فلسطين بين تجارة الوهم والحقيقة

الاحد 23 يوليو 2017 - الساعة 04:48 صباحاً

........................
هناك فارق فلكي بين التعاطف مع القضية الفلسطينية وبين اختطافها او المتاجرة بها.


وهناك فارق بين المراجعة النقدية للتعاطي العربي مع القضية الفلسطينية وبين التخلي عن القضية.


والمطالبة ب" فَلَسطنة" القضية الفلسطينية لا تعني تبرئة ساحة إسرائيل ولا التخلي عن الحق الفلسطيني.


لكن الوقت حان للتخلي عن الأساطير السياسية والشعارات الفارغة والإقرار بان:
- قضية فلسطين هي قضية الفلسطينيين بدعم عربي، وليست قضية العرب بدعم وتضحيات فلسطينية.

فلسطين ليست قضية العرب المركزية. لا يوجد أصلا قضية مركزية للعرب خارج والشعارات الفارغة قضية اليمنيين المركزية هي ايقاف الحرب وبناء الدولة والخروج من التخلف، وقضية المصريين المركزية هي الاصلاح الاقتصادي والسياسي والخروج من دائرة الحل البوليسي، ولكل دولة عربية قضيتها المركزية الخاصة.


لا يمكن لأنظمة قمعية فاسدة ولا لمعارضة انتهازية رجعية أن تدعم القضية الفلسطينية. لهذا لا يشكل الدعم العربي عامل قوة للقضية الفلسطينية بقظر ما يشكل عامل تشتيت وأضعاف، خاصة وقد ارتبط القرار الفلسطيني بمصالح الأنظمة الداعمة اكثر من مصالح الفلسطيني المقهور.


فلسطين تحولت على يد الانظمة العربية الجمهورية والملكية وايران إلى ورقة مزايدات وهروب من استحقاقاتها تجاه شعوبها. وإنهاء اسطورة " فلسطين قضية العرب المركزية" سيشكل تحريرا مزدوجا:
تحريرا للقضية الفلسطينية من ابتزاز الأشقاء الأعداء، وتحريرا للشعوب من أنظمة قمعية ترفع شعار فلسطين كلما ارادت فتح معتقلات جديدة للتنكيل بمواطنيها.


فلسطين لن "تتحرر" كلنا نعرف هذا جيدا. وحل القضية الفلسطينية لن يكون بالبندقية وانما بالمقاومة المدنية والتفاوض. حتى حماس في مقاربتها الأخيرة تخلت عن شعار التحرير واقتربت كثيرا من حل الدولتين على مبدا التفاوض.
كل شعارات "الأقصى يناديكم" و"الجهاد" و"تحرير كامل التراب الوطني" مجرد اوهام دونكيشوتية حان وقت التخلي عنها.
- قضية فلسطين ليست قضية "القدس" و " الاقصى" و"ثالث الحرمين". ليست قضية حجارة ومبان دينية. إنها قضية الانسان الفلسطيني الواقع تحت احتلال استيطاني عنصري يحاول تجريف تاريخه و ذاكرته ووطنه.
ومساندة الفلسطيني ضد هذا الاحتلال تحتاج لخطاب سياسي مدني وجهود مدنية دولية شبيهة بجهود القضاء على نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا.
والتعاطف مع الفلسطيني يعني تقديم الدعم الذي يساعده على تأسيس دولته، ومواجهة التعنت الإسرائيلي تجاه ابسط الحقوق الفلسطينية.
- العلاقات السرية بين العرب وإسرائيل بدأت منذ أيام عبد الناصر.


والتخلي عن الحل العسكري مقابل الحل السياسي بدأ حتى قبل نكسة 1967. لكن الأنظمة تكذب وتخدع شعوبها بشعارات قتال إسرائيل، بينما تتفاوض معها سرا منذ 50 عاما.
تركيا اكبر داعم عسكري لإسرائيل في مجال التدريب الصيانه، وقطر صاحبة أول واقوى علاقة دبلوماسية مع اسرائيل، والسعودية دشنت حوارات دبلوماسية على أعلى مستوى مع "الكيان" ووعدت أمريكا ان تقود العرب كلهم بعدها تجاه التطبيع
يجب أن يتوقف الكذب، وتتقلص الفجوة بين حقيقة الممارسات وظاهر والشعارات.
فلسطين قضية الفلسطينيين، وواجبنا الإنساني والأخلاقي أن نساندهم لا أن نتاجر بمأساتهم.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس