أوروبا في عدن.. ماذا يعني؟

الخميس 28 أكتوبر 2021 - الساعة 01:28 صباحاً

وصول سفراء فرنسا وهولندا وألمانيا والقائمة بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي والمبعوث السويدي إلى عدن، الاثنين، بعد يوم من وصول وزير الخارجية أحمد بن مبارك ولقاؤهم برئيس الوزراء معين عبدالملك، يؤكد ذلك أن أوروبا ومعها المجتمع الدولي باتت تتحرك بوتيرة متسارعة أكثر من أي وقت مضى لوضع حد للحرب وإحلال السلام باليمن وكبح سرعة انهيار الوضع المعيشي والإنساني المريع الذي يشغل بال المجتمع الدولي، وللضغط على كل الأطراف للذهاب لتسوية سياسية شاملة.

 

وبالتوازي مع هذه التحركات أعلنت بريطانيا الأسبوع الفائت بشكل صريح وصادم، للتحالف عبر سفيرها باليمن ريتشارد أوبنهايم، في حوار نقلته صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية: "أن فجوة حدثت بين مضمون القرار 2216 الذي أصدره مجلس الأمن في عام 2015، وبين الوضع على الأرض الذي يتغير يومياً".. لافتاً إلى أن ذلك سينعكس على أية تسوية سياسية مقبلة.. مرجحا بذات الوقت أن يقدم المبعوث الأممي الجديد لليمن "هانس غروندبرغ" خطة سلام شاملة بسرعة كبيرة، كون "أن أي تسوية سياسية بين الأطراف تحتاج قراراً جديداً"، على حد تعبيره.

 

زخم الحراك الدبلوماسي الغربي ومعه الأمريكي والروسي هذا وعزم الأسرة الدولية بأسرها على استصدار قرارات أممية جديدة لتتفق مع الواقع على الأرض يتزامن مع انتكاسات عسكرية بمعسكر التحالف وشركائه المحليين بجبهات مارب وشبوة والبيضاء، مما يضاعف من قناعة السعودية بأن الحوار مع الحوثيين هو السبيل الوحيد، ويلقي بوجهها بمزيد من الضغوط على السعودية لتقديم التنازلات لأغراء الحوثيين بالقبول بوقف الحرب ووقف زحفهم الجامح صوب مدينة مأرب -آخر وأهم معقل عسكري، ورمزية سياسية للشرعية- والتوجه عوضا عن ذلك لطاولة التفاوض. 

 

 يأتي هذا بعد أيام فقط من بيان لمجلس الأمن أدان فيه هجمات الحوثيين على السعودية، اعتبره مراقبون أنه أتى إرضاءً لرغبة سعودية ورشوة سياسية نظير قبولها تقديم تنازلات أخرى ولتقبلها لقرارات أممية جديدة ستحل محل القرارات السابقة وبالذات القرار 2216 الذي تتكىء عليه الرياض قانونيا بحربها باليمن -مع أنه صدر بعد إعلان الحرب بأسابيع- والذي أغفله بيان مجلس الأمن الصادر قبل أيام واستعاض بالتأكيد على ضرورة الحل السلمي باليمن بالقرار 2565 لعام 2021م والذي يتحدث أصلا عن وقف النزاعات بالعالم كله وليس فقط باليمن للتفرغ لمجابهة وباء كورونا، بعد أن بات هذا القرار، أعني 2216 مغيبا بالسنوات الأخيرة بشكل متعمد في معظم تقارير وإحاطات المبعوثين الأمميين لليمن، فضلا عن بيانات مجلس الأمن.

 

السفراء الأوربيون المذكورون آنفا، من المنتظر أن يلتقوا برئيس المجلس الانتقالي الجنوبي السيد/ عيدروس الزبيدي، إنفاذاً للتأكيدات الأممية بإشراك القوى الفاعلة بالتسوية القادمة، وتواصلا مع الانفتاح السياسي الدولي على الطرف الجنوبي. 

 

كما سيعني هذا اللقاء المنتظر بالنسبة للانتقالي ولكل الجنوبيين المؤمنين بعدالة القضية الجنوبية دفعة سياسية أخرى يحرزها المجلس في مضمار الدبلوماسية الدولية النشط، مستفيدا من تعثرات الشرعية عسكريا وترهلاتها السياسية ومن ترسيخ حضوره على الأرض.

 

▪︎ من صفحة الكاتب على الفيس_بوك

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس