ماذا لو سقطت مأرب "لا سمح الله"؟؟

الاثنين 08 مارس 2021 - الساعة 11:59 مساءً

ما من شك أن كل من يمتلك ذرة من الوطنية والإنسانية، يشعر بالقلق من سوء أداء القوات الحكومية في مواجهات مأرب مع الجماعة الحوثية.

 

ويعلم الجميع أن سقوط مأرب بيد الحوثيين (لا سمح الله) سيعني هيمنة الحوثيين الكاملة على المساحة التي كانت تُعْرَفُ بـ"الجمهورية العربية اليمنية"، ولن يتبقى سوى عدد من مديريات تعز التي يهيمن عليها الإخوان المسلمون وحشدهم الشعبي، أما مديريات الساحل الغربي التي تتواجد فيها قوات "حراس الجمهورية" فإن غالبية الشرعيين يفضلون أن تسقط بيد الحوثي على أن تبقى بيد القوات التي يقودها طارق صالح.

 

وبالعودة إلى السؤال: ماذا لو سقطت مأرب (لا سمح الله) بيد أتباع إيران؟.

 

إن القضية لا تكمن فقط في الأهمية الاقتصادية لمأرب كمنطقة نفطية، لكن سقوط مأرب بيد الحوثيين سيجعل سلطة الشرعية بلا خلفية جغرافية ولا ديمغرافية من تلك التي يقولون إنهم يمثلون 95% من ديمغرافيتها.

 

 وعلى عكس ما يعتقد كثيرون، بما في ذلك صناع القرار المهيمنون على الشرعية، بأن قوات الشرعية ستتجه إلى شبوة وسيئون وسيجد الهاربون (الشرعيون) في هذه المناطق وطنا بديلا، يرى محللون سياسيون وإعلاميون آخرون أن من يراكم رصيده من الهزائم من قبل مليشيات ما انفك يصفها بأنها لا تمثل سوى 5% من السكان، لا يحق له التباهي بشيء سوى الهزائم، وبالتالي فإن محاولة الاستئساد على الجنوبيين، سواء في حضرموت أو شبوة أو حتى أبين وعدن ولحج والضالع، لا يمثل سوى ادعاءً زائفٍ واستعراضات مصطنعة لا تمتلك أية قيمة إخلاقية أو قانونية أو معنوية.

 

 إن محاولة الادعاء أن سقوط مأرب لا يعني شيئاً ما دامت الشرعية تسيطر على 85% من الأرض إنما يمثل مغالطة للنفس، لأن اليمنيين يعلمون جيدا أن الشرعية بدون صنعاء وتعز ومأرب والجوف وذمار وإب والحديدة، هي لا شرعية ولا نصف ولا ربع شرعية، خصوصا وأن أقطاب هذه الشرعية قد ناصبوا الشعب الجنوبي، الذي ينوون الهيمنة على أرضه، العداء السافر ليس فقط منذ 2017م بل منذ 1994م، وسيجدون أنفسهم مرفوضين شعبيا حتى لو لجأوا إلى حماقة العنتريات التي ما قتلت ذبابة حوثية.

 

لا يستبعد كثيرون وجود اتفاق من تحت الطاولة بين الحوثيين والإخوان المسلمين على تسليم مأرب للحوثيين بعد مواجهات محدودة مثل تلك الجارية هذه الأيام، والتي يقدم فيها أبناء مأرب أروع البطولات وتختفي معها قوات "الجيش الوطني" ويلجأ عتاولة الشرعية إلى الاستعانة بمن يسمونهم "عملاء الإمارات"، لكن مثل هذا إذا ما جرى فلن يعني إلا النهاية المعنوية لكل المتشدقين باسم الشرعية، لأن أبناء المحافظات المخدوعة وبالذات مأرب والجوف والبيضاء وريف صنعاء، التي سلمتها قوات الشرعية للحوثيين بلا مقاومة، سيبدأون بالثأر ممن خذلهم قبل تصفية الحساب مع الحوثي الذي لا يزال يتكبد الهزيمة تلو الأخرى على أيدي رجالهم البواسل.

 

الرهان على صمود مأرب يرتبط بالرهان على أبنائها ومن يناصرهم من القبائل المجاورة، أما جيش الأسماء الوهمية الذي خذل المقاومة البطولية في عتمة وحجور والساحل الغربي وأخيرا في نهم والجوف ومأرب والبيضاء فلا رهان عليه، لأن الوهم لا يراهن عليه أحد.

 

وغداً لنا وقفة عند دور القوات الجنوبية في مأرب، بعد أن توافدت من مناطق جنوبية شتى، بما فيها تلك التي يسيطر عليها أدعياء الشرعية من الهاربين من ديارهم.

 

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس