بين "الأمن" و"غزوان" ..القطط السمان والمواطن الغلبان.. !

الاحد 23 أكتوبر 2022 - الساعة 10:48 مساءً

بالتزامن مع المؤتمر الصحفي الذي عقدته ادارة شرطة تعز صباح  اليوم الاحد  وفي الوقت الذي كانت فيه قيادات  شرطة تعز تستعرض بعض إنجازاتها الامنية..

 

 كان هناك عرض من نوع  اخر في حي الروضة لحلقة جديدة من حلقات مسلسل الانفلات الأمني، وجولة جديدة من الاشتباكات بين الحملة الامنية ومسلحين تابعين لغزاون المخلافي، وبحسب الاخبار الواردة فان الاشتباكات قد اسفرت عن مقتل احد افراد الحملة الامنية ( توهيب المنصوري ) واصابة 6 اخرين من بينهم مدنيين ...

 

وبالطبع فإن هذه ليست الحلقة الاولى ولا الجولة الأولى وليست المرة الأولى التي تدور فيها مثل هذه الاشتباكات بين الاجهزة الامنية وبين مسلحي غزوان المخلافي، وبالطبع فإن " توهيب المنصوري" ليس اول ضحية من افراد الامن او من المدنيين يسقط في مثل هذه الاشتباكات فقد سبقه ضحايا اخرين عسكريين ومدنيين في اشتباكات وجولات عديدة سابقة..

 

ولا اعتقد في ظل الوضع الحالي وفي ظل بقاء القيادات الامنية والعسكرية الحالية في تعز  وفي ظل استمرار "الرعاية "والحصانة " الخاصة التي تحضى بها العصابات المسلحة و يحضى بها غزوان وغيره من المسلحين المنفلتين والمطلوبين امنيا و الذين يحسب اغلبهم للاسف على بعض الالوية  العسكرية والوحدات الامنية ..

 

في ظل كل ذلك فان " توهيب " لن يكون اخر الضحايا وهذه الجولة لن تكون اخرالجولات واخر الاشتباكات واخر حلقة في مسلسل الانفلات..

 

ورغم ذلك وفي واحدة من المفارقات وواحدة من غرائب وعجائب هذه الأيام وكما حدث سابقا فلن يتم غالبا اتخاذ اي إجراءات عقابية وقانونية حقيقية بحق غزوان ومسلحيه ولن تصل القضية ساحة العدالة والقضاء..

 

وحتى وان تم ايداع او استضافة "غزوان" لفترة محدودة في استراحة الشرطة العسكريةاوغيرها من الاستراحات الامنية والعسكرية كنوع من التهدئة وأمتصاص الغضب فسرعان ما سيتم إطلاق سراحه كما حدث سابقا لكي يعود لإكمال المشوار وبذريعة ساذجة ومبرر ساذج يشير الى ان سبب ذلك يعود الى انه لم يتم تقديم اي بلاغ او شكوى او دعوى بحق غزوان ومسلحيه وعدم وجود اي شهود او ادلة و اثباتات عليهم اوعليه !.

 

فاذا غالطنا انفسنا وتجاوزنا غرابة وسذاجة هذه الذريعة وهذا القول وهذا المبرر وافترضنا ان ذلك يمكن ان يكون مقبولا اذا كنا نتكلم عن المواطن العادي والبسيط سواء بسبب الخوف او العجز او غياب الثقة او السلبية او لأي اسباب اخرى.. فهل سيكون هذا المبرر مقبولا اذا كنا نتكلم عن حماة الامن وعن الاجهزة الامنية وعن الدولة واذا كان المعتدى عليه هو الامن ذاته والشرطة ذاتها واذا كان الضحايا من افراد وحماة الامن ؟!

 

واذا كانت الاجهزة الامنية عاجزة عن حماية ذاتها وحماية أفرادها  وعن ايصال غزوان وصهيب وغيرهما من المسلحين المنفلتين الصغار الى ساحة القضاء والعدالة وقفص الاتهام، فهل ستكون قادرة على فعل ذلك مع " القطط السمان " والمتنفذين الكبار الذين يقفون ورائهم ويوفرون لهم الرعاية والدعم والحصانة الخاصة ؟!.

 

واذا كانت الاجهزة الامنية عاجزة عن حماية ذاتها وافرادها والانتصار لافرادها قانونيا وقضائيا ' فكيف سيكون الحال مع المواطن البسيط ومن سيحمي المواطن المسكين ومن سينتصر له ويإخذ له حقه بالقانون ...؟! 

 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس