الحوثية خلاصة الانحطاط ومَجْمَع العنصريات

الاثنين 04 أكتوبر 2021 - الساعة 08:28 مساءً

مرات عدة أجد الأستاذ الدكتور محمد طارش يُعلّق في صفحتي متحدثا عن العدوان السعودي، في تضمين وتصريح يقدم الحركة الحوثية على أنها الحائط الوطني الذي يتصدى للـ"العدوان".

 

أعرف أن الهيئة الإعلامية للحركة الحوثية، وكذلك مكتبهم السياسي وإعلامهم الأمني، ومركز الدراسات التابع للحركة ومكتب عبد الملك الحوثي وغيرها من الجهات التي تعمل داخل المشروع الحوثي ينفقون رواتب شهرية على عدد كبير من الأكاديميين والمثقفين والصحفيين، في توظيف لهم كجيش في ما يسمونه "الحرب الناعمة".

 

لنسمي الأشياء بمسمياتها، مشروع التطييف في اليمن والمنطقة العربية، هو مشروع أمريكي بريطاني، تنجزه مشيخات الخليج بقيادة المملكة السعودية، وهو مشروع يُعَدّ لليمن والمنطقة العربية منذ تسعينيات القرن العشرين، وكمشروع ودراسات وتصورات وتكتيكات فقد طرح منذ ثمانينيات القرن العشرين، في الولايات المتحدة وإسرائيل.

 

ولترجمة مشروع التطييف في اليمن فإن المرحلة اقتضت أن تكون الحركة الحوثية هي الذراع الامبريالي المتقدم في اليمن إقليميا ودوليا لإنجاز هذا المشروع، ولو تَخَفَّتْ خلف شعار هزلي عنصري فاشي :"الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود".

 

لم يكن اختيار محافظة "صعدة" اعتباطيا" كحاضنة ومعمل لتخليق هذه الخلايا في بنية طحلبية تزداد انتشارا.

 

إذا كانت حركة الإخوان المسلمين في اليمن والمنطقة استخدمت لمواجهة حركات التحرر العربي، ومن بينها إسقاط "الجمهورية" في اليمن واستبدالها بهجين مذهبي مشوه اسمه "الدولة الإسلامية" وكان بيان الطائف برعاية الملك فيصل بن عبد العزيز، تجسيدا لهذا التوجه- وكذلك الموقف المتخاذل والمرجف في حصار السبعين يوما الذي انتهجه إخوان اليمن كأفراد، ثم مؤتمراتهم الشبابية في تعز وصنعاء والحديدة عام 1969، وهو تاريخ بدء نشاطهم التنظيمي، في مواجهة أي دستور لا ينص على أن المصدر الوحيد هو الشريعة الإسلامية، وعلى محاربة الحزبية والتعددية..

 

وعلى أسلمة المجتمع والدولة وفق فهم ونهج وهابي، في التعليم وفلسفته والسياسة وصراعاتها والاقتصاد وسوقه المالي وصناعاته التعليبية التحويلية- إذا كانت حركة الإخوان المسلمين قد اُستخدمت طيلة تلك العقود في هذا المسار الذي يجمع بين المذهبية الوهابية والمناطقية فإن الطائفية العرقية للحركة الحوثية هي أعلى مراحل هذا النهج وأقبحه، إنها لا تنحاز للتقسيم العمودي للمجتمع كما صنع الإخوان المسلمون فحسب، بل وتعمل على تقسيم الناس وفقا للجينات الوهمية.

 

إنها خلاصة الانحطاط، ومَجْمَع العنصريات واقنعة الطائفية المناطقية والجهوية والمذهبية...

 

▪︎ من صفخة الكاتب على الفيس_بوك

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس