التي لعبت دوراً فكرياً وسياسياً، وأصلت للثقافة العقلانية في مصر ثمانينيات القرن الماضي.

 

مثلت كتابات حسين عبد الرازق وصلاح عيسى وفريدة النقاش وأمينة النقاش، ومقالات صلاح الدين حافظ وفيليب جلاب وكاريكاتورات جورج البهجوري- صاحب جمهورية بهجاتوس العظمى- ربيع «الأهالي »- الصحيفة الناطقة باسم التجمع، وكان حسين العقل المتزن والراجح.

 

في كل زيارة لمصر- على كثرتها- أحرص على زيارة الأهالي، والتواصل مع فريدة، وأمينة، وعودة، ورفعت، وحسين، وصلاح، وكامل زهيري. في مطلع السبعينات زرت رفعت السعيد في مقر التجمع، وطرحت عليه الاعتقالات التعسفية في صفوف اليسار والحركة الديمقراطية؛ فاتصل بالأستاذ حسين عبد الرزاق، ليتصل بدوره برئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان محمد فايق، وكانت بداية تواصل مستمر.

 

حسين عبد الرزاق علم من أعلام الفكر اليساري المحتفي بالجانب الديمقراطي وحقوق الإنسان. ولعل معاناته في التعسف والاعتقالات المتكررة، والتضييق عليه في ممارسة الحق السياسي، واستطالة هذه المضايقات للتيار المنتمي إليه، وفيما بعد لحزبه التجمع الوحدوي، ولأسرته: فريدة النقاش الباحثة، ولأختها أمينة الصحفية البارعة- هو ما عمق التفكير بالبعد الديمقراطي، واحترام حقوق الإنسان.

 

زرت، والعزيزة رشيدة النيفر مصر بعد مذبحة سبتمبر 80، والتقينا كامل الزهيري- الأمين العام السابق لاتحاد الصحفيين العرب، وصلاح جلال- نقيب الصحفيين حينها، وأمينة شفيق، ومحمود المراغي- أعضاء مجلس قيادة النقابة، والصحفية نجاح عمر، وتعاون معنا الجميع.

 

زرنا رفعت السعيد، والمدعي الاشتراكي الذي أبدى الاستعداد لزيارة السادات، فاعتذرنا بطريقة مهذبة؛ لارتباطنا بموعد اجتماع الأمانة العامة للصحفيين في روما. عرفنا حينها المعتقلين من الصحفيين، وفي المقدمة محمد حسنين هيكل، وحسين عبد الرازق، وصلاح عيسى، وفريدة النقاش، وعشرات الصحفيين والسياسيين من كل الاتجاهات كفؤاد سراج الدين، وعمر التلمساني -المرشد العام للإخوان حينها، ونوال السعداوي، وزرت زوجها الدكتور الأديب الطبيب والروائي شريف حتاتة، وكان الاستياء من اعتقال حسين وزوجته فريدة بدون مراعاة وضع طفلها كما أذكر.

 

في إحدى اللقاءات مع الأستاذ رفعت السعيد سألته عن انتماء حسين في مراحل باكرة للإخوان المسلمين، فنفى، ولم أتطرق إلى ما كتبه محمود عبد الحليم في كتابه «الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ»: ج 1، ص 465، وربطه بين قضية عبد الحكيم عابدين، وما نسب إليه من تهم، وقضية انشقاق أحمد السكري- الوكيل العام، والدكتور حسن إبراهيم- وكيل الدعوة، وهو الانشقاق المعروف في أدبيات الإخوان بـ«الفتنة الثالثة». والغريب أن الأستاذ حسين حينها كان لا يزال صغيراً، وقد شكل البناء لجنة تحقيق مع صهره عابدين فيها حسين عبد الرازق- حسب رواية محمود عبد الحليم في الكتاب المذكور.

 

في كل مؤتمرات النقابة الصحفيين المصريين التي حضرت بعضاً منها كان حسين نجماً له حضور كبير في المناقشات، وتحظى مقترحاته بالاهتمام والتأييد.

 

ترك الفقيد الكبير أثراً عميقاً في الحياة السياسية بعامة، وفي فكر اليسار الماركسي والديمقراطي بخاصة. رحيل المفكر التقدمي خسارة للفكر والصحافة والحياة السياسية ليس في مصر وحدها، وإنما في الوطن العربي كله.

 

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس