ثقافة الأثوار

الاثنين 31 مايو 2021 - الساعة 06:30 مساءً

كأن الزمن توقف، بين حادثة الدكتور حسن مكي وحادثة الشيباني  ، ثمانية وعشرون سنة مضت ونحن حتى اللحظة لم نغادر  ثقافة الاثوار التي أسستها منظومة  عفاش العسقبلية ، منظومة العسكري والكاهن المفتي وشيخ القبيلة والممتدة لاكثر من ثلاثة عقود ، من كنا نعتقد انهم ثاروا على صالح وطنطنوا في الساحات ومؤتمر الحوار للدولة المدنية.

 

والمواقف والاحداث تعرّيهم وتكشفهم كل يوم وفي كل مكان وجدوا فيه ، فلا غرابة ان  نجدهم اليوم اكثر غرق في ثقافة الاثوار ، في تعز المدينة والتي كنا نعتقد انها الاكثر نورا وتقدم نجدها اليوم في زمن جماعة اللحى الزائفة والجباه المختومة  والهمهمة والتمتمة والشرعبة نجدها اكثر ظلمة وعتمة، عندما غاب اليسار وحضر الإخوان غاب وهج ونور تعز وحضرت ثقافة الاثوار ، عندما غاب النور الدافق المتدفق  والقادم من الحجرية وصبر وحضرت بندقة شرعب غابت عبقرية  تعز ، عندما تحولت ورود وازهار وخضرة صبر الى اسلحة على اكتاف عيال حمود وسالم الدست صارت تعز مدينة عنوانها السطو والقتل والفصاع  ، عندما غاب صوت ايوب وعبد الباسط وحضر صوت الكاهن العديني صارت تعز متصحرة مقفرة. 

 

  قلت دائما وساقول مستقبلا ان دولة عفاش العميقة هي  جماعة  الاخوان ، لذلك لاغرابة ولا عجب ان نجدهم يمارسوا ذات الثقافة المتخلفة.

 

 قبل يومين حدث  اعتداء  طال شركة الشيباني من قبل مجاميع مسلحة تابعة لما يعرف بالجيش ( الوتني) ، الإعتداء الذي أُستخدمت فيه الأسلحة المتوسطة، والذي على أثره أعلنت شركة الشيباني في بيان رسمي إيقاف نشاطها في مدينة تعز .

 

 لم يتم القبض على المعتدين أو محاسبتهم، ولكن تم القبض على الثور ، لم يتحرك اي  مسئول من قبل محور الدست وخالد فاشل  أو الجهات الأمنية لمعصور الاكحلي  لكن تم وصل الشركة وأصحابها من قبل المسلحين المنتمين لالوية الطباشير ، الوية الهز والرج  ، تم وصل الشركة  بثور ذُبح امام مبنى الشركة ،  هذه هي الصورة المصغرة (للشرجية ) في تعز ، نسمع عن جيش ( وتني) وامن ( وتني) ولا نجد الا بلطجة واحترافية في النهب والقتل والفصاع ، تسمية المؤسسات الرسمية في تعز هي اكبر كذبة يُروج لها على مدى اكثر من سبع سنوات.  

 

في تعز لا تسمع الا عن المقلوع والاعرج والاعور  وغدر وصدام وبكر وعزام وغزوان، اسماء لعاهات تتناسب مع قبح وبشاعة افعالهم ، اسماء  متلائمة مع حالة السواد والعتمة التي تعيشها تعز ، في زمن الاخونة والشرعبة  تعز  ليست حالمة وليست مدينة للنور .

 

اعادتني ثقافة الاثوار الى أواخر العام 1993م عندما عقد صالح اجتماعا للجنة العامّة لحزب "المؤتمر"، وطرح البعض خيار شن حرب استباقية على الجنوب، لكن حسن مكي عارضه بشدّة، فانتفض الشيخ ناجي عبد العزيز الشائف، وكان من مؤيّدي شنّ الحرب، ليهاجم مكي الذي كان حينها قائماً بأعمال رئيس مجلس الوزراء، بعد اعتكاف حيدر العطاس في عدن، بالقول: "أنت شيوعي إلى أمس"، فيردّ عليه حسن مكي: "وأنت عادك كنت إلى أمس ملكي"، فخرس الشائف عن الكلام ليغادر القاعة ويوجّه مرافقيه بقتل حسن مكي، وبعد أقل من ساعة اعترضت سيارتان موكب الدكتور مكي، وأطلق مسلّحون وابلاً من الرصاص عليه، لينقل على إثرها إلى المستشفى مصاباً، ويقتل في الحادثة 3 من مرافقيه، لكن الذي حصل هو هروب الشيخ الشائف إلى الجوف، واحتماؤه بقبيلته، وبعد أيام تمّت تسوية تلك الجريمة بذبح عدد من الأثوار أمام منزل الدكتور حسن مكي، بحضور رئيس مجلس النواب الشيخ عبد الله الأحمر شيخ مشائخ (حاشد) ، و بعد الذبيحة تلك تم تعين الشائف عضؤ في مجلس الشورى. 

 

 يومها علّق حكيم اليمن  الدكتور عبد الكريم الإرياني على ذبح تلك الأثوار، بالقول: "لقد ذُبح النظام وذُبحت الدولة اليوم) ، ويومها قال شيخ الرئيس الاحمر مخاطبا صالح  ( عاتساوي شيخ مشائخ بكيل بصاحب تهامة !!!!) ، وانا اتسأل اليوم بمنطق الحال والواقع وبعيدا عن المناطقية لو كان الشيباني من ذات منطقة حمود الشرعبي  او سالم الدست هل كان احدا سيتجرأ او يفكر بفعل تلك الجريمة ؟!! ، قطعا ويقينا لا ، ولا استبعد ان يكون لسان حال سالم الدست  يقول ( هو الا حُجري ) ، اليوم ذُبحت تعز كما ذُبخت بالامس وستذبح غدا.

 

بالامس تم تصفية الحمادي  وقبله تم الاعتداء على بيت هائل واليوم شركة الشيباني بنفس ادوات سلطة الامر الواقع  ودعم نفس الوجوه الحاكمة والمتحكمة بكل صغيرة و كبيرة في تعز .

الحقيقة مُرة ومريرة لكن واقع الحال يقول ان الحاكم والمتحكم بتعز الان هو الاسوأ والاكثر قبحا وتخلفا وحقارة. 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس