نريد سلام لا استسلام..؟

الجمعه 07 أكتوبر 2022 - الساعة 12:39 صباحاً

كثر الحديث عن السلام بين المتمردين الحوثيين، وحكومة الشرعية، بعد انتهاء هدنة أممية دامت 6 اشهر، انتزع مقابلها الحوثيين مكاسب هائلة، وبشكل مجحف، وغير مستحق، دون أن يفوا بشيء من التزاماتهم تجاه حكومة الشرعية، الأمر الذي فتح شهيتهم من جديد لمكاسب أقوى من سابقاتها، وبشروط تعجيزية، عند الحديث معهم عن هدنة جديدة.

 

ومن هنا إن كان لابد من سلام فليكن سلام عادل، وشامل، ومنصف، فكلنا نتعشم السلام، وكلنا في أمس الحاجة إليه، ولكن إذا توفرت شروطه وتحققت معاييره.

 

في العادة محادثات السلام تكون انعكاس لموازين القوى العسكرية على الأرض، والأقوى عادة هو الذي يفرض شروطه، بل إن الذي يشعر بأنه الأقوى، وان سعى لا يسعى للتفاوض من أجل السلام إلا لكسب الوقت، أو لكسب المزيد من التنازلات.

 

وفي الواقع لن يرضخ الحوثي للضغوط الدولية، دون أن تتحقق معايير محددة ونتائج على الأرض، تكون كفيلة بإثناءه عن موقفه المتصلب، أما الحاصل الآن ليس سلام إنما فرض أمر واقع.

 

وبالتالي قبل الحديث عن السلام يجب على الشرعية أن تخلق قوة قادرة على فرض السلام القائم على العدل بكل درجاتها بما فيها القوة العسكرية، والامنية، والسياسية، والاقتصادية.

 

فأن أقصر الطرق وأسهلها  لتحقيق السلام الحقيقي العادل هو الاستعداد للحرب، فلا سلام متكافئ، بدون حرب متكافئة، ولن يخضع الانقلابيين للحوار المرضي الا بكسرهم على الارض.

 

وبالتالي كل يوم يمر بدون حرب، تؤخر عملية السلام الجاد دهراً، وكل يوم تمر بدون أن تطهر رقعة جغرافية من الأرض اليمنية، تساهم في بقاء الحوثي اضعافها.

 

والخلاصة

استجداء السلام ضعف، واعلان استسلام، ومحاولة الظهور بمظهر الحكومة المسؤولة أمام المجتمع الدولي، بتقديم التنازلات من الفنادق، لن تجدي نفعا، فالمجتمع الدولي يعترف بمن يملك القوة على الأرض، والعالم يحترم الأقوياء، ولو كانوا أغبياء وشريرين ومجرمين فمتى يفهمون؟.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس