موسم الحصاد

السبت 20 مارس 2021 - الساعة 07:05 مساءً

 

عندما كنت في سنواتي الاولى في الجامعة كان لدينا استاذ عظيم اسمه ( تيسير اليسير ) كان علما وتقديرا ووفاء له لابد ان اذكره ، فلكي يوصل الفكرة لنا بطريقة سلسلة وعلمية لابد ان ياتي بمثل فيزيائي ، احببت اسلوبه وتعودت عليه ، وانا في هذه المقالة اتي بمثال  فيزيائي لما يحدث ويعتمل داخل تعز واقول عندما تنقل الكهرباء من نقطة الى الاخرى يكون هناك فاقد في الطاقة المنقولة وهذا يعني زيادة التكاليف ويزداد هذا الفاقد بزيادة مقاومة الناقل ، يتم تخفيض هذا الفاقد بتقليل مقاومة الناقل بزيادة مساحة مقطع الناقل..

 

والفيزياء هي ام العلوم ، اسقط هذا المثال على واقع الحال في تعز فلمواجهة تيارات الخرافة والهلوسة علينا زيادة مساحة الوعي والتنوير والتحذير من مخاطر الخرافة والهلوسة على الحاضر والمستقبل ، اليوم تعز تخوض معركتها الوطنية وذاك هو قدرها بان تكون السياج الحامي للمشروع الوطني الكبير والجامع وذلك نتاج تراكمات تاريخية وانسانية  خلقت هذه العبقرية الزمنكانية لتعز ، لتيارات الهلوسة والخرافة اقول تعز لن تكون الا تعز وهي اليمن الكبير المتنوع والمتعدد .

 

معركة تعز وطنية ولن تكون مذهبية او طائفية ، اليوم جماعات الخرافة تحرض الناس بجمع التبرعات لرفد الجبهات لمواجهة (المجوس والروافض)  هكذا يسطحون طبيعة المعركة ، معركة اليمن هي معركة  الجمهورية وليست معركة علي ومعاوية ، نواصب وروافض  ،  وانا اقول  ان تلك الاموال ستكون اشبه بذاك الفاقد الكهربائي ، بمعنى ان الاموال سوف تُُجمع وستذهب في اغلبها للجيوب وليس للجنود.

 

من يلاحظ حركة نساء ورجال جماعات الخرافة في مساجد تعز وذلك الحماس  لجمع التبرعات  يدرك ان هذه المناسبات رغم عظمتها وجلالها الا انها موسم الحصاد بالنسبة لجماعات التطييف والتخريف ، رأينا غزة والفلوجة في قصور وفلل اصحاب اللحى الطويلة والسجدة العريضة والاصوات المرتفعة ، من اراد ان يتبرع فطريق الخير واسع وكبير وبسيط ايضا. 

 

 مسكينة عروس بني يوسف التي تبرعت بمهرها لرفد الجيوب وليس الجنود  ، لم نعرف قصة رفد الجبهات الا في معارك جماعات الخرافة ، في ثمانينات القرن الماضي كان ثوار التنوير يواجهون نظام العسقبلية المدعّم بكهنة الخرافة يواجهونه بنبلهم ونبل فكرتهم وتعاطفهم وقربهم من  الناس .

 

اختم واقول لمن اعلن النفير العام او البعاع العام، الكثير من ابناء تعز يدركون عدم  جديته وصدقه، مازال جراح  جرحى معارك السنوات السابقه تفضح كذبكم وعهركم ، مازالت مشفى الثورة الخرابة تفضح فسادكم، مازال القتلة والبلاطجة يمارسون هوايتهم بلا عقاب وبلا رقيب، قبل نفيركم ردوا مظالم وشكاوى الناس الممتدة لسنوات  ، هذا نفير ادخلي لا تخرجيش، هذا نفير ادخلي جنب اخوتك سمعنا رنتك ..

من اعلن النفير العام عليه ان يبحث عن امكانية المواجهة لديه كشرعية ودولة وليس لدى جيوب الناس المطحونين واستغلال عواطفهم وبطريقة تافهة  ، من اعلن النفير العام عليه ان يكون بمستوى الحدث ، مهنة الشحاته من الناس وعدم تقدير حالهم وواقعهم لن يصنع نصرا لكنه يقينا يصنع فلل وقصور ، وعلى ابناء تعز  ان يعوا ويدركوا ويفهموا ان سبع سنوات مرت كانت كافية وافية  فلم يروا او يجدوا الا هزات وتقشواع من حق القشوة سالم . 

كلما اقتربنا من الحقيقة نفقد اصدقاء كُثر وعندما نقولها نسمع اصوات الجيف تعلوا في السب والشتيمة بدعوى شق " السف " ، لكن الله اعطانا عقول لنميز الخبيث من الطيب. 

 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس