حضور السلطة لا يعني بالضرورة وجود الدولة

الاربعاء 15 فبراير 2023 - الساعة 06:30 مساءً

مشكلة اليمن أنها لم تتحول إلى دولة، وهذه الجزئية المفقودة هي اُس المشكلة في اليمن، والتي اُستبدلت بالسلطة كمفهوم عام حل محل الدولة، وبالتالي فإن الحديث عن استعادة الدولة شعار مرحلي هدفه استعادة سلطة المركز القبلي الذي يمثله المؤتمر والإصلاح.

 

وهذا وهم جديد أصبح ماضياً، وغير مقبول في شمال الشمال، الذي يرفض القوى التقليدية والمراكز الاجتماعية، وينتظر بروز قادة من الوسط الشعبي المعبر عنهم بعيداً عن شيخ المركز أو سيده.

 

 وفي حال بدأت الشرعية العمل في هذا الاتجاه مع مراعاة الحسابات السياسية وردات فعل المراكز الاجتماعية ووضع حل لها، على الأقل يضمن تحييدها، لانه من الخطأ معاداتها أو صناعة خصم من الوهم.

 

ومن يقرأ مرحلة ما بعد ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر يجد أن هناك تحولاً حدث في اليمن، واستطاعت أكتوبر أن تحقق أهدافها، ورغم ملاحظاتنا على طبيعة النظام السياسي وشموليته ويساريته، إلا أن هناك تحولاً جنوباً حدث وكانت أقرب للدولة الحقيقية، وتماهى المجتمع مع المدنية وأصبح الجنوب دولة ناشئة بمؤسسات قوية، وإن شاب النظام ما شابه، الا أن هناك فرقا بين نقد أخطاء السلطة وبين الدولة كحالة قائمة جنوباً، بعكس الشمال الذي عجز عن التحول لدولة وظل يدوم ولا يزال في صراعات السلطة، باعتبارها الدولة.

 

وهنا الفرق بين حالتين قائمتين قبيل العام 90 والتي قُدر لها - 90 - ان تتحول من عملية لبناء دولة الوحدة إلى عملية هدم الدولة جنوباً، واستبدالها بالنموذج مفهوم الدولة على انها السلطة، وهو ما جعل هذه السلطة تسقط وتذهب للحوثي ليس لانه قوي ولكن هناك عوامل منحته هذا كله، اولها غياب الدولة كمؤسسة واستبدالها بالسلطة كادارة ترتكز على المنطقة والبعد الاجتماعي والمذهب السياسي..!

 

ولا شك أن رفض فكرة اللا مركزية أو الفيدرالية كتل الكثير خلف الحوثية، اضافة للارتباط العُقدي والمنهجي بإيران..!

 

والسبيل لانتزاع السلطة في صنعاء واستعادة العملية السياسية، يبدأ بحضور الدولة في المناطق المحررة، على قاعده المواطنة وبناء المؤسسات بشكل صحيح يضمن صمودها والقيام بمهامها، وهذا لن يتم إلا في ظل وضع استحقاقات الجنوب بعين الاعتبار وحقهم في التمكين والحكم المحلي لمناطقهم وبناء مؤسساتهم الأمنية منهم..!

 

عندها ستأتي صنعاء في ظل عمل بالواقع وحراك ميداني وإيمان حقيقي بمشروع الدولة وتعزيز حضوره في المناطق المحررة من خلال النموذج.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس