بين الثورة والانقلاب

الخميس 11 فبراير 2021 - الساعة 11:51 مساءً

 

قامت ثورة 26 سبتمبر ضد نظام الامامة وفكرة حصر الحكم في البطنين ولإرساء النظام الجمهورية ولم تقم ضد شخص البدر والا لكانت انقلاباً لأن البدر لم يكن قد مر على تولية الحكم 5 أيام فقط ولا يمكن ان نسمي ثورة تقوم ضد حاكم لم يمر عليه بالحكم أسبوع واحد.

 

لذا نقول اليوم ان المعركة ضد الحوثي هي امتداد لثورة 26 سبتمبر، لأن فكره امتداد لفكر الإمامة ، ونقول ايضاً انه لا يمكن ان يدعى الشخص انه جمهوري ومن انصار ثورة 26 سبتمبر وهو يؤيد الحوثي وفكره الامامي المعارض للجمهورية.

 

نفس الحال ينطبق مع ثورة 11 فبراير ، فهي ثورة قادها الشباب ضد منظومة الحكم التي كان يرأسها صالح ولم تكن ضد صالح كشخص ، ضد منظومة حكمت البلاد لـ 30 سنة اورثت الفشل سياسيا واقتصاديا.

 

كانت ثورة ضد التوريث وتوليه الأقارب مناصب الحكم بدون كفاءة، ضد الفساد والعبث بالثروات ، ضد انتهاك القانون والدستور.

 

كانت ثورة من اجل دولة مدنية لا مركزية تقوم على المواطنة والحكم الرشيد، وبناء مؤسسات الدولة وعلى رأسها الجيش والأمن على أساس وطني وان يكون معيار الكفاءة طريقاً للوصول الى المناصب.

 

لذا لا يمكن لأي شخص ان يدعي انه من ثوار 11 فبراير او يؤيدها وهو يخون كل هذه المبادئ ، ويؤيد ما يقوم به هادي وهو يمارس الحكم بشكل ابشع من صالح بمليون مرة ، ويدوس على الدستور والقانون الف مرة.

 

ما الفرق بين ما قام به صالح بتعيين نجله احمد قائداً للحرس الجمهورية وبين قيام هادي بتعيين نجله ناصر قائداً لألوية الحماية الرئاسية ذات التشكيل المناطقي (90% من قيادتها وعناصرها من محافظة الرئيس).

 

ما الفرق بين الفساد والعبث الذي كان يمارسه صالح وما يمارسه هادي اليوم؟ اليس ابشع منه بمئات المرات؟

 

كيف تدعى انك من ثورة فبراير وكنت تعترض على ان اغلب ضباط الجيش من منطقة صالح، واليوم تؤيد ألوية عسكرية بأكملها من منطقة واحدة ، وان يأتي مدني ليتولى قيادة محور عسكري لا يفقه في الأمور العسكرية شيئاً؟.

 

كيف يمكن لمن يدعى انه من ثورة فبراير ان يطبل لمسئول في الشرعية عين ابنه وكيل وزارة وزوجته سفيرة ، لا بل ويطير فرحاً لكلام هذا المسئول حين يتحدث عن ثورة 11 فبراير.

 

الثورات تقوم لأجل مبادئ نبيلة وضد قيم خاطئة ، اما حصرها ضد الأشخاص ثم يمارس أصحابها او يؤيدون نفس سلوك من ثاروا ضدهم بل وبشكل ابشع ، حينها تتحول الى مجرد انقلاب.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس