خبر زلج.. بأي جرم ستعود ياعامنا الجديد?

الجمعه 01 يناير 2021 - الساعة 01:10 صباحاً

 

31 عام مرت على اخر احتفال لي بقدوم سنة جديدة من عمرنا, كان ذلك في 1 - 1 - 1989 عام تخرجي من الاتحاد السوفيتي العظيم. 

 

كانت المدن السوفيتية كغيرها من دول " الملاعين اولاد الملاعين " وفي هذه المناسبة السنوية وكل ايام العام,  تكتسي حلل سنتها الجديدة وتتزين بكل مظاهر الحياة الجاذبة, وما يشعرك بقيمة الحياة وولوج عام جديد تدرك سلفا انه لن يأتي سوى بكل مايسعد الانسان, ويضيف ماهو جديد على جميع مستويات حياته هناك.

 

في مثل هذا اليوم, يتفرغ الجميع لاستقبال العام الجديد من خلال ايجاد الجو المناسب للاحتفال , والتعبير عن الفرحة العامة ومشاركة الناس سعادتهم في حال عام مفتوح على مصراعيه , يمكن ان تعيشه في السكن الطلابي ومنازل الاحباب والشارع والاماكن العامة الاخرى.

 

في هذا اليوم,  يتبادل الناس التهاني ويظهرون ما يختزنونه من الفرح والسعادة والبساطة في التعبير عنه.

 

 كم تشعر بإنسانيتك وقيمة العيش في هذا الوجود وسمو العلاقات الانسانية, بعيدا عن التكلف والشطح والتفاخر الذي يظهر عليه انسان " السبايا والصحن الحيدري " .

 

في مثل هذا اليوم يعبر الناس عن محبتهم لبعضهم ويكشفون عن خبايا النفوس المشحونة بالمحبة والعاطفة واللهو المؤطر باحترام المناسبة ومنحها مايليق بها من المظاهر والمضامين , المؤطرة بإخلاقيات وقيم المجتمع الانسانية.

 

على عكسهم, نستقبل العام الجديد بمزيد من الكراهية ومضاعفة عدد القتلى وتوسع رقعة الدمار والجوع والمرض.

 

نقضي وقتنا بالتفكير بكيفية توفير حاجات ومتطلبات الغد الاساسية وكيفية الحصول عليها وتوفير ولو القليل منها.

 

عن اي جرم سنسمع واي بطولة قطع طريق واخفاء انسان اوقتل امراءة امام اطفالها ستدق طبلات آذاننا!!

 

عن عدد النقاط العسكرية التي ستقابلها اثناء سفرك الئ القرية او اي مدينة اخرى,  وسماع تلك الاسئلة التقليدية والمملة والجالبة للغثيان ,ورؤية تلك المظاهر لمن يقف فيها وكأنهم بها قد بلغوا الجبال طولا.

 

نعم وعلى عكسهم في مثل هذا اليوم, سيغلب عليك التفكير بكيفية توفير البنزين وقيمته,  وتكاليف دراسة الابناء وتوفير حاجات الاسرة من المواد الغذائية الاساسية .. عن مايمكن له ان يسيء لنظرك وذوقك العام من الاطقم وسرعاتها ومنظر المسلحين عليها وصوت الونان والتفحيط وفتاح النخر وصوت الزوامل الصادرة عنها وغيرها من مركبات النخيط.

 

على عكس " الملاعين " وفي مثل هذا اليوم كما هو في كل ايام العام,  سترى مناظر البؤس اليومي والحرمان وكل مايشعرك بأنك خارج نواميس الحياة وقيم العيش واخلاقيات الوجود. 

 

يإالهي 31 عام مرت منذ آخر مرة شعرت بإنسانيتي وفرحت بوجودي وسعدت بأوقاتي, لتحل مكانها 31 عام مشحونة بكل مايشعرك بندم وجودك على ظهر " الكبة " الارضية وهذا الجزء من جغرافيتها الملعونة !!

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس