المعركة المنسية والعصا السحرية

الجمعه 24 ديسمبر 2021 - الساعة 06:01 مساءً

رغم سنوات الحرب السبع هناك معركة حقيقية منسية، ودون حسمها ستظل معركة التحرير من مليشيات الحوثي مؤجلة، مرتجلة ومرتبكة.

 

 لا شك أن هذه المعركة هي معركة بناء جيش وطني خال من الفساد والكشوفات الوهمية.

 

 _ما الذي نحتاجه؟

 

نحتاج جيشا مبنيا على أسس وعقيدة وطنية ناظمة، ذلك أن وضع الجيش الآن يبدو وكأنه جماعات وشركات ومصالح وأموال ترتبط بهم.

 

ليس هناك قواعد نظامية صحيحة تحفظ توازن الجيش ومهنيته ولوائحه، وليس من مصلحة اليمن بقاء هذا الوضع على ما هو عليه دون حل وحديث وعمل وتصحيح.

 

- قادة الخمس نجوم

 

الجيش هو صمام الأمان وخط الدفاع الأخير، بل هو آخر ممسكات الدولة واستعادتها، ولكنه في ظل القيادة الحالية والوضع الحالي الذي يتخبطه الفساد ويقود بعضه مدرسون فشلوا في تدريس الجيل وبعضهم كانوا في السجون وباسم الجيش يمارسون بلطجة ونهبا ويهينون البزة العسكرية كل يوم، إنه وضع حزين لجيش هلامي، ينتظر منه الكثير و"فاقد الشيء لا يعطيه".

 

 فلا يمكن أن يعول عليه استكمال التحرير مطلقا، وستظل المعركة في ذات الشعاب وذات المواقع وذات التكرار المزعوم للفتوحات العظام.

 

 لا يوجد جيش في العالم قادته يسكنون فنادق النجوم الخمسة ويتاجرون في بورصة العقار والسلاح وأفراده يتضورون الجوع ولحافات البرد والراتب الشهري وأبسط مقومات البقاء.

 

 الحل السياسي مرهون بالجيش 

 

إن بناء جيش قادر هي المعركة المنسية ولا بد من معالجتها وفتح الملفات المعقدة لها والحديث عنها بصراحة مهما بدا ذلك صعباً وهو القاعدة الأولى لبلد يخوض حرب استنزاف طويلة ليس لها أفق معلوم والخصم مدعوم من الخارج بكل وسائل البقاء والانتشار دعما ماليا وعسكريا وإعلاميا وسياسيا.

 

كما أن بناء هذا الجيش هو العصا السحرية التي ستأتي بالحل والحوار وطاولة السياسة ورضا الأمم كافة عربا وفرسا وعجما.

 

 السؤال الملح -سؤال الشارع كما هو سؤال المتابعين للشأن اليمني أصبح سؤالا مكرورا- يتلخص في الآتي:

 

هل من المعقول بعد سبع سنوات لدينا أشتات جيش غير قادر على أن يصنع النصر وينجز المهمة؟!

 

هل يشكل الغطاء الجوي فارقا لصالح جيشنا بالإضافة لدعم من التحالف، أم أن بقاء وضع الجيش بهذه الطريقة فيه مصلحة لبعض السياسيين والقادة؟!

 

 فصل المقال:

إن بقاء الجيش بوضعه الحالي فيه الجواب الشافي لكل الأسئلة أعلاه التي تسأل كل يوم: لماذا تاخر النصر والخلاص؟

 

 وعلى أقل تقدير، فإن هذا الحال هو السبب الرئيس الأول لكل هذا الأمد الطويل والتراجع في المعركة من نهم إلى مأرب وغير ذلك، أما الأسباب الأخرى على أهميتها تأتي لاحقا وتباعا.

 

وستبقى كل الأسئلة معلقة إلى أجل بعيد وإلى ذلك الحين الذي يكون لنا فيه جيش سيكون لنا حينها درع وسيف ومنجز..

هو الأهم حتما وله القول الفصل.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس