تعز و (صُعد) الإخوان

الاثنين 24 يوليو 2023 - الساعة 06:25 مساءً

 

ذكرني (الصُعد) هكذا يُسمى في الريف التعزي   بواقع حال مدينة تعز ، مازال الكثير لم يعي ولم يفهم ان الحالة الداعشية التي تعيشها تعز هي قبلا وبعدا منتج اخواني ، مثل فيزيائي يشرح هذه الحالة ،  في (الصُعد)  يتم إيقاد الحطب  فيتم انتاج  الفطير وهذه الفطير المنتج  ستجد منه الشاحط والرطب قليلا، الاخواني في وضع الكمون والتقية يكون اشبه بالفطير الناعم والرطب  وعندما يتطور ويصير شاحطا تجده داعشيا وكالة بقرطاسه ، هذا المثل يتوافق مع واقع منظومة الاخوان وداعش في تعز ، الاثنان من نفس (الصعد)، هذه هي الحقيقة بلا تنميط او تجميل ،  المنبع والمصب واحد وبالتالي لاتختلف القنبلة المغروسة في الرأس المُخوّن  عن تلك المغروسة في الرأس المسلفن او المدعشن. 

 

وعندما حدثت جريمة قتل مؤيد حميدي العربي المسلم والذي يقوم بعمل انساني في تعز ، سارعت اقلام الجماعة مثل (ياسين التميمي ) المقيم في تركيا  وذباب الجماعة عبر مواقع التواصل الى كيل الاتهام تارة لطارق عفاش واخرى للامارات وثالثة للحوثي، حالة الفزع والهلع  الذي تعيشه الجماعة يجعلها تتخبط وتلقي التهم على اخرين وتحلق بعيدا  عن الحقيقة والحدث ، وهي حالة تتكرر مع كل حدث وفعل، فكما يقول المثل ( ضربني وبكى وسبق واشتكى) ، لكن على الجانب الاخر نجد  ان كاتبا  مؤتمري مثل ( عبد السلام  القيسي ) يقول كلاما جميلا عن الامن  والشرطة في تعز حيث قال: 

((شكراً لأمن تعز، وقد استطاع منع فوضى كبيرة، وتناكف ممض.

ليست مشكلة حدوث أي جريمة، فالمشكلة الحقيقية صعوبة القبض على الفعلة، الذين يرتكبون الجرائم.

ولكن هذه المرة تختلف، وقد فعلوها الميامين.

لولا أنهم فعلوها لكانت حادثة الجمعة، كفيلة بالإيقاع بين الجميع)).

 

وهذا هو الفارق بين تفكير الإخواني وتفكير الاخر المختلف. اذا اردت ان تجابه الارهاب والتطرف فتش عن الفكر والفكرة التي اوجدت هولاء القتلة ، فتش عن الحاضنة الداعمة والمُؤدلجة لهذه الافكار ، هذه الحاضنة هي الحاكمة والمتحكمة في المشهد في تعز ، الاخونة والسلفنة هي من بذرت و انبتت وسقت وروت هذا الفكر وهذه الفكرة المتطرفة لعقود ونحن الان وغدا سنظل نقطف علقم هذا الفكر وهذه الفكرة ، اذا لم نكسر ( الصُعد) ونهدمه، اذا لم ننظف الادمغة ونقتلع  الفكرة ونقطع الماء عن البذور ، واذا لم يوضع حدا للحاضنة  وتقصقص الاجنحة وتُغير الرؤوس الداعمة والموجودة في الهرم العسكري والامني في سلطة الامر الواقع في تعز  سيبقى الحال كما هو عليه ، معركة تعز الحقيقية هي مع بذور التطرف. 

 

 العمل العظيم لاي جهة امنية هو اجهاض  الجريمة قبل الوقوع ، هذا  ليس عمل عظيم او بطولي ان تقبض اجهزة الامن على القتلة بعد الجريمة ، ولكن المهم وماذا بعد ؟ ببساطة سوف ياتي من سقى وروى بذور الكراهية والتطرف ويتدخل لكي يتم تمييع القضية كما حدث في قضايا اخرى سابقة.

 

ولكى لايحدث هذا يجب و يتوجب ان يكون هناك جهة اردنية ودولية  مشاركة في التحقيق كون الشهيد اردني وموظف في جهة تتبع الامم المتحدة. 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس