حـديـث الـشـرعـيـة .. وجـهـة نـظــر ..(الحلقة الأولى)

السبت 18 ديسمبر 2021 - الساعة 11:12 مساءً

إدارة التوحش                   

 

البلد بحاجة إلى إصلاحات ٍ شاملة ٍ والشرعية ذاتها بحاجة إلى إصلاحات في منظومتها كي تستعيد عافيتها وحيويتها وديناميكيتها المتوخاه منها في كل الظروف الطببعية، فكيف  بظروف البلد الحرجة التي تعصف بها نحو التشظي والتفتيت وبخياراتٍ أكثر فداحة من ذلك..

 

 وإصلاحات منظومة الشرعية يحتاج أولاً إلى قناعة تامة بحزمة هذه الاجراءات التي تحتاج إلى جرأة وشجاعة وتحلي بالمسؤولية انطلاقاً من الواجب المفروض الذي يحتم التجرد من كل مصلحة أو هوى أو انحياز أو محاباه لهذا الطرف أو ذاك ، ويجب أن تكون الإصلاحات على كل المستويات ولاتستثني مجالاً في مستويات تلك المنظومة، كما ولتستعين بكل كفاءات البلد، ولا تقصي أحداً في عملية الإصلاح الشاملة هذه، وتأخذ برأي خبراء الوطنية اليمنية..

 

وخلق اصطفاف وطني واسع يتحول إلى تيار جامع ضد كل معطلي ومعرقلي استعادة وبناء الدولة ومؤسساتها على أسس وطنية وعلمية وقانونية، وضد كل الأجندات الصغيرة ومراكز القوى المتغولة والتي تتمدد في هذا الفراغ على حساب الوطن والشعب والشراكة التوافقية والديمقراطيات  التشاركية، والتي لا تؤمن بالتمثيل التعددي وتؤمن بالتمثيل الواحد فقط، وتؤمن أيضأ بديمقراطية الاستعمال الواحد !! . 

 

ولاحظنا كيف انها تتاجر بالشرعية في غير المشروع، وتتاجر بالحرب على حساب المشروع، وتتضخم امبراطوريتها المالية بضرب المشروع، وتقتات بالشرعية وهي بسلوكياتها من تضرب أسفين مشروعيتها .. تبدع في زيفها ولا تستحي من إفلاسها حد السفور، وتجاهر بالفجور حد الخصومة الفجة.

 

وهي أحد أهم أسباب التآكل الشرعي والحاضن المقاوم بسبب عبثياتها وعبثيات الشرعية ذاتها، وعبثيات المتحكمين بسلطات الأمر تحت عباءة الشرعية واسمها، وتشكلت مراكز قواها بفعل الحرب التي احيتها، وساعدت في تشكيلها أيضأ أجندات أكانت محلية متحكمة بسلطات الأمر الواقع أو إقليمية وحتى دولية لتحقيق أهداف ومصالح خاصة..

 

كل ذلك وغيره بحاجة إلى اصطفاف وطني واسع، وتيار شعبي جامع للوطنية اليمنية يكون للبلاد المنقذ من كوارث الحرب وعبثيات المفسدين . 

 

      تـفـسـخ قـيـمـي 

بقليل من التمعن في الوسط السياسي سنجد هناك تفسخاً قيمياً بين السلوك السياسي في بيئة هذا  الوسط ومحيطه العام وبين ثقافته السياسية التي يدعي تمثلها  في وضع يدعو لحضور الوطنية والتلاحم الوطني  والتوحد بمعاناة الناس وأوجاعهم، وتمثلها في خطاباتها واقعاً ومسلكاً  حتى تجد تلك الثقافة المسلكية إذا صح التوصيف حضوراً فاعلاً في حلحلة قضايا الوطن والناس وتنأى  بنفسها من التكسب او التربح والتعطيل على حساب الوطن والشعب والتحرير والسلم الاجتماعي والاستقرار السياسي..

 

وقد شهدت مربعات الشرعية اضطراباتٍ عدةٍ وصراعاتٍ ٍ بينيةٍ عديدةٍ عقدت المشهد وجعلته على كف عفريت، ولا أظن إحداها مستفيده من هكذا عبثيات غير ذلك الانقلابي المتربص بالشرعية وقواها الدوائر، في حين نرى الشرعية وقواها على تعددها وانقساماتها مشغولة بمشاريعها الصغيرة، ولا تنتمي لمشروع الوطنية اليمنية بشيء.

 

النظام السياسي مفقود في اداءه تجاه واجباته نحو رعاياه، ومفقود في هيئاته ومؤسساته وسلطاته، ومفقود في وظيفته ومستويات أداءه، ومفقود كمفهوم بتعدد مناطقه ومربعاته المحسوبة على نظام  الشرعية، كل ذلك وغيره يجعلها مهددة لشرعية النظام  الذي هو أكبر من التسطيح والاختزال في شخص الرئيس التوافقي الواحد والوحيد..

 

 فالشرعية منظومة متكاملة ، والإخلال بالتوافقية هو إخلال بالشرعية ذاتها وانقلاب عليها لاسيما في هكذا وضع ، ومن يحاول النكوص أو الاستفراد أو إقصاء الشركاء وحصر الشراكة التوافقية في توقيفية مغلقة وضيقة إنما يضرب اسفيناً في شرعيته هو أكان فرداً او حزباً او مراكز قوى ونفوذ، وستودي  بهم  طموحاتهم المهالك، وبأسرع مم يتخيلون !!

 

والوطن ُ حينئذٍ  ذاهبٌ إلى الجحيم .

ويبدو ألآ  مؤشر  قريب يدعو للتفاؤل في غياب الرؤى الوطنية والاستراتيجيات الناجعة .

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس