التنكر للرموز الوطنية حين يصبح قانونا..؟! (3- 3)

السبت 10 فبراير 2024 - الساعة 06:54 مساءً

 

تمتع المناضل الوطني عبد الله ناصر الماوري بشخصية كاريزمية صارمة في التمسك بقيم وأخلاقيات المناضل العصامي الذي نحت بالصخر حتى أصبح في المكانة التي كان عليها والتي أهلته لخدمة وطنه وحركته الوطنية والإسهام الفعال في حركة التغيير الوطنية التي أدت إلى انتصار الثورة والجمهورية والدفاع عنهما في لحظة كادت فيه حركة التاريخ أن تتوقف، والوصول لهذه المكانة اقتضت من والدي أن يخوض معترك الحياة شابا يافعا في رحلة هجرة واغتراب لدول القرن الأفريقي عاملا في بداية حياته في عدة مجالات تجارية وعمل موظف في شركة النفط ( شل ) وشركة النفط ( أجيب )  العالمية  كانت تنشط في دول القرن الأفريقي بدءا من إقليم إريتريا حين كان تابعا لإثيوبيا التي كانت بدورها خاضعة للاستعمار الإيطالي حيث التحق والدي في إحدى الشركات الإيطالية العاملة في مجال النفط والديزل والمشتقات النفطية ومنها كانت بداية رحلته العملية والنضالية أيضا، وكأي مهاجر يمني حمل معه قيم وأصالة البيئة التي قدم منها والمعروف أن الأسرة التي ينتمي إليها والدي هي أسرة علم ومعرفة ومصدر تنوير لمحيطها الاجتماعي لهذا كان والدي في رحلة اغترابه متسلحا بقيم دينية صارمة مكنته من الاستحواذ على احترام كل من عرفه وشاركه معترك الحياة، بل حضي باحترام وتقدير كبيرين من الجاليات الأجنبية التي كان يعمل معها الذين عرفوا قيم وأخلاقيات الدين الإسلامي من خلال سلوك والدي وعلاقته بهم وهو الذي ومنذ صغره كان ملتزما دينيا يؤدي فروض الصلاة بأوقاتها ويعرف حقوق وواجبات الإنسان تجاه دينه وأهله وعشيرته وشعبه ووطنه.

 

بعصامية وجهد تمكن الوالد من تحقيق طموحه في تأسيس رأسمال مكنه من فتح عدة أنشطة تجارية في الوطن بدءا من مدينة الحديدة لتتطور أنشطته ويلمع اسمه كرجل أعمال عصامي ومناضل وطني زاهد عن الشهرة وتقلد المناصب التي عرضت عليه وما أكثرها ومن شخص المشير المرحوم عبد الله السلال رحمة الله تغشاه أول رئيس للجمهورية بعد انتصار الثورة اليمنية وقد اعتذر  الوالد بكل لطف لقائد الثورة عن قبول أي منصب رسمي مفضل دعم الثورة والجمهورية بما يحقق للشعب اليمني الأمن والاستقرار والحرية والعدالة والتقدم الاجتماعي، ولم يغفل وهو في معترك الهم الوطني العام عن التفكير بهم تنمية منطقته وأهله وعشيرته الأقربون فعمل على إنشاء المدارس والجوامع في المنطقة والمناطق المجاورة وتشجيع الناس على دفع أولادهم نحو التعليم والمعرفة مقدما كل أشكال الدعم في هذا الجانب لغير القادرين وتمكينهم من الالتحاق بالتعليم وكان من أنصار تعليم الفتاة وخاض معارك اجتماعية من أجل هذا ويمكن أن أكون أنا  ابنته ( نادين ) وبناته  جميعاً إحدى ثمرات إيمانه بحق المرأة بالتعليم فقد شجعني للالتحاق بالتعليم وكان دافعي هي الثقة التي منحنى إياها حتى أصبحت دكتورة وهو من دفعني لأن أساهم في معركة محو الأمية وخاصة أمية المرأة وهو_رحمه الله _من كان من أوائل المبادرين في هذا الجانب ومن شجعني وغيري من الفتيات لخوض تجربة محو أمية المرأة في منطقتنا والمدينة.

 

كان والدي _رحمة الله تغشاه _شخصية عصامية ونضالية يحلم بالدولة المدنية دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية، وكان حريصا على تكريس هذه المفاهيم حتى في قضاياه وأعماله التجارية ، إذ كان حريصا على تحكيم القانون واللجوء إلى القضاء في حل خلافاته التجارية رغم إدراكه لفساد القضاء غير إنه رغم ذلك كان يلجأ للقضاء ويصر عليه لتكريس قيم ومفاهيم الدولة المدنية، وكان يرفض عروضا قبلية ووجاهية لمساعدته بحل هذه القضايا بطريقة البعض، متمسكا بالقانون ومصرا عليه. لم يتعاط (القات) يوما بحياته وكان يرى فيه مضيعة للوقت والجهد وإهدار للطاقات.

 

تعرض خلال رحلته الحياتية لسلسلة من المضايقات خاصة بعد انقلاب نوفمبر عام 1967م ورحيل الرئيس المشير عبد الله السلال عن السلطة، وهو الانقلاب الكارثي الذي لم يستهدف والدي وأمثاله من المناضلين الوطنيين بل استهدف الثورة والجمهورية وأهدافهما ومكن القوى الرجعية والقبلية المناهضة للثورة والجمهورية من العودة للواجهة والسيطرة على مقدرات الوطن مرة أخرى ولكن هذه المرة تحت علم الثورة والجمهورية.. ورغم ذاك واصل والدي نشاطه متمسكا بمواقفه الوطنية ورسالته ولم تكسره الاستهدافات التي طالته وطالت أنشطته وحقوقه والتي سوف أتناولها في حلقة خاصة..

 

رحم الله الوالد المناضل الوطني ورجل الأعمال العصامي الحاج / عبد الله ناصر الماوري وأسكنه فسيح جناته، والرحمة والخلود لكل المناضلين الوطنيين الذين تعرض تاريخهم ومواقفهم الوطنية للتهميش والتنكر والجحود من قبل مزوري التاريخ ومشوهي المسار الوطني الذين لم يكتفوا بالتزوير وسرقة جهود الآخرين، بل ذهبوا ينسجون لأنفسهم بطولات وتاريخ وهمي وهذه مهمة المحققين المحايدين والمستقلين الباحثين في التاريخ الذين تقع على كاهلهم مهمة تنقية تاريخنا الوطني من الشوائب العالقة فيه وإعادة الاعتبار للتاريخ ولصانعيه الحقيقيين وفضح أولئك المتسلقين الانتهازيين الذين شوهوا بسيرهم الزائفة التاريخ الوطني كما شوهوا سيرة الثورة والجمهورية والاستقلال الوطني.

111111111111111111111

نهلة حسبن

2024-February-11

نعم جماعة ارهابية لا تتقبل النقد ولا تتعايش مع المختلف ىعهم واي شخص او مواطن يبدي رايه السياسي او غيره يتم التنصل له ومضتيقته بوحشية بالالفاظ والممارسات والسجن وغيره .. قتلت ودمرت وتقتل الاطفال والابرياء تحت مسمى جهاد


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس