تجفيف الفساد والاعتماد على الذات خيار الرئاسي للخلاص

الاحد 07 أغسطس 2022 - الساعة 12:26 صباحاً

الأشهر القادمة، سوف يزداد غضب الناس وسيخرجون إلى الشارع غضبا من مجلسهم الرئاسي المنشغل بالهوامش.

 

لم يعد في حسابات الناس ما يحملهم على الصمت إزاء أي تجاوزات أو اختلالات تمس حياتهم. 

 

يدرك الجميع ماذا يعني غياب الدولة وعدم فاعلية المجلس والمؤسسات الحكومية والهدر المالي وفساد قطاع النفط وعدم توريد الأموال من مأرب إلى البنك المركزي وانعكاسات كل ذلك على وضع الناس وحياتهم المعيشية في ظل انقطاع أو تأخر الرواتب ومحدوديتها.

 

لا شيء يبرر هذا البطء في عمل المجلس في الملف الاقتصادي والخدمي والذي يستوجب تصحيح هياكل القطاع المدني وإعادة عمل الوحدات الأمنية بشكل منتظم وتنظيم عملها ومهامها وانتشارها وضبط سلوك قادتها وأفرادها في حدود صلاحياتهم، كما لا ينبغي السماح لأي تجاوزات أو زلات "يرتكبها البعض" أن تمر دون ردع حقيقي ليس فقط مراعاة للتحديات الكبيرة التي تفرزها تداعيات الحرب وطموحات إيران والحوثي في اقتناص مأرب في لحظة وتهديد تعز والجنوب والاحتفاظ بالحديدة مما يجعل الشمال حوثيا والجنوب تحت التهديد.

 

تسعة وعشرون مليون يمني يصطفون خلف المجلس الرئاسي وينتظرون منه إجادة استخدام أوراقه الذاتية كفتح ميناء المخا والانسحاب من ستوكهولم وغير ذلك من الأوراق السياسية والشعبية والعسكرية، ولن يطول انتظارهم وربما الأشهر القادمة ستكون مواجهة صريحة مع المجلس ومطالبته بشيء ملموس محسوس وليس اجتماعات وتحركات وجعجعات دون طحين يجدونه في قوت يومهم وفي أحلامهم المؤجلة والتي هي حتما في رقبة هذا المجلس الكبير العريض.

 

في الإدارة والسياسة هناك ممكنات كثيرة وإذا اتسع الممكن انفتح المستحيل.

 

خلال سنوات الحرب الثمان راكم اليمنيون وعيا ونضالات وشهداء ذهبوا وجرحى يعانون الأمرين ويجب أن لا يذهب كل ذلك أدراج الرياح ويتلاشى ويُنسى.

 

مهمة الرئاسي وحكومة التناصف الآن قبل الغد أن يعدوا لخيارات الحرب قبل السلام وأن يتخففوا من الثقلات التي يرزحون تحت وطأتها وأن يقوموا بمراجعات موضوعية وإجراءات عملية بعيداً عن الإعلام وعن الأصوات التي تبث الرتابة وخطاب المداهنة وتسعى لاستلاب إرادة الناس الواعية بضرورة التغيير.

 

لا شك أنها مهمه ثقيلة لكنها ليست صعبة ولا مستحيلة وإلا فإن صبر الناس لن يطول وسيكونون في مرمى النقد والمطالبة بالتغيير وعليهم أن يعوا ذلك قبل فوات الأوان وقبل عض الأصابع والبكاء على اللبن المسكوب وغدا لناظره قريب.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس