قوس قزح اسمه شوقي القاضي

الاربعاء 03 فبراير 2021 - الساعة 07:54 مساءً

 

 

عندما كنا صغار كنا نحدق في السماء في لحظات الغيم فنرى قوس قزح يلوّن السماء ، نتفائل ان الغيث قادم وان الارض ستخضر وتزهر ، قوس قزح كان يحمل لنا الامل والجمال بالوانه المتعددة الباعثه للفرح والحياة .

 

 في حياتنا نجد نماذج تتشابه مع قوس قزح في تعدد المواقف والتلوّن ، شوقي القاضي هو الاقرب شبها لقوس قزح في التلون وتعدد الرؤى والمواقف. 

 

 لا احد يجيد ثقافة التقية في السياسة وفي الدين بل وفي الحياة بتلك الطريقة الانيقة والناعمة مثل شوقي القاضي ، لديه قدرة عجيبة على التلوّن كقوس قزح يظهر ذلك في تعدد مواقفه وتبدل ارائه وتلوّنه، لكنه  يعود سريعا ومهرولا للونه الأوحد وهو القتامة والسواد ، يعود لحالته  الأولى إمام المسجد الذي لا مهرة ولا مهنة له الا التخوين والتكفير والاقصاء  للآخر المختلف ، مشكلة شوقي القاضي انه خريج المعاهد العلمية وخطيب مسجد على مدى اثنين وعشرين عاما ثم دارسا للشرعية والقانون (حفظ الشريعة كما يتصورها هو  ولم يحفظ القانون ).

هذا الإرث الكبير من ثقافة التأسلم جعلت شوقي القاضي يعيش حالة من التأرجح والتوهان وعدم التوازن ظلت فكرة إمام المسجد هي الفكرة  المسيطرة لتوجه وتصرفه مهما حاول الخروج من هذه العباءة، مهما اصبغ على نفسه خبير تنمية بشرية ، ومهما ظهر انيقا حليق اللحية والشارب مرتديا بدلته على عكس جماعته فما تحت شعر رأسه الكثيف يفضحه ،  فكلما حاول التقدم اماما عاد خطوات كثيرة خلفا وتخلفا. 

 

ولكي لا ننسى، اليكم القليل مما قاله شوقي القاضي في 2014م 

 يقول مدعي الدولة المدنية شوقي القاضي ( إن من ينتقدون " الإخوان المسلمين " هم أحفاد قرية " لوط" المنحرفة ، معتبرا جماعته بأنها " أشرف وأنقى وأطهر جماعة عرفها تاريخ العصر الحديث".) ، ثم استطرد بوصف كل من يعارض   الجماعة انهم كالاقزام ومجهولى النسب ولا يصح الالتفات اليهم او حتى الرد عليهم 

ثم  يقول : (عندما أراد نبي الله لوط وجماعته النقيه – عليهم وعلى رسولنا وسائر الأنبياء أفضل الصلاة والسلام _ أن يحرروا قومهم من انحراف الفطرة ويسموا باخلاقهم من ارذل المعاصي ، شنوا عليهم حملة مسعورة وأعلنوهم جماعة محظورة ، وقرروا طردهم من قريتهم :" فَمَا كان جَوَابَ قَوْمِهِ إلا أن قَالوا اخْرجُوا آل لُوطِ من قريتكمْ إنهمْ أناس يتطهرونَ..)

 

وأضاف: وهكذا  يتكرر موقف أحفاد هذة القرية المنحرفة ، تجاه أشرف وأنقى وأطهر جماعة عرفها العصر الحديث ، وهي جماعة " الإخوان المسلمين.

 

وفي تصريحات اخرى يقول  ( ان الملائكة تحارب مع جماعته ضد الحوثى وان رسول الله ينصب خيمته بالقرب من معاركهم فى محافظة أب .. كما أقسم في احدى خطبه  أنه شاهد حور العين أسفل كنتاكى )

 

  هذا هو شوقي القاضي الغارق في الماورائيات الغارق في ثقافة التكفير والاقصاء والتخوين  للاخر دون الاعتبار لحالة الشراكة بين جماعته وتلك الاحزاب التي يخونها ويكفرها  في تكتل جامع  اسمه اللقاء المشترك ، لقد  وصل الشطح بالقاضي ان يقول ان تلك الاحزاب خانت جماعته في حربها مع الحوثي ولكن الله ارسل ملائكته المُسوّمين  لتحارب معهم الحوثي كان هذا الكلام في العام 2014.

 

والسؤال الان للفقيه شوقي  القاضي اين تلك  الملائكة المُسوّمين  على مدى ست سنوات عجاف من الحرب والخراب اين هي من تحرير الحوبان في تعز ونهم في صنعاء والحزم في الجوف؟ اين مناصري جماعتك من الملائكة  المُسوّمين  في ظل كل هذه الانكسارات المهينة وفي كل الجبهات حيث انتم ؟.

 

ولكي لا ننسى، في العام 2017

يقول شوقي القاضي شيء اخر مختلف : 

* جميع الأحزاب السياسية "المؤدلجة" وفي مقدمتها "الإصلاح، والاشتراكي، والقومي بشقيه الناصري والبعث" بحاجة إلى مراجعات شجاعة وتقييمات موضوعية لمسيرتها وأدائها وعلاقاتها وتجاربها، ونحن في الإصلاح نحتاج إلى تلك المراجعات والتقييم على جميع المستويات والمجالات، الفكرية والتنظيمية وتداخل الدعوي بالسياسي والتمييز بينهما وبين أدواتهما وطبيعة ميادينهما، لأن الإصلاح حزب يعوَّل عليه، مع شركائه من الأحزاب والقوى المدنية، النهضة باليمن وتنميته واستقراره.

 

(هنا لم تعد جماعة الاخوان هي الانقى والأطهر ولم تعد هي جماعة النبي لوط النقية) بل قابلة للنقد والمراجعة الشجاعة  ولم تعد مقدسة 

ثم يقول : 

* اللقاء المشترك تجربة سياسية فريدة أذابت جليد عقود من الجفوة بين التيارات الإسلامية واليسارية والقومية، وأسَّست لعمل سياسي مشترك يقوم على القواسم الوطنية المشتركة، وقد حقَّق الكثير من أهدافه المرحلية الأولى، لكنه اليوم بحاجة إلى تقييم شامل، للاستفادة منه في العمل السياسي للمرحلة القادمة، التي قد تشهد أطر جديدة على ضوء مستجدات المرحلة وتحالفاتها.

 

( هنا لم تعد الاحزاب والقوي المعارضة لجماعته بالاقزام ومجهولي النسب ولاهم قوم لوط )

 

ومثلما ناصر شوقي القاضي وجماعته الفاسد عفاش في غزوة الجنوب 1994 واعتبروها حربا مقدسة يقودها رجل بمواصفات نبي اسمه علي صالح  ، هذا الصالح  المقدس  فيما بعد في العام 2011 صار  عفاش البلطجي لديه ولدى جماعته، ولذلك احرقوه في مسجده وفي يوم جمعة .

 

 ولكي لا ننسى، بالامس القريب بارك شوقي القاضي غزوة جماعته للحجرية ، والمبرر جاهز، وهو ان ماحدث  في التربة هو خروج عن الشرعية المعترف بها دوليا،  والسؤال الم يكن عفاش عندما خرجتم ضده في 2011 صاحب شرعية دولية معترفا بها ؟ !!!  هذا منطق احول وهذه التخريجات والتأويلات حسب المصلحة والهوى نتيجتها كل هذا الخراب والبرقعة والتقطيع. 

 

ولكي لا ننسى اليوم ونحن نلج  عام جديد 2021 يتحفنا القاضي في احدى تغريداته في تصوير تعز المخطوفة من قبل  جماعته وكأنها سويسرا ، ففيها الامن والاستقرار  وفيها حرية البوح والقول والرأي ، في حين ان الواقع يقول عكس ذلك ،   فالتقارير الدولية  النزيهة والمحايدة كاشفة فاضحة لزيف وتزييف  ما يقوله القاضي ويروج له. 

 

يقول فريق الخبراء التابع للامم المتحدة بالحرف والنص الصريح والكاشف:  

(  أن أفراد ينتمون إلى الألوية 17 و 22 و 170 بينهم غزوان المخلافي، في تعز، استولوا بالقوة على 58 منزلا للمدنيين)

 

شوقي القاضي يبدُ كقوس قزح بعد يوم ماطر، لكن عندما تاتي شمس الجماعة  المحرقة يختفي ويعود لتلك الغرف المظلمة ويتذكر قسم الولاء والطاعة للمرشد والجماعة ، وشمس شوقي القاضي وجماعته على مدى تاريخها المرتبط بالمنظومة العسقبلية  لاكثر من ثلاثة عقود كانت ولازالت وستبقى  شمس اعاقة لكل مشروع وطني جامع،  فقد اصابت اليمن انسان وجغرافيا وتاريخ بالكساح والشلل.  

 

هناك فرق بين شوقي القاضي الفقيه إمام المسجد  وبين استاذة علم الاجتماع الدكتورة الفت الدبعي المنتمية لذات الجماعة، بدأت الفت الدبعي ناصحة ثم ناقدة وعندما ايقنت ان لا صوت مسموع لها ولا اذن صاغية لما تقول ، وعند وصولها لاعلى مرتبة من اليأس واللأمل قررت المغادرة  وادركت ان من هي معهم هم جماعة مؤدلجة لديها فائض تقية في السياسية والدين ، وفقر شديد في قبول وتقبل الاخر ، ادركت الفرق في حالة  الجماعة عندما تكون في المعارضة وحالتها عندما تكون في السلطة ففي السلطة تظهر عارية مكشوفة

فهي جماعة تختزل الوطن والدين والمجتمع في ذاتها ، جماعة لاترى الا نفسها وذات مفاهيم تتعارض كليا مع الدولة المدنية التي تناضل الدكتورة الدبعي  في الدفاع عنها ،  الفت الدبعي تعيش بوجه واحد لا اوجه متعددة وهذا الفرق بين عالم الاجتماع وامام المسجد الذي مازال متلبس لشوقي القاضي ومن العسير الشفاء من هذا التلبس والمس بعد هذا العمر من الغرق  في ثقافة التكفير والتخوين والاقصاء.   

 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس