فبراير الثورة وواقع مضاد..!

الجمعه 05 فبراير 2021 - الساعة 02:00 صباحاً

 

لا شك ان الحراك الشعبي الذي شهدته اليمن في مطلع العام 2011 كان متأثراً بالأحداث التي سبقته في تونس و مصر. 

لكن تنحي مبارك مثل دافعاً كبيراً لبعض قيادات احزاب المعارضة اليمنية لإسناد الحراك الشبابي و تعزيزة في اتجاه الثورة. 

رغم الواقع في اليمن، والاختلاف الكبير بينه وبين الواقع المصري.

 

اليمن لم يصل الى مرحلة الدولة بعد بينما مصر دولة مؤسسات قوية. 

لذلك طغت الساسية على الثورة في اليمن لتنتهي بعملية سياسية فاشلة وغير عادلة اساساً... لأن شرعية الثورة ترتكز على مجلس وطني تأسيسي، وليس بمحاصصة لمضاعفة الفساد و الفشل.. 

 

لذلك اسباب بكل تأكيد و هو غياب دولة الموسسات التي تفرض القبول بالخيارات الخاطئة لإدارة المرحلة بشكل غير صحيح..! 

 

و بدلاً من شعار إسقاط النظام كان الأولى رفع شعار اصلاح النظام و تعزيز بناء الدولة و المؤسسات بشكل وطني يضمن تماسكها و صمودها امام اي عملية تقويض بأي شكل من الأشكال..! 

 

الواقع البائس قاد الجميع الى حافة البؤس التي اثمرت بالإنهيار الشامل كنتيجة للإنتهازية و الحسابات الضيقة و تندي مستوى النخبة السياسية و الطبقة السياسية.. الذين لم يكونوا مؤهلين لا من نواحي سياسية و لا إدارية ولا ثقافية، و بفعل ذلك انحدر الكل  الى قعر البئر؛ التي كانوا مدردهين فيها بالمنتصف..! 

 

كما ان تشابك الإدوار و الإرتباطات بالإقليم عزز المطامع و احياء المشاريع البائدة ابرزها للواجهة كتعبير عن الفشل الكبير الذي تسبب فيه النظام السياسي البليد الذي استند للموروث و الإعراف على حساب القانون و الدستور و المؤسسات..!

 

لقد خلق هذا الواقع المضاد لثورة، عملية سياسية فاشلة ذهبت لمحاصصة بدون شرعية شعبيه مصدرها انتخابات برلمانية او شرعية توافقية اساسها مجلس وطني تأسيسي.. 

 

ثم ذهبت العملية السياسية منحى آخر وهو مناقشة الظواهر من خلال حوار وطني ناقش المشاكل ولم ينتج الحلول بشكل مناسب كانت هناك اسقاطات مستوحاه من تجارب اخرى لا يمكن اسقاطها على الواقع اليمني الذي يحتاج لتصورات موضوعية قريبة من الواقع وليس استنساخ نصوص مثالية في ظل غياب للمؤسسات الضامنة لتنفيذ هذه التصورات والحلول التي تضمنتها وثيقة مخرجات الحوار الوطني.. 

 

لأن الحوار والنصوص بدون مؤسسات ضامنة لتنفيذها مصيرها الفشل.. كما حدث.. 

 

وبما اننا اليوم بعد عشرة اعوام من الحدث الثوري الرائع الذي استبق وقوع الكارثة التي كانت قادمة لا محالة.

 

ورغم الواقع المضاد لثورة فبراير فقد مثلت حدث شعبي مهم و طموح شبابي رائد كان ينقصه الخبره والحامل و الرؤية الواضحة و الآلية التفسيرية الدقيقة لكل هدف و مراحل الثورة .

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس