التشابه بين ال الأسد وال دقلو

الثلاثاء 25 ابريل 2023 - الساعة 08:33 مساءً

في سوريا في اواخر الستينات كان هناك رئيس اسمه امين الحافظ ويحب منادته بابو (عبدو) ، كل ما يجيده هذا المسمى رئيسا هو احتساء (العرق) وقرأة الشعر الجاهلي..

 

كان مدير مكتبه (العلوي) صلاح جديد هو من يدير الرئاسة وابو( عبدو ) غارق في ( العرق) وقلمه جاهز لاعفاء معظم القادة العسكريين من مهامهم بحجة التأمر عليه بناء على نصائح مدير مكتبه صلاح جديد ، معظم هولاء القادة من حلب وحماة ودمشق ودير الزور ودرعا  وجميعهم من الطائفة السنية، ليجد في الاخير ابو (عبدو) نفسه وحيدا ويتم خلعه هو الاخر من كرسي الرئاسة..

 

ومن قاد الانقلاب ضده في العام 1966 هو مدير مكتبه (العلوي) صلاح جديد وجرت العادة ان يكون رئيس الدولة السورية من الاغلبية السنية والتي تشكل 85 %  فتم الاتيان بالدكتور نور الدين الاتاسي ليكون رئيسا شكليا ،  لكن الحاكم الفعلي هو صلاح جديد..

 

لم يهنأ جديد في موقعه فانقلب عليه شريكه وابن طائفته حافظ الاسد في العام 1970 وزجه لمدة 23 سنة في سجن المزة بدمشق ومات فيه ، بعد انقلاب الهالك حافظ الاسد صارت سوريا تدار برأسين هما الشقيقان حافظ الاسد ورفعت الاسد، وبيت الأسد ذات تاريخ مشبوه وهي في الاساس ليست من سوريا وانما من ايران واستوطنت  منطقة  خانقين في العراق وهي من الطائفة الكاكائية ولكن افراد هذه العائلة ( تعلونوا) عند انتقال جدهم الاول للساحل السوري . 

 

والمتابع للحالة التي تعيشها سوريا على مدى 53 سنة من حكم ال الاسد يدرك ان بطش وجرائم هذه العائلة بلغ ابعد مدى واقصى حد ، لا يوجد احد سوي في هذه العائلة المجرمة والمتعطشة للقتل، ولايوجد في التاريخ سلطة بلغت هذا المدى من الاجرام والقبح. 

 

اجد اليوم وانا اتابع المشهد  السوداني ان هناك تشابه بين عائلة الاسد المجرمة وعائلة (دقلو)والتي ينتمي لها حميدتي هذه العائلة ارتكبت جرائم ضد الانسانية في دارفو قتلت اكثر من نصف مليون وسببت في تشريد اكثر من اثنين مليون من اقليم دارفور..

 

ففي سوريا كان هناك حافظ ورفعت  ثم بشار وماهر ، وفي السودان الان  حميدتي وشقيقه عبد الرحيم ويقال انهما من احدى قبائل دارفور تسمى ( الزريقات)، تسلل وتغلغل  حميدتي داخل الدولة السودانية  ليكون قائد لقوات مليشاوية موازية للجيش ، حتى اصبح هناك دولة داخل الدولة ، ومن ساعد  حميدتي في تكوين هذا القوات المليشاوية هو المخلوع عمر البشير تخوفا من ان يقوم الجيش بالانقلاب عليه ، لكن حميدتي كان هو اول المنقلبين على عمر البشير وهذا ما فعله الهالك حافظ الاسد بقائده صلاح جديد، اليوم يحلم حميدتي بكرسي الرئاسة في السودان..

 

على السودانيين  وعلى الجيش السوداني ان يعي الحالة السورية ولايسمح لاقلاوي جهوي يريد ان يبتلع السودان كلها مستقويا بمليشيات القبيلة ( الجنجويد) ، والسودان بلد متنوع وثري ، لكن في ظل غياب الرؤية وعدم ادراك المخاطر  قد يتمكن حميدتي  من فعل ذات الفعل للهالك حافظ الاسد ففي لحظة اللاوعي والشطط والشطح القومي واليساري لدى  الاغلبية السورية بكل مكوناتها الحزبية والعسكرية تسلل الهالك حافظ فاختزل الجيش والامن والمخابرات في الطائفة فصار هناك مليشيات طائفية بزي عسكري تسمى كذبا( الجيش العربي السوري)..

 

وهذا مكن الهالك لاحقا من اختزال سوريا كلها في طائفته التي لا تشكل اكثر من 7% ثم في قريته (القرداحة)  ثم في نفسه  و اخيه رفعت  ثم في وريثه المجرم بشار ، اليوم حميدتي وعبر  الشطح اليساري لاحزاب قوى الحرية والتغير  يعمل  جاهدا لتدمير الجيش الوطني السوداني مستخدما  مليشيات عنصرية جهوية ليسهل له لاحقا من  اختزال  السودان بكل تنوعه في قبيلته ثم في عائلته( دقلو) ثم في شخص..

 

وفي هذه الحالة ستكون الصورة المستقبلية للسودان مشابه للحالة السورية ، ستكون هناك البراميل المتفجرة والاسلحة الكيمائية على رؤوس السودانيين ، ينبغي ان يكون حسم الجيش للمعركة سريعا فهناك الصهيونية العالمية بشقيها المسيحي واليهودي تريد تسيّد وسيطرة الاقليات المذهبية والعرقية والجهوية على السلطة في الجغرافية العربية لان هذا يحقق الامان والاستقرار للدويلة الصهيونية.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس