العملية الإرهابية في مسجد العريش.... نهاية التبرير.

الجمعه 24 نوفمبر 2017 - الساعة 11:53 مساءً

جرت العادة بعد كل عملية ارهابية أن يخرج على وسائل الإعلام كتيبة "التبريريين" للدفاع غير المباشر على الإرهاب والارهابيين مدعين أنه:
- رد فعل على الانتهاكات الغربية ضد المسلمين
- او رد فعل على استبداد الأنظمة وقمعها
- او الاحتجاج على دعم إسرائيل وإقامة علاقات معها
- او ببساطة رد فعل على الفقر والبطالة وانعدام الفرص الاقتصادية.
- او بإنكار حقيقة الإرهاب والادعاء أنه "شغل مخابرات"!
اغلب من يقوم بالتبرير هم من "الاسلاميين" الذين يتحدون مع الارهابيين في نفس المنظومة الفكرية : الجاهلية، والحاكمية، والتكفير، والولاء والبراء، والجهاد.
لكن عددا من اليساريين يتورطون أيضا في تبرير الإرهاب من وجهة نظر نفعية ساذجة ترى في الإرهاب قوة احتجاج ضد الغرب والإمبريالية.
وترتفع نبرة التبرير والدفاع اذا كان الهدف غربيا او في دولة غربية ليتحول الارهابي إلى بطل او في احسن الأحوال إلى مظلوم يجب التعاطف معه وليس مع الضحيه.
وكنت قد كتبت مرارا أن كل دراسات الإرهاب تقول ان الإرهاب لا علاقة له بالفقر أو القمع او الإمبريالية. وأن العمل الارهابي ليس "رد فعل" ولكنه فعل مخطط واستراتيجي يتجاوز كل حدود الاخلاق لتحقيق أهدافه.
وأثبتت دراسات الإرهاب أن الارهابيين ليسوا فقراء ولا اميين وأغلبهم لم يتعرض لأي قمع، وأنهم يقومون بافعالهم نتيجة قناعات ذاتية.
اعتقد ان حادثة المسجد في العريش اليوم كفيلة بإنهاء عصر تبرير الإرهاب، والوصول إلى الجذور الحقيقية له (الأيديولوجيا والتنظيم والتمويل) .
فضحايا اليوم مسلمون ابرياء قتلوا في مسجد وبطريقة التصفية الشاملة من الداخل والخارج،
وبالتالي لا يمكن ربطه بمقاومة الغرب او استبداد السلطة أو الفقر والبطالة إلا إذا كنا مقتنعين أن كل عاطل عن العمل سيأخذ اقرب كلاشينكوف ويتجه لاقرب مسجد او مدرسة لتصفية الموجودين، أو أن من يريد دعم الفلسطينيين سيفعل ذلك عبر قتل المصلين المسلمين في المساجد!!
هناك أيديولوجيا دينية متوحشة لها جناحين (جناح قطبي وجناح وهابي) ، هذه الأيديولوجيا هي الزاد اليومي للارهاب الديني الذي يذبحنا منذ عشرين سنه.
وهناك تمويل سخي لهذا الإرهاب عبر دول نفطية غنية ومؤسسات، وهناك تنظيمات تدعم هذا الإرهاب وتغذيه.
بدون ملاحقة الأيديولوجيا... 
والتمويل ..
والتنظيم ..
لن يتغير شيء.
وبدون أن تتوقف الدولة المصرية عن التنكيل بالمثقفين التنويريين ودعم المتطرفين فسيحدث ما هو أسوأ.
قبل حادثة قتل الأقباط السابقة في مصر كان اكثر من شيخ أزهري منشغلين بالظهور تلفزيونيا لتكفير الأقباط كان آخرهم عبدالله رشدي. وعبر كل ظهور تلفزيوني لهم كان يحدث حادث قتل للاقباط.
اليوم جاء الدور على المسلمين أنفسهم، وخاصة على الجماعات التي تعتبر في نظر الارهابيين مارقة وكافرة.
هناك مذهب واحد فقط يكفر الصوفية والشافعية والحنبلية والمالكية والشيعة ويعتبر أن التكفير حكم شرعي ومدخل للايمان.
تلاقح هذا المذهب مع حركة دينية سياسية رأى أشهر منظريها ان البشرية كلها عادت للجاهلية وانتجوا اقبح حالة توحش ديني.
يتغذى المذهب بدعم أكبر دولة نفطية؛ وتتغذى الجماعة بدعم دولة نفطية أخرى، وتساهم السلطة في مصر في تغذية الإرهاب بقمع كل محاولات تجديد الخطاب الديني.
يجب أن يتوقف التبرير، والتعامل مع الجذور .

 

.............................................................

لمتابعة قناة الرصيف برس على تيلجرام

https://telegram.me/alraseefpress 

 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس