تحالف سلطة مأرب مع مراكز القوى قاد للفشل...!

الاثنين 12 سبتمبر 2022 - الساعة 12:15 صباحاً

على مدى ثمانية اعوام ، كانت تحالفات السلطة بشكلها المركزي والمحلي إزاء مأرب مع مراكز القوى الإجتماعية ، وهذا كان خطأ قاد للفشل وخسارة ظاهرة للعيان.

 

عندما نتحدث عن تحالف السلطة بمأرب مع مراكز القوى ، فأننا نعني تحالف حزب السلطة في مأرب مع مشائخ موالين لهم بأسم القبيلة ، على حساب ابناء مأرب الذي من حقهم شرعاً و قانوناً ان يكون جزء من تركيبة المؤسسة الأمنية وجزء اصيل من السلطة المحلية.

 

لكن ما حدث هو العكس ذهبت السلطة حتى في المستوى المركزي من خلال وزارة الدفاع و رئاسة الاركان لتعامل مع شخصيات قبيلة " مشائخ" ذوي ميول سياسي...!

 

و تركت المجمتع المحلي يندفع خلف هذه المراكز لتنفذ من خلاله مئاربها و تجني على حسابها فوائد و تحقق مصالح مشتركه مع حزب السلطة.

 

كان ذلك خطأ ولا زال ، والأهم منه هو تمكين ابناء مأرب و تحويلهم من مجتمع قبل الدولة الى دولة من خلال ربطهم بمصالحهم ووجودهم في جسم مؤسسات الأمن والدفاع والسلطة المحلية.

 

قد يفهم البعض ان هذا الخطاب الذي نتبناه يستهدف مراكز القوى الإجتماعية ، وهذا سوء تقدير ، تظل مراكز القوى الإجتماعية تمارس دورها اجتماعياً وفق تركيبة المجتمع ، ولكنه لا يحق لها اطلاقاً ان تمارس دور سياسي بأسم مكونها الإجتماعي.

 

لأن التحول من القبيلة الى دولة لا يعني إلغاء للعادات والتقاليد الإجتماعية ، ولكنه يعني هدم النظام السياسي للقبيلة كسلطة دولة داخل الدولة هذا لا يمكن في ظل بناء دولة قوية.

 

تبقى القبيلة مكون اجتماعي ونظام اجتماعي وثقافة و عادات وطقوس ، ولكن كنظام سياسي لا، وهذا لن يتم الا بإستيعاب ابناء مأرب بكافة شرائحهم في مؤسستي الدفاع والأمن واعني بالدفاع "وحدة" عسكرية مهمتها حماية المنشاءات الحيوية والطرق.

 

و على سلطة مأرب ان تذهب في هذا الاتجاه دون مماطلة او تسويف ، او السماع لدائرة المحيطة التي لا يعنيها الا مصالحها الخاصة ، لأن هذه الدائرة بينها وبين المراكز الاجتماعية تواصل وتنيسق و فوائد مشتركة.

 

لست هنا بصدد الخوض في التفاصيل ولكن التمليح مهم جداً..

 

الناس لديها وعي و تفهم و من حق هؤلاء الناس ان يكونوا دولة حتى لو لم يكون لهم تضحيات فهذا استحقاق وفق الشرائع كلها...رغم ان تضحياتهم جسيمة و عظيمة ويعلمها الجميع.

 

وتبقى استحقاقات المجتمع المحلي شيء مهم لا يسقط بالتقادم ولا يمكن اخضاعه للإبتزاز و تمرير ملفات او مصالح شخصية و لا يجب التعامل معه من هذه الزواية ، فهذا الخطأ الذي قاد لسقوط الدولة و ما تلاه مؤخراء في مأرب و خسارة 12 مديرية من اصل 14 نتيجة لذلك التعامل الذي دبوا عليه في محاولات مكررة للالتفاف على الاستحقاقات وحق المجتمعات المحلية وفق القانون.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس