"الكتلي" التاريخي

الاربعاء 02 نوفمبر 2022 - الساعة 12:36 صباحاً

كنت قد كتبت مقال منذ  سنوات عن اللقاء المشترك واسميته ( الدست المشترك) كما هي حقيقته ، هذا اللقاء   هندسه الشهيد الراحل جار الله عمر بنية وطنية خالصة وصادقة واراده لقاء وطني جامع وحوله الاخوان الى ( دست مشترك)  ، الشهيد جار الله  قُتل في  28 ديسمبر 2002 قبل 40 يوم من تاريخ  التأسيس لهذا اللقاء المشترك ، لقد تم قتل  جار الله في قاعة  المؤتمر الثالث لحزب الاصلاح ( اخوان اليمن)..

 

وقال القاتل يومها انه قام بذلك الفعل  جهادا في سبيل الله ودفاعا عن العقيدة ، وهو ذات الشعار الذي تم فيه قتل المفكر الدكتور  فرج فودة ومحاولة اغتيال الروائي العالمي  نجيب محفوظ، وهو ذات الشعار الذي ظلت تروج له جماعة الاخوان منذ النشأة المشبوه والتاريخ الاسود لها  ، واخوتنا في الاشتراكي برومنسيتهم المفرطة منذ ذاك التاريخ وهم يعنونون صحفهم بعبارة ( لن يمروا) ..

 

كان اللقاء المشترك بين احزاب مدنية غلبتها رومنسية الفكرة مع تنظيم مخادع وفهلوي وانتهازي  اسمه الاخوان المسلمون والذي دلعوه فيما بعد واسموه الاصلاح ، ففي اسمه الاول لم يكونوا يوما اخوان للمسلمين وفي اسم الدلع لم يكونوا يوما عنوان للصلاح والاصلاح ، يتوجب علينا دوما ان نعلم ان التسمية  غطاء والفعل هو الحقيقة الكاشفة..

 

بعد سنوات من مرارة التجربة  اكتشفت احزاب الرومنسية ان اللقاء المشترك هو عبارة عن (دست مشترك) اكل الاخوان كل ما فيه، فكان هو المبصر حول الدست والاخرون عميان، تحول هذا اللقاء الى اداة طيعة  بيد الجماعة تنفذ من خلاله اجندتها ، هذه الجماعة تجيد القفز في اللحظة المناسبة ، فعندما اختلفت مع صالح على اقتسام الغنيمة والموارد ونالها التهميش من صالح قفزت للاتجاه المعاكس..

 

وتمكنت من استغلال احزاب الظروف لم تنضج بعد ، وبعد تخلخل اللقاء المشترك قفزت الجماعة تجاه ثوار فبراير واختطفت ثورتهم واحلامهم والنتيجة هذا الواقع البائس جدا والتعيس جدا، وبعد هجرة الطيور الى الرياض والقاهرة وتركيا ودبي ابتدعت جماعة الاخوان فكرة التحالف الوطني لدعم شرعية الدنبوع فتحولت الاحزاب والدنبوع ومن حوله الى اداة من ادوات جماعة الاخوان والنتيجة طار الدنبوع ومن حوله بسبب الأنا والانانية وتربية الاستحواذ والاقصاء العميق في ثقافة هذه الجماعة..

 

هذه جماعة مؤدلجة دينيا لا ترى الا نفسها وتكون اقرب لحقيقتها كلما اقتربت من السلطة ، اليوم نسمع عبر الاعلام عن فكرة جديدة من التحالف تحت مسمى ( الكتلة التاريخية ) وصاحب العلامة التجارية لهذا المسمى من جماعة ( لن يمروا)، انتقلنا من مرحلة الدست المشترك الى مرحلة ( الكتلي التاريخي) وانا لم ارى في حياتي دست اوكتلي نظيف ، وانا على ثقة ان كل ما بداخل ( الكتلي التاريخي) سيكون من نصيب جماعة الاخوان المتأسلمين ، من البلادة والحماقة والغباء ان نمد مثل هذه الجماعة باوكسجين الحياة كلما اقتربت من ضيق النفس ، او نضخ في شراينها الدم كلما اقتربت من حالة التجلط والسكتة. 

 

كان يتوجب على الجميع ان يدرك ان تجريب المجرب خطأ والتحالف مع الملوثين خطأ مرتين، حان الوقت ليتعلم الجميع من تجارب تكرار اللدغات السامة والقاتلة.  

 

اقطعوا اوكسجين الحياة عن هذه الجماعة  ، لاتتركوا الدم يتدفق في شراينها مجددا، الجماعة تترنح فلا تمدوها بعصا النهوض  ان كنتم تحلمون بدولة مدنية حقيقية لا دولة مدنية مطاطة ، الاحزاب المؤدلجة مذهبيا ودينيا ليست مشروع لبناء دولة  ، هذه مشاريع لا انسانية ولاحضارية ولا مدنية..

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس