المراكز الصيفية الحوثية : تفخيخ للعقول وتدجين طائفي

الاربعاء 18 مايو 2022 - الساعة 06:38 مساءً

منذ سنوات ومنذ انقلابها المشؤوم والمليشيات الحوثية تعمل بمختلف الطرق والوسائل من أجل فرض هيمنتها على التعليم وصبغ العملية التعليمية بصبغتها الخاصة بداية من وضع أحد أفراد الأسرة الحوثية على كرسي وزارة التربية في حكومة الانقلاب وفرض إدارات تربوية موالية وتابعة للجماعة وتغير اسماء بعض المدارس والعبث بالعملية التعليمية والعبث بالمناهج والتغير والتعديل في الكتب الدراسية واستغلال المدارس والأنشطة المدرسية لترديد شعارات المليشيات وترويج افكار الجماعة وغسل أدمغة الطلاب والأطفال ،واستقطاب وتجنيد الطلاب وإرسالهم إلى الجبهات والى محارق الموت ...

 

وبالطبع فإن الجماعة الحوثية لن تقف عند هذا الحد ومازال في جعبتها الكثير والمزيد  ومنه على سبيل المثال أن المليشيات قد تعمل على إعادة هيكلة التعليم والغاء المناهج والمواد والكتب الدراسية في المرحلة الاساسية أو الابتدائيه وبالذات من الصف الاول إلى الرابع كما كما ورد مؤخرا في منشور للقيادي في الجماعة محمد علي الحوثي ..

 

وفي هذا الإطار تأتي المراكز الصيفية الحوثية التي تقيمها المليشيات الحوثية سنويا والتي دشنت هذا العام في الاسبوع الماضي من قبل زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي وامتدت من المدارس إلى المساجد  والتي تسمى بالصيفية وتربط زورا بالتعليم ، والتي لن نجد فيها  التعليم ولكن سنجد ( التلغيم ) للادمغة  وللمستفبل ، ولن نجد فيها الأناشيد الوطنية ولكن سنجد الصرخة والزوامل الحوثية ، ولن نجد فيها اقلام الرصاص ولكن سنجد الرصاص ..ولن نجد فيها الالوان واللوحات الفنية ولكن سنجد الرصاصة والبندقية..

 

ولن نجد فيها الغكر والثقافة ولكن سنجد الدجل و الخرافة ، ولن نجد فيها الكتب والمعاجم ولكن سنجد الطلاسم و ( الملازم ) ، ولن نجد فيها الرياضات واللغة والعلوم ولكن سنجد فيها الخزعبلات والفكر الملغوم ، ولن نجد فيها المحبة و التسامح والوحدة الوطنية ولكن سنجد الحقد والكراهية والطائفية ، ولن نجد فيها الوطن ولكن سنجد االمليشيات والسلالة ..

 

هذه المراكز التي تتوسع عاما بعد آخر وفي كل عام جديد تظم أعداد أكبر من الأطفال والطلاب الذين يخضعون لعملية غسيل أدمغة ممنهجة وحشو عقولهم بالمعتقدات السلالية والطائفية وتلغيم ادمغتهم بالافكار المتطرفة وبالدجل والخرافة   وبالحقد والكراهية.. وبما  سيعمل على توسيع وتعميق الشرخ الاجتماعي والوطني وسيقود إلى خلخلة وإضعاف للهوية الوطنية والعربية وخلق هوية طائفية وسلالية  بديلة وبتبعية وولاء للخارج الإقليمي وبصبغة  دينية زائفة ..

 

ومن ناحية  أخرى فإن المليشيات الحوثية  ستستغل هذه المراكز من أجل استقطاب الاطفال والطلاب وتهيئتهم وإعدادهم فكريا وعقائديا وعسكريا تمهيدا لتجنيدهم وإرسالهم بعد ذلك إلى الجبهات  ..

 

وبالتالي فإن هذه المراكز الصيفية ليست في حقيقة الأمر إلا معامل لغسيل الأدمغة وتفخيخ العقول ، وفقاسات حوثية لانتاج جيل من الطلاب والشباب المدجنين بالافكار والمعتقدات الطائفية والسلالية الحوثية والإيرانية ، و واقرب إلى مراكز التدريب  القتالية ..

 

وبالتأكيد فإن ذلك سيكون له آثار ونتائج  خطيرة وكارثية ..

 

ولا تقتصر عملية غسيل الادمغة والتدجين السلالي و الطائفي على قطاع  التعليم والمراكز الصيفية بل تتوسع لتشمل الموظفين والعاملين في بقية القطاعات والمؤسسات والجهات الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية  من خلال ما ىسمى  ( بالدورات الثقافية ) الإجبارية ، إضافة لتوظيف الدين والخطاب الديني والطائفي والهيمنة على المساجد والمنابر ، وكذلك عن طريق والإعلام والمواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية والإذاعات الحوثية.. والأبواق البشرية .. 

 

 ورغم خطورة ما يمارسه الحوثيين من غسيل للادمغة ومن تدجين وغرس ونشر للافكار الطائفية والسلالية في مختلف القطاعات والمؤسسات والجهات وفي المجتمع بشكل عام وما سيترتب على ذلك من آثار خطيرة وكارثية  .. 

 

إلا أن الخطر الأكبر يكمن فيما تمارسه المليشيات الحوثية من عبث بالتعليم وتلاعب بقعول الاطفال والطلاب والشباب وما ترتكبه المليشيات الحوثية من جريمة بحق التعليم والأجيال والوطن ...والذي سيكون له آثار ونتائج خطيرة وكارثية  اخطر وأسوأ واففدح بكثير مما نتصور وبالذات كلما طال عمر الانقلاب وطال أمد الحرب وطالت فترة  هيمنة وعبث الميليشيات  الحوثية ..

 

وأعتقد أن التعليم هو المتضرر الأكبر من الانقلاب ومن الحرب وذلك من خلال الممارسات الحوثية والعبث الحوثي بشكل خاص ومن خلال ما تعرض له التعليم والعملية التعليمية من أضرار ومن دمار مادي ومعنوي جراء  الانقلاب والحرب بشكل عام ، وقد يكون من السهل مستقللا  إعادة ترميم وتأهيل وبناء ما دمر من عمران ومرافق ومنشئات وشوارع وطرقات و مصانع ومطارات ..

 

مهما كان حجم الخراب والدمار  ومهما استغرق ذلك من الزمن والسنوات و مهما احتاج من التكاليف والأموال والنفقات....ولكن وبالتأكيد لن يكون من السهل علينا إعادة بناء الإنسان ولن يكون من السهل علينا إعادة ترميم وبناء العقول وتنظيفها من  النفايات والإلغام الفكرية والطائفية والسلالية والخرافية ..

 

ولنا في الماضي وتجارب الماضي عبرة وعضة ..وما زالت آثار ونتائج تجارب الماضي المشابهة نسبيا حاضرة حتى اليوم وما زلنا ندفع ثمن تجارب الماضي وما حدث في الماضي من عبث بالتعليم و من هيمنة طرف معين أو جماعة معينة أو تيار معين على التعليم أو على شق من التعليم العام أو من خلال بعض الجامعات والمعاهد والمراكز الدينية الخاصة الخاضعة والتابعة لحزب معين أو لجماعة اوجمعية دينية أو سياسية معينة او لتيار ديني معين ، وما حدث من توظيف سياسي للتعليم وتحويل المرافق والمؤسسات التعليمية إلى حضانات حزبية وفكرية وفقاسات للمدجنين حزبيا والمتطرفين فكريا ...    

 

رغم ان الخطر اليوم مع الممارسات الحوثية والعبث الحوثي اكبر بكثير والنتائج ستكون افدح وافضع بكثير ..

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس