أيهما أكثر مدعاة لاستدعاء الخجل: عداد المؤتمر.. أم "جِنٌي" الإصلاح

الاحد 20 فبراير 2022 - الساعة 06:43 مساءً

أصدقاءنا الإصلاحيين "الكيوتين" الذين يتطيرون إذا أتى أحد على ذكر رئيس مجلس النواب، الرجل الثاني في دولتنا الشرعية سلطان البركاني بكلمة حق على مقارعته وصلابته في مواجهة عدونا المشترك ميليشيات الحوثي العنصرية.. ويستمرؤون استدعاء "مزحة قلع العداد" التي اوردها البركاني جدلاً في مواجهة "مخاوف تصفير العداد" السائد حينها, يستدعون كلاماً باعتباره جريمة ودليل إدانة فاحش للرجل.. 

 

حسنا طالما تستدعون الماضي بقوة في مواجهة وتشويه الحاضر، لابأس أن نذكركم -إن كان هناك من يعي ويعقل- بأكبر نثرة عرفتها الديمقراطيات في تاريخ البشرية حتى من عهد غراب هابيل وقابيل إلى زمن جمهوريات الموز والمتمثل فيما فعله رئيس حزب الإصلاح السابق عبدالله بن حسين الأحمر، رحمه الله، في أكبر ملحمة انتخابية عرفتها البلاد خلال الانتخابات الرئاسية عام 2006 حين تنافس علي عبدالله صالح وفيصل بن شملان، رحمهما الله..

 

 خرج الأحمر زعيم أكبر أحزاب المشترك وفي الوقت القاتل، قبل 36 ساعة من الانتخابات بعد حملات انتخابية ساخنة، ليطعن حزبه وحلفاءه ومرشحهم في مقتل، معلناً ترشيحه لعلي عبدالله صالح المنافس لمرشح حزبه مبرراً بكل بساطة "جني تعرفه ولا إنسي ما تعرفش".. هكذا..

 

وجه الأحمر حينها على الأقل قاعدته الاصلاحية القبلية نحو مرشحه "الشخصي".. 

 

وما الذي فعله الحزب العتيد حينها أمام هذه الفضيحة المدوية، والانتكاسة السياسية والحضارية غير المسبوقة.

 

لم يجرؤ الحزب من قمته إلى أدنى القاعدة على انتقاد صريح لموقف رئيسه، لكنه دشن منذ ليلتئذ ولمدة سنة كاملة حملة بائسة واسعة النطاق انخرطت فيها قيادته واعلامه وقواعده ليقنعوا بعضهم بعضا كما ويقنعوا الآخرين بفلسفة التفريق بين المواقف الشخصية والمواقف الرسمية، في أكبر عملية إهانة ذاتية وازدراء للتعددية ورهنها للمزاج الشخصي ومراكز القوى والتضحية بنضالات حزب لأجل فرد، فيما يعزون الاخفاق الفاضح إلى تزوير النظام للانتخابات واستخدام ادوات الدولة دون الالتفات بأي قدر لنثراتهم ومراجعتها.. 

 

(ماذا لو كان صدر موقف كذلك من قبل أمين الناصري حينها عبدالملك المخلافي أو أمين الاشتراكي ياسين نعمان.. هل كانت ستحضر فلسفة التفريق بين الخاص والعام).

 

ثم يربون أبناءهم وأجيالهم الصاعدة على ضرورة أن يدرك ويعي مزحة "قلع العداد" التي أطلقها رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر سلطان البركاني وهو يدافع عن خيارات حزبه أيا كانت.. خيارات وبرامج حزبه وليس ما فعله رئيسكم حين أيد خصومه وقلتم سمعا وطاعة.. لتكون هذه المزحة الأداة الضاربة في تلطيخ الرجل في أي موقف يتخذه، حتى وهو يتصدى لعدو مشترك أوغل في الاصلاح عشرات اضعاف ما فعل في البركاني والمؤتمر.. 

 

أما سلطان البركاني حاليا فهو رئيس مجلس نواب الجمهورية اليمنية، الرجل الثاني في الدولة والشرعية، وأحد رموزها، الذي لا يمكن الاطاحة به بشخطة قلم.

 

وعليكم أن تتذكروا أن فرقا كما بين السماء والأرض بين مزحة البركاني ونثرة الأحمر، إن أردتم الاستمرار في هذا الجدال دون خجل من نثرات قيادتكم التاريخية التي لم تتجرأ منذ 30 عاماً على إجراء مراجعة لسياستها وأخطائها او تغيير في شخوص قياداتها, وهي أخطاء لا يصححها سوى أن يعلن الإصلاح حل نفسه ويترك لقواعده تأطير حزب جديد بعيد عن كل غوغائية وعبث ورداءة الماضي... ورغم ذلك يتجرؤون بكل جسارة وبلا خجل على النبش في هفوات الآخرين..

 

ما رايكم أيهما أجدر بالخجل من التاريخ.. أكبر نثرة في تاريخ الديمقراطية والسياسة والتعددية والانتخابات واسخف مبررات لها، أم اسخف مزحة هزلية.. أيهما أكثر فحشاً: عداد المؤتمر.. أم جني الإصلاح.. 

 

//نصيحة لحبايبنا الكيوتين.. من جميع الأحزاب والتيارات//

 

من السهل على كل طرف أن يخرج في الآخر عيوب البغلة كما يقولون.. وحين يكون بيتك من زجاج يغدو من الحمق أن ترمي بيوت الناس بالرصاص..

 

اعظم وأشرف حزب، هو من يربي اتباعه على النقد الذاتي وتطوير ادوات التقييم والمراجعة والاعتراف بالأخطاء وتصحيحها، وانزه قواعد واعضاء هم اولئك الذين يسمون عن نهج القطيع والتبعية المخجلة حتى في أكبر النثرات التاريخية ويسعون لتعزيز الوعي والحضارة وتطوير التجارب ونقد الاخطاء الذاتية وتعديلها قبل التفتيش في أخطاء ونثرات الآخرين..

 

ما أخشاه عليكم وعلى البلاد برمتها.. أن لا نتعلم جميعاً من أخطائنا.. تستسهلون اصطياد أخطاء الغير والتشهير بهم فيما لم تناقشوا اخطاءكم وعثراتكم وتراجعوها بقوة وصلابة خلال فترة الانتخابات والتعددية والاستقرار، وإلى اليوم لا تراجعون أخطاء وعثرات ونثرات قيادتكم في الحرب القائمة ضد العنصرية الحوثية..

 

ما أخشاه إن استمريتم على هذا النهج المتطير من الاخرين المتصيد لأخطائهم، المتعامي عن أخطائه أن تفشلوا في مرحلة الحرب كما فشلتم في مرحلة السياسة والانتخابات.. لكن خسارتكم الآن ستكون جدا مؤلمة وقاتلة علينا جميعا.. ستغرق السفينة وينهدم المعبد علينا.. وسينجو الأعداء.. هل تعقلون..

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس