تنازلات مجانية يقابلها إبتزاز حوثي بمطالب "متطرفة" ..معادلة لن تقود إلى السلام ..!

الاثنين 10 أكتوبر 2022 - الساعة 06:56 مساءً

مطالب " متطرفة " ، هذا هو الوصف الذي استخدمة مجلس الأمن الدولي لوصف المطالب والشروط الحوثية لتمديد الهدنة ...كما حمل المجلس المليشيات الحوثية المسؤلية عن عرقلة جهود السلام وإفشال تمديد الهدنة ، ومن جانبه فقد وصف المبعوث الأمريكي إلى اليمن ليندركينج  مطالب الحوثيين بالمطالب المبالغ فيها والمستحيلة..

 

وجاء ذلك بعد موافقة الشرعية على تمديد الهدنة وصرف مرتبات الموظفين والمتقاعدين المدنيين في المناطق والمحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية إضافة إلى بقية الشروط والبنود الأخرى، رغم عدم التزام  المليشيات الحوثية بتنفيذ بنود الهدنة أو الهدن خلال الفترة الماضية وبالذات ما يتعلق بفتح الطرق والمنافذ في تعز وبغض المحافظات الأخرى، ورغم ما ارتكبته المليشيات الحوثية من خروقات وجرائم خلال الهدنة  ورغم استمرار التحشيد و التصعيد الحوثي والعروض الميليشاوية واستعراض القوة وتوجيه الرسائل وإطلاق التهديدات خلال سريان الهدنة السابقة ..

 

ورغم كل ذلك قدمت  الشرعية تنازلات جديدة  ووافقت على تمديد الهدنة إلا أن الميلشيات الحوثية قابلت تنازلات وموافقة الشرعية  بالتعنت وبرفض تمديد الهدنة وبالاستمرار في ممارسة الابتزاز وطرح شروط ومطالب أخرى تعجيزية ومتطرفة ومنها مطالبة الشرعية بصرف مرتبات مقاتلي المليشيات الحوثية تحت لافتة موظفي وزارتي الدفاع والداخلية  والمطالبة بالحصول على حصة من ايرادات النفط والغاز  مع التهديد باستهداف الشركات النفطية العاملة في اليمن وكذلك إطلاق التهديدات والتحذيرات والانذارات للشركات العالمية في السعودية والامارات وشركات النقل البحري والملاحة البحرية..

 

ورغم استياء المبعوثان الأممي والامريكي ومجلس الأمن والمجتمع الدولي من موقف وتعنت المليشيات الحوثية وبالرغم من تحميل الميليشيات الحوثية المسؤلية الكاملة عن إفشال تمديد الهدنة وعرقلة جهود السلام  إلا أن هناك تصريحات و مؤشرات واخبار متداولة تشير إلى أن الجهود  الساعية لتمديد الهدنة ما زالت مستمرة  وان هناك حوارات مستمرة مع التحالف وبالذات السعوديه و محاولات وضغوط جديدة تمارس على الشرعية من قبل المبعوقان الأممي والامريكي وبعض الأطراف الدولية  لاقناع الشرعية بتقديم تنازلات جديدة  يمكن أن تقود إلى موافقة المليشيات الحوثية على تمديد الهدنة ، ولا نعرف إلى أي  حد واي مدى يمكن أن تصل تلك التنازلات ..

 

فاذا ما رضخت الشرعية للضغوط ووافقت على تقديم المزيد من التنازلات المجانية ووافقت على الشروط والمطالب الحوثية الجديدة والمتطرفة بما فيها صرف مرتبات مقاتلي المليشيات الحوثية  واعطاء المليشيات جزء من ايرادات النفط والغاز بشكل مباشر أو غير مباشر  إضافة إلى بقية الشروط والمطالب  السابقة و المتعلقة بتوسيع نطاق الرحلات الجوية من والى مطار صنعاء وزيادة عدد السفن الوافدة إلى ميناء الحديدة والتخفيف من القيود والاجراءات الرقابية المفروضة عليها..

 

فإن ذلك لن يضع حدا لغرور وابتزاز الميليشيات الحوثية ولكن سيزيد من غرورها و سيفتح شهيتها للمزيد ...

 

ولن يقود إلى السلام ولكن  سيكون اقرب للاستسلام وسيمثل نوعا من الإقرار بالهزيمة  وتكريس مفهوم المنتصر والمهزوم  في التفاوض بين الشرعية والمليشيات الحوثية  ، فالمنتصر يطرح ويفرض المزيد من المطالب و الشروط  والمهزوم يذعن  ويقدم المزيد من التنازلات 

 

ولن يعجز الحوثيين عن إيجاد واستخدام اوراق جديدة وطرح شروط ومطالب جديدة  ففي متناول ايدهم وفي جعبتهم وجعبة أسيادهم في طهران الكثير من الأوراق، وطريقة تعامل الحوثيين مع الهدنة السابقة أو الهدن السابقة واسلوب الحوثيين في الحوار والتفاوض وتعنتهم ومراوغتهم وخداعهم طوال السنوات الماضية ومنذ ما كانوا ما يزالون يقبعون في كهوف صعدة وقبل أن يسيطروا على صنعاء وينقلبوا على الشرعية  وقبل أن  يمتلكوا كل ما يمتلكونه اليوم من سلاح ومن قوة ..، في كل ذلك خير شاهد وبرهان ..

 

فهل سترضخ الشرعية للضغوط من جديد  وستستمر في تقديم المزيد من التنازلات المجانية ؟

 

وهل ستستمر الشرعية بالسير في طرق الاستسلام الغير معلن  والتسليم بالأمر الواقع  برعاية ومباركة أممية ودولية ؟!

 

أم أن الشرعية ( ومن ورائها التحالف )  سوف تستفيق من سباتها وستدرك قبل فوات الاوان أن وضعها الحالي وما هي عليه من تصدع وانقسام وتشتت وتشضي ومشاريع صغيرة  وصراعات بينية ومعارك صغيرة  واختلالات سياسية وإدارية ومالية واقتصادية وعسكرية، يصب في مصلحة المليشيات الحوثية ويمثل مصدر قوة للحوثيين  وهو أيضا ما  يشجع الحوثيين ويزيد من غرورهم وتعنتهم ويعطيهم الفرصة لطرح المزيد من الشروط والمطالب ولممارسة المزيد من الابتزاز..

 

فهل تستستفيق الشرعية وتعمل على تغير المعادلة الحالية  وتعيد ترتيب  أوراقها ووضعها السياسي والإداري والعسكري ورص صفوفها و وتنظيم وتوحيد قواها وقوتها  وتتخذ موقف آخر  يتناسب مع موقف وتعنت ومراوغة وتصرفات الحوثيين ويضع حدا لغرور ومراوغة وابتزاز  وممارسات وتصرفات المليشيات الحوثية ؟!

 

وهل سيستغيق أصحاب المشاريع الصغيرة والالاعيب الصغيرة  والمعارك الصغيرة  ويدركون أن مشاريعهم الصغيرة والقوة التي يمتلكونها او يتوهمون أنهم يمتلكونها  لن  تعصمهم من خطر  الميليشات الحوثية ومشروعها الطائفي ومن يقف وراءها ويدعمها ويسيرها ويوظفها، والتي تستهدف الجميع وتستهدف الشرعية بقيادتها وحكومتها وجيشها ومكوناتها وجماعاتعا وأحزابها ..وبدون استثناء  بل  ويتجاوز ذلك بكثير  ..؟!

 

111111111111111111111

الثائر رضوان الحاج الحاج

2019-October-31

الله للحقكم خير ياسراق يادنق


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس