قراءة نقدية: انعكاسات الحرب على التجمع اليمني للإصلاح !!

الثلاثاء 16 يناير 2024 - الساعة 09:44 مساءً

هذه القراءة القصيرة والمتواضعة،سوف أسلط  الضوء بشكل سريع على انعكاسات الحرب وأثارها السلبية على فرع التجمع اليمني للاصلاح بتعز على وجه التحديد. 

 

 على أي حال تهدف هذه القراءة النقدية،  الأخذ بيد إصلاح تعز ،وإنقاذه من غرورالسلطة ووهم الخلافة، ولكي يتسنى مساعدته بشكل جاد وفاعل ، يتطلب منا قبل كل شيء مكاشفته ، وأحداث تغذية راجعة تعيد إليه ذاكرته المفقودة، ليعرف حجم التشوه الذي  طرأ داخل بنيته التنظيمية والسياسية، طيلة التسع السنوات الأخيرة.  

 

على العموم  ليس بوسع  أن ينكر بأنه إصلاح تعز  جزء لا يتجزء من نسيج تعز، ومكوناتها السياسية ، وظل هوالأقرب إلى الحزب السياسي مقارنةً ببقية فروع الاصلاح في المحافظات الأخرى ، وكان يراهن على فرع إصلاح تعز بأن يكون النواة الأولى للقيام بأحداث حركة إصلاحية داخل  بنية وتركيبة التجمع اليمني للاصلاح، ونقل التجمع اليمني للاصلاح  من تجمع لجماعات جهادية وعشائرية أصولية إلى حزب سياسي مدني.

 

لكن للأسف الشديد سقط كل هذا الرهان، وصار فرع  تعز أكثر فروع التجمع تشوهاً  والأكثر فساداً وطغياناً،، وصل فساده وطغيانه  ، بنفس فساد و طغيان سلطة ٢١ سبتمبر الانقلابية التي انقلبت على قيم الحوار والتداول السلمي للسلطة، وأدخلت البلاد في حرب أهلية لم تتوقف  أزارها حتى اللحظة ، وأخضعت العاصمة صنعاء وبعض المحافظات تحت سلطة الأمر الواقع ، وفرضت حصارا جائرًا على مدينة تعز بعد أن بسطت سيطرتها على أجزاء منها بقوة السلاح.. 

 

كل هذه العوامل آنفه الذكركان لها انعكاستها  المباشرة  على إصلاح تعز،  وخلقت منه حزب مسلح  وشرطة بوليسية قمعية ، نتج في نهابة المطاف تعطيل لدور مؤسسات لدولة والشراكة السياسية ، ولم يتوقف هذا التعطيل عند عامل الانقلاب وحده ،  بل اسهمت الحكومة والرئاسة  والتحالف بجانب الانقلاب، في  هذا التعطيل وتدمير الحياة  السياسية ، من خلال منح إصلاح تعز إمتيازات جمه، نتج عن هذه الإمتيازات اخضاع  مؤسسات الدولة ، لساطور الحزب الواحد ؛ مما تسبب في تفافم الوضع الإنساني ، واتساع رقعة انتهاكات حقوق الإنسان، وبحسب التقرير السنوي الصادر عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان،  في الدورة الخامسة والأربعون لمجلس حقوق الإنسان-  المنعقدة في  تشرين الأول / ٢ أكتوبر ٢٠٢٠ م،  

 

حيث وضح التقريرالصادر  في صفحته رقم ٥١، عن جرائم ضد الإنسانية أرتكبت في مدينة تعز،  منها جرائم اختفاء قسري.

 

 وأشار التقرير " بأنه الفريق حقق عن حالات على يد عناصر من محور تعز وفاعلين ينتمون إلى حزب الاصلاح " "ووثقت حالات من التعذيب وغيرها من ضروب المعاملة السيئة،  بما في ذلك العنف الجنسي إحيانا" وأشار التقرير " بأنه هناك عائلات علمت بمصير ومكان وجود أحبائهم فقط، بعد عدة أشهر من وفاتهم (في سجون سرية) " 

 

كما تضمن  في الصفحة ٥٢ من نفس التقرير- "بإنه هناك مناخ من الخوف في تعز للناس"  بما فيه واجه القضاء تعرضوا لهجمات عنيفة وترهيب".

 

وإشار التقرير أيضا في نفس الصفحة بأنه عائلات المختفين تعاني من الأماً نفسية وتتعرض للخطر عند محاولتها البحث عن الحقيقية والانصاف ".

 

نضع هذا المقتبس البسيط  من التقريرالأممي أمام القارئ، ونتهز هذه الفرصة وندعو  إصلاح تعزإلى القيام في مراجعة جادة  لملفاته،  لأنه إحلال السلام والمصالحة المجتمعية  تبدأ بالتوقف عن المكابرة،  والأعتراف بالأخطاء ومعالجة الملف الحقوقي.

 

كما ندعو بقية  الأحزاب السياسية بتعز  الخروج من حالة الكمون التي عليه والتوقف عن النفاق السياسي،  وضع حد لحالة الاستئثار  بالسلطة والموارد المحلية ، والعمل على  خلق حراك مدني ضاغط  على الرئاسة  والحكومة، من أجل أحداث إصلاحات جذرية في المؤسسة العسكرية  والأمنية، ومكاتب السلطة المحلية  ووقف لحالة العبث المستشري. وإعادة الاعتبار للمرجعية  القانونية.. 

 

عموما الحراك المدني الذي أقصده هنا هو  الحراك الذي يبدأ بكلمة صادقة تخلق وعي مجتمعي واحتجاج معبر، وليس المسيرات الكبيرةالمدفوعة الأجر التي تتقدمها سيارة التوجيه المعنوي ويعتليه صراخ مضلل عبر مكبرات الصوت.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس