سبتمبر وضرورة الاستفادة من دروس الماضي وقسوة الحاضر

الاحد 26 سبتمبر 2021 - الساعة 05:31 مساءً

فعلا , لم تمثل لنا مناسبة سبتمبر فيما مضى اكثر من يوم يوفر علينا عناء الذهاب الى العمل او المدرسة, اذ لم يتحقق من اهدافها سوى القضاء على اسرة حميد الدين الحاكمة,  عدا ذلك لم نلمس او نعيش مايشعرنا بإنتقالنا الى  مرحلة ديموقراطية حقيقية او عدالة اجتماعية او رفع مستوى الشعب اقتصاديا واجتماعيا , وقبل هذا وذاك تسيد اسرة حاكمة بصورة وادوات ومنهج جديد لثلاث وثلاون عام , وقبلها ضياع ثمان سنوات حرب اهلية.

 

لم نعرف او نعيش من اهداف الثورة وثمار دماء شهداءها غير ثلاث سنوات وستة اشهر , وهي فترة حكم طيب الذكر وسليل تاريخنا اليمني العظيم الشهيد/ ابراهيم محمد الحمدي الذي اعاد لسبتمبر اعتباره ومضمونه , فقد عشنا وعرفنا معنى الثورة ومضمون الدولة الوطنية, عرفنا النظام والقانون وحضور الدولة وشعبوية الحاكم, قضي على الفساد وثقافات ماقبل الدولة من مناطقية ومذهبية وقبلية والتأسيس لجيش وثقافة وطنية , وغيرها من المنجزات التي تمكنت من تجذير قائد ثورة 13 يونيو في اذهاننا ووجداننا , كحاكم نحلم بإمتداد نهجه وسلامة تفكيره ورمزيته الوطنية والشعبية. 

 

بعد إغتيال الشهيد الحمدي وكما اشرت, عاد الحكم الاسري وان بصور مختلفة... طغت المناطقية وبرز المذهب وتسيدت القبيلة .. غاب الجيش الوطني وحل مكانه الجيش الاسري والمناطقي .. شاع الفساد وشراء الذمم والاعتياش على الصراعات المناطقية والقبلية والمذهبية ..تجذرت ثقافات ماقبل الدولة وبشكل ممنهج وبامكانات الدولة التنفيذية والمالية .. وسادت ثقافات حمرة العين والمزقاوة في اشارة لتعظيم الفاسد والنصاب.

 

كانت سبتمبر ثورة عظيمة ولا شك, بأهدافها وصدق وتوجهات قاداتها لكنها بعد ذلك اختطفت , وجرى تكييفها وتوظيفها بما اوصلنا الى مانحن عليه من الضياع والتشرذم والحروب والدماء والجوع والفقر , وبما يؤكد اشارتي الى حقيقة عدم نجاح اهدافها والا لما تمكنت اسرة حميد الدين من العودة للحكم مرة اخرى,  وبعد مضي 42 عام وبمضمون ومشروع اكثر دمارا للبلد وشعبه.

 

مع ذلك علينا التمسك بتلك الاهداف والنضال من اجل الانتصار لها , ولتلك الدماء الزكية التي اريقت في سبيل ثباتها ونجاح سيرتها , في مقابل مالم نكن نتوقع حدوثه ووصولنا الى مانحن عليه ومالم يكن في الحسبان.

 

ان التعاطي مع مناسبة سبتمبر ومنذ سبع سنوات من قبل المواطن اليمني وعلى غير العادة , يعكس حقيقة الموقف الشعبي من سلطة الامر الواقع ومشروعها السلالي , كما وضع الجميع اما طبيعة اخطاء الماضي بثقافاته السيئة ونتائج السير خلف الانظمة العائلية والمشاريع اللاوطنية , وبما يؤسس لنظرة جديدة وشعور آخر بالمسؤلية الوطنية والانتماء للدولة بدلا عن الانتماء لما قبلها,  والذي ساعد الاخر على العودة والتسلط ونعث حاضرنا ومستقبلنا على النحو الذي يطالنا اليوم... وخبر زلج.

111111111111111111111

ابو دارس

2019-March-02

هو يبين للحوثي ان في هجوم عليه

ابو دارس

2019-March-02

هو يبين للحوثي ان في هجوم عليه


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس