القاضي العمراني ... شموخ السيرة ونظافة النهج

الاثنين 12 يوليو 2021 - الساعة 08:27 مساءً

 

عن عمر ناهز المائة عام رحل عن دنيانا القاضي الرصين وعالم الدين الجليل القاضي " محمد بن اسماعيل العمراني " .

 

لا يختلف اثنان في طول البلاد وعرضها حول سيرة القاضي العمراني النظيفة, لتمثل بذلك حالة نادرة في بلد يسمح وعيه العام بالتعاطي مع كل المشاريع الصغيرة , وفي مقدمتها المذهبية والطائفية والمناطقية في ظل غياب الدولة الوطنية ورجال الدين امثال العمراني. 

 

عرف الرجل بتميز الاداء وصلابة الموقف الوطني واعتدال الرؤى ووسطية المنهج وقوة الانتماء واحترام الاخر المذهبي.

 

لم يتورط يوما في مايمكن ان يسيء له ولمكانته الدينية والعلمية، لم يوظف الدين لخدمة احد ولا لصالح  جماعة او مذهب او طائفة كما فعل كثيرون من رجال الدين .

 

  شغل لسنوات طويلة مفتيا للجمهورية .. وعرف خلال شغره لهذا الموقع باحترام النفس وتمثل القيم الدينية على النحو الذي يعكس الوظيفة والدور الحقيقي لرجل الدين في موقعه العام والرسمي , فلم يجرح احد ولم يتعاطى او يتصرف ضمن ثقافة الغلبة التي سيطرت على سلوك الكثيرين بما فيهم رجال دين , معنيين بالعمل على تقارب الناس واستحضار مايوحد مواقفهم ورءاهم الدينية والوطنية والاجتماعية.

 

لم نسمع يوما انه ومن خلال موقعه الرسمي مفتيا للجمهورية , ان قام بتوظيف الدين خدمة للحاكم من خلال قيامه مثلا بشرعنة سياساته وتوجهاته وصراعاته وحتى حروبه كما فعل آخرين, وما فتوى حرب 94 عنا ببعيد.

 

ان السمعة الطيبة والسيرة النظيفة واحترام النفس التي اتسم وعرف بها القاضي العمراني, تضعنا جميعا - وفي المقدمة اسرته - امام مسؤلية الالتزام الاخلاقي بنهجة العام , وفي المقدمة نبذ الثقافات المذهبية والطائفية والمناطقية والسلالية, تمثلا لحقيقة الدين بمضمونه الانساني والقيمي والاجتماعي, وصولا الى الدولة الوطنية بسلامة اوضاعها العامة , وبعيدا عما نشهده اليوم من الصراعات المخزية بحقنا وتاريخنا وادوارنا المعروفة في نشر الاسلام وتثبيت اركانه, في كثير من جغرافيات العالم .

 

رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته, ولاهله وذويه الصبر والسلوان. . وان لله وان اليه راجعون.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس