سياسات الغلبة ومترتباتها الموجعة !

الجمعه 11 مارس 2022 - الساعة 08:09 مساءً

حاولت مرارا الاجتهاد في توصيف نظام الحكم الحوثي وتعريف طبيعة اداءه العام,  فلم اجد في القواميس السياسية وما تعارفت عليه شعوب الارض من انظمة حكم , ماينطبق عليهم وطريقة تفكيرهم غير نظام " ادكم القبيلي يعرفك " ونظام " القططه " الحاضران في بعض الثقافة اليمنية .

 

خلال ثمان سنوات , ظهر الحوثيين مجردين تماما من اي صفة حكم بغض النظر عن ماقد نتفق او نختلف حوله , وبما يقدمهم مجرد ورقة اقليمية في صراع مذهبي واضح,  ونتاج لحاجة امريكية اتفق بشانها مع الايرانيين,  ليشكلوا بوجودهم وبما يقومون به ويقدمون عليه,  مجرد طرف في صراع يعد من اخطر الصراعات في الوطن العربي , والهادف في النهاية الى خلق المقدمات اللازمة لمشروع شرق اوسط جديد, وهذا ماينطبق على وجود ودور الحشد الشعبي العراقي وحزب الرب اللبناني,  واشكال مماثلة قادمة في اكثر من قطر عربي , بحسب حاجات كل مرحلة وبناء على معطياتها. 

 

خلال سنوات إبتلانا بهم لم نرى في  اداءهم رجال دولة ,وان جل مايسعون اليه هو الانتصار للمذهب والولاء المطلق لنظام الملالي في ايران,  وهو مانشاهد ونقراء ونلمس من التوظيف المبتذل للدين واستحضار تاريخ من الصراع على حكم مضى عليه اكثر من 1400 عام , في تأكيد على حقيقة عدم امتلاكهم لاي مشروع بناء دولة .

 

لم يحدث من قبل ان قطعت الرواتب او فجرت منازل الخصوم او الاستيلاء عليها . لم توظف اعراض الناس وتنتهك كرامتهم وتجرح مشاعرهم الى هذا الحد سوى في الزمن الحوثي.

 

لم يبلغ الفساد مداه وتغيب السلطة كما هو اليوم, ولم يصل الابتزاز ذروته بكل جراءة ووضوح وتحدي وعلى نحو مانعيشه من التردي في كل مناحي الحياة.

 

ارتهنوا لسياسة الغلبة والقمع واساليب العنف وطرق الارهاب ظنا منهم ان مثل هكذا توجه قادر على اذلال الناس واخضاعهم,  وان كا ذلك ممكنا لفترة ما لكنه بالمقابل يؤسس لردة فعل اكثر قسوة ودموية.

 

مايقدمون عليه لايمكن استيعابه والتعاطي معه ضمن اي اطار ... قبل ايام قاموا بتوزيع اوراق تبرع مالي مقرونة بتوزيع كروت صرف اسطوانات الغاز. , بمعنى ياتدفع يامافيش غاز.. امر لايمكن استيعاب الاقدام عليه ..

 

المواطن بدون راتب كأقل وظائف السلطة,  ومع ذلك مطلوب منه الدفع مقرون بكثير من التهديد,  ليس هذا فحسب بل وربطه باسطوانة الغاز في تجاوز للمعاناة اليومية للمواطن والاتجار بها,  وتصرف لايمكن ان يقدم عليه سوى العصابات وليس رجال سلطة مفترضة,  وفي ظل هكذا اوضاع قاتلة لاينظروا لها بشيء من الاعتبار ومدىانعكاساتها القاسية على الحال اليومي للناس.... أمور لايمكن استيعاب حدوثها تحت اي ظرف وسقف اي مفهوم واطار اي تعريف.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس