التنكر للرموز الوطنية حين يصبح قانونا..؟ (1_3)

الثلاثاء 30 يناير 2024 - الساعة 11:55 مساءً

ثمة مواقف تعنون مسارنا الوطني بكل تداعياته وإحداثه أبرزها تلك المتصلة بسياسة تهميش وتجاهل مآثر ومواقف بعض من رموزنا الوطنية والإصرار على التنكر لمسارها ونكران تاريخها النضالي فقط لأن هناك من لا يحبذ أن يتذكر مواقف ومآثر بعض هؤلاء المناضلين الذين قدموا تضحيات جسام في سبيل وطنهم وحريتهم وسيادته وفي سبيل شعبهم والارتقاء بحياته ليعيش بكرامة فوق الأرض وتحت الشمس، ومن أجل الارتقاء بحياة شعبنا قدم الكثير من المناضلين الأكثر من التضحيات ومن هؤلاء كان والدي المرحوم عبد الله ناصر الماوري الذي لم يبخل لا بوقته ولا بماله في سبيل حرية شعبه وسيادة واستقرار وطنه، وأدرك انه حين قرر أن يخوض المعترك الوطني لم يكن يفكر لا بالجاه ولا بالشهرة بقدر ما كان تفكيره ينصب في الارتقاء بحياة وطنه ومواطنيه وان ينقل وطنه من حياة الارتهان والجوع والفقر والمرض الي آفاق التقدم والرقي ليعيش بحرية وكرامة مثله مثل بقية شعوب العالم، غير أن هذا التفكير وتلك القناعات كانت لدي والدي الذي قدم الكثير من التضحيات دون أن ينتظر عوائدها أو يترقب الشكر من أيا كان، لكن يحز في نفسي انا المنتمية لهذه الشخصية النضالية أن أرى واتابع حكايات وقصص لرموز وشخصيات تزعم وطنيتها وتمنح نفسها تاريخا نضاليا وبطولات وطنية وهي ابعد ما تكون عن كل هذه المزاعم لان غالبية ابناء شعبنا يعرفون جيدا تاريخ هذه الأسماء التي اوغلت في تزوير التاريخ ومنحت نفسها القاب وصفات وطنية ليست فيها ولا علاقة لها لا بالوطن ولا بالوطنية والنضال الوطني ومع ذلك سوقت نفسها لتصبح حاضرة في مكتبة التاريخ الملوث حد التزوير..!

 

فيما تركت رموز نضالية ضحت وقدمت أعظم التضحيات من أجل الوطن الأرض والإنسان ومع ذلك هناك من أصر على تهميشها والتنكر لمواقفها النضالية ولتاريخها النضالي وفق سياسة ممنهجة اعتمدها البعض ممن نصبوا أنفسهم اوصيا ليس على الوطن وحسب بل وعلى التاريخ الوطني.. 

 

 المناضل السبتمبري / عبد الله ناصر الماوري مثال على ذلك الجحود وهذا النكران ، وغيره الكثير والكثير ممن تطالعنا ثورة المعلومات والتواصل بأسمائهم وأدوارهم ولم ندرس لهم شيئاً أو نقرأ عنهم كلمة ، فهل يعقل أن يمحى ذكره من وثائق الثورة وهو الذي شارك فيها وقدم ماله وحياته فداء للثورة والجمهورية والتحولات الاجتماعية الوطنية، ودوره في هذه التحولات  حافل بالعطاء والتضحية ولا يقل عن دور من حمل البندقية وتمترس في الخنادق إن لم يكن تأثيره أقوى وأكثر هذا مثال، وهناك المناضل علي جبران العنسي أو المناضل صالح الطحس ومعهم نخبة  من مناضلي الثورة اليمنية سبتمبر ، أكتوبر ، نوفمبر الذين لا يسع الحيز لذكرهم والذين تعرض تاريخهم الوطني للتهميش والجحود النكران والتنكر وكأن هناك من قصد أن يسلك هذا السلوك التدميري لتاريخنا ولرموزه الوطنية النضالية التي قدمت الفكر والمال ومولت حملة البندقية ولولا دعم ومساعدة هؤلاء المناضلين من رجال الفكر والمال لما انتصرت خيارتنا الوطنية. 

 

نعم ينتابني الحزن عن تهميش تاريخ والدي النضالي من قبل من يفترض فيهم إعادة تصويب حقيقة التاريخ وتنقيته من الشوائب الزائفة وتطهيره من اولئك الذين فرضوا  أنفسهم في سجلات النضال الوطني وهم في الحقيقة لم يصفقوا للثورة والجمهورية الا بعد أن تأكدوا من أنتصارهما وبعد أن ايقنوا أن قوى الظلم والطغيان الأمامية الرجعية قد رحلت الي غير رجعة عندها فقط اعترف بعض هؤلاء بالثورة والجمهورية ثم راحوا ينسجون لأنفسهم قصص وبطولات وهمية، ويا ليتهم فعلوا ذاك من أجل الثورة والجمهورية، بل فعلوا هذا من أجل ابتزاز الوطن والشعب واستثمار الثورة والجمهورية لتحقيق مصالحهم الخاصة بمعزل عن مصلحة للوطن والشعب ولدينا الادلة الكافية لاثبات هذه الحقائق..! 

 

اني لا اطالب برد الاعتبار لوالدي الذي لفني عمره دفاعا عن حق وطنه بالحرية والكرامة وقدم الدعم والاسناد للثوار والحركة الوطنية وجال القارة الأفريقية بكامل دولها وحيث يجد المغترب اليمني من أجل حشد الدعم المادي والمعنوي للحركة الوطنية من أجل الثورة والجمهورية، ومعه في هذا النضال كان هناك كثيرون من رجال المال والأعمال والذين تم تهميشهم والتنكر لهم وكأن شعبنا هذا شعب جاحد وهذا غير صحيح شعبنا اليمني معروف بالوفاء لكل رموزه غير أن هناك لوبيات تعمدت إبراز نفسها وتهميش الآخرين رغم أنها لم تقوم بشي في سبيل الثورة والجمهورية، باستثناء انها سرقت نضال الآخرين ونسبته لنفسها..! 

 

لكل ما سلف اتمنى من كل المهتمين بتاريخنا الوطني إعادة صياغته بمصداقية وموضوعية وكما حدث لا كنا يجب أن يريده المتسلقين على صفحاته عبر ملاحم وأساطير التزوير التي أعطت من لا يستحق مكانة لا تليق به وفق تحليل مسيرته التاريخية وما يعرفه الشعب عنه..! 

 

نعم من حقي أن اطالب بإعادة تصحيح تاريخنا ليس من أجل والدي وفي سبيل انصافه وهذا حقي وحقه، ولكن أيضا في سبيل انصاف العديد من المناضلين الذين تم تهميشهم والتنكر لمسيرتهم الوطنية وتاريخهم النضالي قصدا من قبل بعض النافذين الذين للأسف جيروا الثورة والجمهورية لخدمتهم مع انهم كانوا الد أعداء الثورة والجمهورية.

 

▪︎ اكاديمية ودبلوماسية 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس