جمال بن عمر يشرعن لدويلات الطائفية مستقبلاً في اليمن.!! 

الجمعه 07 مايو 2021 - الساعة 04:56 صباحاً

كان جمال بن عمر مبعوثاً خاصاً للأمم المتحده في اليمن بعد الحراك الشبابي في 2011 ضد نظام علي عبدالله صالح.. و كان جمال بن عمر يلتقي بكافة المكونات اليمنية و قد استطاع من خلال قدرته و خبرته ان جعل من نفسه محور اهتمام تتركز كل انظار النخبة والطبقة السياسية تجاهه.. و كانت كلما تعقدت الأمور و تفاقمت الخلافات لا تبادر النخبة لإبتكار حلول ولكنها تنتظر حتى مجيء المبعوث لكي يقرر هو ويقترح عليهم و احياناً يأتي بتصورات جاهزة..! 

 

كان مؤتمر الحوار الذي تم هندسة محاورة و نسب المكونات و حضور المرأة بـ 30٪.. حضر الحوثيين كمكون سياسي وهم ليسوا حزب سياسي و لكن كجماعة دينية لها شعارها وعلمها و ايدلوجيتها شأنها شأن جماعة انصار الشريعة..! 

 

منح الحوثيين عدد 35 مقعد فيما تم منح الحزب الاشتراكي اليمني 37 مقعد وهو حزب مدني له حضور في كل محافظة و مديرية بالجمهورية اليمنية.. فيما الحوثية جماعة دينية محدودة في اجزاء من محافظة صعدة..! 

 

و هكذا تمت العملية في حوار سياسي تجاهل الحراك الجنوبي و اختزل الجنوب في قوى معينة لا تُحظى بدعم واجماع كافة ابناء الجنوب.. 

 

و اثناء الحوار كانت عملية التعطيل تجري بوتيرة عالية تهدف لإفشال العملية الانتقالية و التعطيل لأي مخرجات و كانت النزعة المناطقية حاضرة وتدعم هذا التوجه الذي تتبناه السلطة التقليدية التي تشعر انها ازيحت وتم اتنزاع منها السلطة التي يجب ان تظل حق حصري لها الى يوم يبعثون..! 

 

شرعن المجتمع الدولي للحوثية وجودها من خلال المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني وفتح لها نافذة لتواصل مع الداخل والخارج وعقد اللقاءات و النقاشات وهي بالمناسبة كانت معدة نفسها وجاهزة لتحرك والمشاركة بشخصيات لديها قدرات واسلوب في اتقان الخطاب العاطفي ودغدغة المشاعر وايهام الكثير انها تتبنى رؤيته، و قد ساهم ذلك في منحها مساحة كبيرة لتحرك و السفر و الترتيب في مرحلة تسيب ناتجة عن سوء الإدارة الانتقالية وردة الفعل من قبل الرئيس السابق و تياره.. 

 

كان بن عمر حاضراً و يشارك النخب كل ما تم ويتم.. و كانت الرئاسة تعول عليه و على دوره كممثل لمنظمة اممية لها ادبيات وميثاق،  لكنه كان يعمل في اطار توجه هدفه خلق دولة طائفية و ليس دولة مواطنة.. 

 

عاود المبعوث الأممي الظهور من جديد بعد سبع سنوات مضت لم يُعد مبعوثاً اممياً و تزامن ظهور المبعوث الأممي السابق لدى اليمن من قبل الأمم المتحدة جمال بن عمر مع فوز المرشح الديمقراطي لرئاسة الامريكية بايدن..! 

 

هذا ليس مؤشر على سوء التوجة الامريكي،  لكنه يظهر بن عمر كمدفوع من قبل انظمة و قوى تخوض معارك سياسية مع المملكة العربية السعودية في اليمن. و كأن اليمن وشعبه ليسوا بحاجة لسلام و ادانة الطرف اليمني المعطل للحياة السياسية و لمشروع الدولة.. 

 

اذا كانت لأحد خصومة مع السعودية لماذا يريد ان يخوض حربه معها في اليمن متجاهلاً السبب الاساسي للحرب التي تدور في اليمن و التي تقتضي ادانة اسبابها ومضاعفة العقوبات ضد مسعري الحرب و وادانتهم وليس العكس.. 

 

هناك اخطأ ودور غير واضح لدول الإقليم في اليمن و لكن هذا لا يعني ان غض الطرف عن ارتهان الحوثيين والدور القذر لنظام الإيراني في اليمن والذي يتبنى الحوثيين ويغذيهم ويزودهم بالاسلحة والاموال والخبراء ويقدم لهم الخطط والمقترحات وما يجب ان يقوموا به.. 

 

ان الإزدواجية التي يمارسها بن عمر من خلال مقالته التي البسها بمغالطات واضحة تؤكد انه كان جزء من هذه المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني جراء دوره المشبوه الذي قام به اثناء عمله كمبعوث اممي الى اليمن.. 

 

صحيح ان النخبة السياسية التي تقود الشرعية ارتهنت ارتهان شبه تام لسعودية لكن هذا لا ينزع عن الحوثيين حالة الارتهان والتبعية لإيران.. الا اذا كان الولاء لسعودية محرم و حلال على ايران وفق مفهوم بن عمر ومن يقف خلفه فهذا يؤكد ان الجميع لا يعنيه شأن الشعب اليمني ومعاناته وانهم فقط يستغلوا كل هذا الذي تعانيه اليمن وتوظيفه في صراع لا نعرف دوافعه مع المملكة العربية السعودية التي اتهمها المبعوث بصياغة القرار الاممي 2216 و هذا لا يدين السعودية ولكنه يدين مجلس الأمن ويتهمه بأنه مجلس لبيع القرارات...! 

 

لقد وقع جمال بن عمر دون ان يعلم عندما قال ان السعودية هي من صاغت ذلك القرار و لم يضع اعتبار لمجلس امن دولي ولدول دائمة العضوية فيه...! 

 

كلام جمال بن عمر في مجملة يشرعن لديمومة حرب الاستنزاف في اليمن و التي يُراد من خلالها تقسيم اليمن الى ثلاث دويلات تقوم على الطائفية والمناطقية.. 

 

دويلة في شمال الشمال للحوثيين وهي دولة شيعية في خاصرة السعودية وتسيطر على منافذ برية وبحرية بما فيها الحديدة، والجوف كمحافظة نفطية ، دويلة في الوسط وهي دولة سنية تمتد من وادي حضرموت وبعض شبوه ومأرب والبيضاء وتعز، و دويلة في الجنوب بحيث لا يتم حصرها بعيداً عن المناطق النفطية و كي لا تكون قادرة على تقديم نموذج جاذب للحياة من اجل تعزيز الصراعات فيها بما لا يسمح بقيام دولة حقيقية.. 

 

هذه هي الخلاصة والترجمة لمقالة جمال بن عمر التي دونها في 6 مايو 2021.. و هي تأتي في اطار مسار دولي جديد يحدد ملامح العقد الجديد للالفية الثالثة..

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس