ما يهودي ابن يهودي الا صاحبك

الاربعاء 27 سبتمبر 2023 - الساعة 07:47 مساءً

 

في ثمانينات القرن الماضي كانت الجماعات الدينية هي يد النظام الناعمة والخشنة الباطشة، كان اليدومي رئيس حزب الاصلاح احد تلك الصور الفاقعة لتلك اليد الخشنة والباطشة  ، كانت جماعة الاخوان اكثر الجماعات حضوة ورضاء من قبل النظام وكانت  تنشط سرا وعلنا وبضؤ اخضر فاقع من النظام الحاكم..

 

كانت هي الاكثر حضورا وتاثيرا على مرأى ومسمع النظام ، في تلك الفترة كنت طالبا في مدرسة الفجر الجديد وكانت جماعة الاخوان تنشط بشكل لافت وواضح ، كانت المدرسة والمسجد هي المكان المناسب والاكثر تاثيرا لجذب الانصار والاعوان ، كان لي زميل ظل يحاول التأثير علىّ وكان يسرد الكثير من تلك الروايات والقصص الزائفة التي اعتادوا عليها في جذب الانصار والاعوان مثل تلك التي تقول ان المجاهد الافغاني يسقط الطائرة السوفيتية بالحجر او تلك التي تقول ان جثة المجاهد لا تتعفن بل تكون برائحة المسك..

 

ومن تلك هذه القصص البائسة قال لي ذاك الزميل ان جمال عبد الناصر امه ( يهودية) ، اذكر يومها قلت لوالدتي ما قاله زميلي فردت علىّ بتلقائية وببساطة وبلا تردد ( ما يهودي ابن يهودي الا صاحبك ) كان جمال عبد الناصر حاضرا في اذهان الجميع المواطن العادي والمثقف، اذكر عندما كنت صغيرا كنت ارى  صورة جمال عبد الناصر تملأ احدي واجهات ديوان عمي وفي اسفلها مكتوب ( جمال عبد الناصر بطل ثورة 23 يوليو) ، بتلك الكذبة البائسة من ذاك الزميل البائس ادركت ان هذه الجماعة تمارس الكذب بايمان شديد وبلا حد وبلا مدى..

 

فالكذب لديها اوكسجين حياتها وبقائها والجماعات الدينية الاخرى بكل تنوعها لاتختلف عنها كثيرا بل اقول جازما ان هذه الجماعات  هي احد منتجات جماعة الاخوان وتفريخاتها ، تلك  كانت لحظة فارقة في حياتي، من يومها بدأت اقرأ عبد الناصر وكلما كبرت كبر عبد الناصر الفكرة النبيلة في ذهني ، عبد الناصر فكرة نبيلة،  عميقة، صافية، باهية، صادقة، هي اكبر من تنظيم واعلى من حزب ولاجل ذلك مازال عبد الناصر الفكرة والموقف والنبل حاضرا في اذهان الجميع ، وفي كل منعطف من تاريخ العرب يكون عبد الناصر حاضرا. 

 

وانا وغيري ونحن نعيش هذا القبح وهذه السفالة والسفاهة وهذه الوقاحة في الافساد وهذه التجارة الوقحة بالدين لابد الا ان نسترجع عبقرية عبد الناصر في موقفه القومي وتصديه لاحزاب التأسلم الكذوب والمخادع والًزائف. 

 

ادرك العرب بعد تجربة مريرة من حياتهم المكان والذهن الذي تسكن فيه اليهودة وبصورة جلية كاشفة ، فهي  تسكن في عقول وضمير اولئك القوم الذين  اتخدوا من الدين تجارة رابحة وجروا الشعوب العربية الى حروب مدمرة ودروب مُحمرة بلون الدم ،  هولاء القوم وبكل تنوعهم المذهبي والطائفي قصتهم مع المواطن اليمني  تشبه قصة ذاك اليهودي  ، والقصة تقول:

 

يقال انه قديماً في اليمن كان اليهودي قبل مايفتح محله الصباح

يفتح قارورة عسل بلدي ويأخذ له لعقتين بأصابعه  من العسل الفاخر

ويفتح صندوق المال ويتفرج على الفلوس والذهب والجواهر

وبعدها يخرج يفتح محله ويجلس عند الباب ويمر  اليمني المسكين  يصبح عليه ويقول له 

مالك جالس عند الباب وسارح البال.

يرد عليه اليهودي :

آح آح يا جاري العزيز الله لا ذوقك اللي ذقته

ولا يوريك اللي شفته ....

واليمني يرد عليه : آمين آمين ، بحسن نيه. 

هذه هي باختصار حياة المواطن اليمني مع الجماعات الدينية بكل تنوعها المذهبي.

 

يتحدث الشيخ في خطبته  بحرارة وانفعال شديد  عن غزة وحماس ، وفي نهاية الخطبة   يفرشون المشد في ابواب المساجد ويحلفون الف يمين انها لغزة وحماس واليمني المسكين يخرج ما في جيبه مبتسما فرحان ولايدري ان غزة وحماس هي اسماء بنات الشيخ . 

 

اليوم تمر الذكرى الثالثة والخمسين لرحيل جمال عبد الناصر وله نقول سلاما عليك يوم ولدت ويوم رحلت ويوم تبعث حيا ، نسأل الله لك الرحمة والمغفرة والجنة. 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس