اي عزة وكرامة .. !

الاحد 30 ابريل 2023 - الساعة 10:52 مساءً

لن تمحوا الأيام والسنين مع كل اهوالها وازماتها تلك الصورة العالقة في ذاكرتي لتلك الطفلة ذات الخمس سنوات وهي نائمة على قارعة الطريق ويدها ممدودة على طبق بيض امامها , هو كل ماستطاعت ان تقوم به لحمايته امام شدة النعاس الذي غلبها في تلك اللحظات.

 

صورة ولا شك تختزل الحال العام للأسرة اليمنية , وتلخص الوضع المعيشي الذي وصلت له في ظل مانعيش ونشهد من ظروف وحياة يملٱ ها البهدلة والعوز والحاجة. 

 

استعيد هذه اللقطة كلما دقت طبلات اذني مفردات العزة والكرامة والأباء وما شابهها من المفردات المستهلكة بإبتذال قل نظيره في عالم اليوم. 

 

امام هذا الكم من الجمل والعبارات التي نسمعها ونقرٱها مكتوبة على جدران المباني والمنشٱت الحكومية والجبال وعلى جوانب الطرق الموصلة بين المدن واين وليت وجهك , اظل اتساءل : ترى اين تكمن عزة وكرامة هذه الطفلة ؟! في جلوسها بهذا السن لبيع البيض على قارعة الطريق..

 

أم في ظروف معيشية تضمن لها الحياة الكريمة وان تقضي طفولتها كما يجب ان تكون أُسوة بأطفال العالم المحترم , في الذهاب الى الحديقة والنوم في منزلها والحلم بإلتحاقها بالمدرسة. 

 

ترى اين تكمن عزة وكرامة كم اؤلئك الأطفال المنتشرون في الشوارع بملابسهم المهترئة والمتسخة !؟ في وجودهم يالمدارس وقضى ماتبقي من يومهم في مذاكرة دروسهم ومشاهدة افلام الأطفال، ام في قضاء جل يومهم في الشوارع يتوسلون المارة قيمة المٱكل لاسرهم التي يتواجد بقية افرادها في شوارع اخرى للبحث عن قوت اليوم وقيمة العلاج ؟! .

 

اي كرامة وانت نقابل على مدار اليوم الآف من كبار السن رجال ونساء وهم يتوسلون المارة مايمكن ان يجود به كرمهم وبطريقة مذلة ومهينة تكاد تذرف امامها الدموع , بدلا عن اداء وظائفهم وقضاء بقية اوقاتهم في منازلهم يرعون ابناءهم ولا يشغلهم سوى تٱدية فروضهم وبلوغ حسن الخاتمة. 

 

ترى هل عزة الناس في كم الزوامل والأناشيد والقتل والخطابات والجعب والشاصات والبنادق , وكل هذا الفقر والعوز والبحث بالكاد عن مايسد الرمق , ام في الاستقرار والامان والعمل والانتاج وتوفر الظروف المعيشية والامنية وحضور الدولة بكل واجباتها والتزاماتها ووظيفتها المفترضة ؟؟!

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس