بين حمود الصوفي وتعز.. التعليم في شرعب يبحث عن منقذ

الثلاثاء 21 مارس 2023 - الساعة 09:33 مساءً

منذ أيام وأنا عرضة لقلق شديد، يخيفني اجبار الحوثيين مدارس شرعب على استيعاب المنهج الجديد، لستُ مناطقيا كما أن المناطقية ليست عيبا، عدا أنني أكثر إدراكا لما تمثله شرعب لتعز، المديرية التي أتت نتاجا متطورا لصراع القبيلة والمدنية داخل الجسد الواحد، وهكذا بقيت الجانب العصبي والعصابي لتعز، عضلة المحافظة ومخزونها البشري، ولأنها كذلك فقد كان مخططا لها منذ البدء أن تبقى تحت سيطرة الحوثيين، ضمن مخطط إعادة هندسة تركيبة المجتمع والفرد التعزي.

 

اليوم يغالبني شعور آخر، يبدو فرائحيا إلى حد ما، وأنا أطالع صور تخرج دفعة جديدة من طلبة كلية المجتمع في مديرية، غذّت البلد بكم هائل من الأدباء والأكاديميين ولم يطأها مشروع حكومي واحد قبل مجيء الأستاذ حمود خالد الصوفي.

 

لم يعمل حمود من أجل شرعب لأنه إبنها، الذين ضجوا وسائل التواصل الاجتماعي حينها بـ"شرعبتها ياحمود" نالهم القدر الأكبر من الوظائف التي أطلقها الصوفي لصالح تعز.

 

أدخل الصوفي الوظيفة العامة إلى تعز، في مقابل ذلك أدخل أكثر المراكز أهمية وتهميشا «شرعب» إلى عضد الدولة.

 

اليوم ومن غيابه القسري، في مرحلة لا يمكن أن يقبل بالانتماء لها، تأتي ذكرى حمود الصوفي لتحافظ على ما تبقى من شرعب، لتمنحنا تذكارا أخيرا على بقايا دولة كانت هنا ولم يحافظ عليها أحد.

 

نحن بحاجة لحمود آخر اليوم، لمستحيل جديد يوقف جريان خطر تغيير المناهج في المناطق غير المحررة،  يعيد عمليا تفعيل خدمة التعليم الإلكتروني ويسارع في إنشاء مدارس افتراضية، ليس إلا، لاستيعاب عقول تحاول جاهدة الإفلات من خرفنات وخرافات الجماعة.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس