المعركة الوطنية ليست أولوية عنده!

الاحد 21 يناير 2024 - الساعة 09:55 مساءً

 

من ذا الذي كان ينتظر موقفاً من عبدالمجيد الزنداني غير دعوته إلى تطبيعٍ مع مليشيا الحوثي الإرهابية. أفتى الرجل للخُمس مبكراً، وفر في أول خطرٍ تعرضت له البلاد.

 

تنقل بين عواصم البلدان بحثاً عن رغد العيش، لم تعد اليمن تناسبه وهي تعاني من الحرب والإرهاب والفقر الذي أرهق كاهل المواطن بفعل حرب مليشيا الحوثي على اليمنيين.

 

هناك، التزم الصمت، لم ينبس بكلمة واحدة، هو لا يتحدث إلا عندما تكون البلاد مستقرة، يطالب بتلبية رغباته ورؤيته فقط، ما لم فالسلطة "فاسقة".

 

فعل ذلك مرات كثيرة، وخاض معركة ضارية لشرعنه زواج الصغيرات، وأخرى مماثلةٍ ضد مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، واجه كل جهدٍ سعى لبناء دولة المؤسسات، مطالباً بدولة إسلامية على مقاسه، السلطة تحت أوامره تنفذ ما يريده.

 

لم يكن جمهورياً في يومٍ من الأيام باعتراف زميله عبدالله العديني. هاجم الرجل، وهو من أشجع كوادر الإخوان في الحديث عن مشروع الجماعة، ثورة سبتمبر المجيدة وكان الزنداني أحد الساعين إلى القضاء عليها. ذكر زميله ذلك وهو يتحدث في سياق تشكيل جماعة الإخوان لمواجهة ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة.

 

ثمة عداء، إذاً، بينه وبين النظام الجمهوري، ولا يرى أي قداسة لمعركة اليمنيين من أجل هذا النظام الذي حررهم بمن فيهم الزنداني نفسه، من الجهل والاستعباد وشيد مؤسسات الدولة التي استطاعت تلبية خدمات المواطنين وضمان حقوقهم.

 

ليست المعركة الوطنية أولوية بالنسبة له، ولا يرى مشكلة في خضوع اليمنيين للمليشيا الحوثية، بل إنه كان قد بادر بذاته يوم أفتى بدفع الخمس لسلالة عنصرية، تريد انتزاع ما يجنيه اليمني بعرق جبينه وهو يكفاح من أجل الحياة.

 

يدعو إلى ترحيل ما أسماها الخلافات. ذاك شأنه، أما اليمني فقضيته الوطنية تتصدر اهتمامه وبعدها تأتي بقية القضايا. هذا موقف كل وطني ينتمي إلى بلاده في اليمن وكل الدول الأخرى، الخطأ أن تتصدر قضية أخرى غير قضية بلادك، قائمة اهتمامك.

 

لا يمكن لليمني الذي ينتمى إلى تراب بلاده قولاً وفعلاً، أن يصالح أو يخضع للمليشيا الحوثية أو حتى يرحل قضيته من أجل قضية أخرى. يخوض كفاحا مقدسا، ولن يتوقف إلا بإعادة الاعتبار للجمهورية واجتثاث ميليشيا الحوثي الإرهابية.

 

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس