اليمن وأفريقيا تكامل وشراكة حضارية.. ولكن..؟!(2 - 3)

الاربعاء 20 مارس 2024 - الساعة 02:51 صباحاً

قدم المغتربين اليمنيين في دول القرن الأفريقي كل أشكال الدعم المادي والمعنوي للوطن والثورة وللشعب وعملوا جاهدين على الارتقاء بواقع الشعب اليمني الحياتي والاجتماعي واعطوا وطنهم كل قدراتهم وطاقاتهم المادية والمعنوية، ولم يطلبوا مقابل تضحياتهم ودعمهم لا مناصب ولا تسهيلات، ويحكي أن أحد المغتربين الداعمين للثورة والدي الحاج عبدالله ناصر الماوري ( خزينة الثورة ) كما اسماه المشير السلال عارضا عليه المناصب ورفض ان يكون ضمن التشكيل الوزاري طمعاً في سلطة مقابل ماقدمه وزملائه من دعم مادي لوجستي لثورة الاحرار 26 سبتمبر 1962 . 

 

لم يختلف إخلاق المهاجرين اليمنيين في أفريقيا عن إخلاق أبنائهم الذين للأسف نطلق عليهم اليوم ب (المولدين) بلغة انتقاصية تعكس ثقافة انحطاط وجهل وتخلف وقلة أصالة وتنكر وتهميش لمن أبائهم قدموا كل خيراتهم لوطنهم.

 

في منتصف السبعينيات من القرن الماضي ومع وصول الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي للسلطة ومع بروز أحداث سياسية عصفت ببعض دول القرن الأفريقي قدمت حكومة الحمدي تسهيلات بعودة المغتربين وأبنائهم ليس من دول القرن الأفريقي وحسب بل ومن دول جنوب شرق آسيا بما فيها فيتنام وكمبوديا، وفعلا عاد الكثيرون من أبناء المغتربين فشيدت لهم حكومة الحمدي مدن سكنية اطلق عليها (مدينة المغتربين) وخاصة في مدينة الحديدة التي جوها يشابه اجوا دول إفريقيا، وفعلا قدم الكثيرون من ابناء المغتربين الذين كانوا متعلمين يتحدثون أكثر من لغة وخاصة الانجليزية وعاشوا في وطنهم حياة طبيعية لفترة، غير أن ثمة متغيرات اجتماعية وسياسية واقتصادية شهدتها البلاد أدت إلى بروز ثقافة تنكرية تستهدف هؤلاء القادمين من أبناء الوطن إلى وطنهم فاطلقوا عليهم مسمى (المولدين) و (الاحبوش) وبدأت تنتشر في الأوساط الاجتماعية اليمنية ثقافة التهميش والانتقاص لدوافع عدة منها ان أبناء المغتربين استطاعوا أن يفرضوا أنفسهم على الواقع بحكم مؤهلاتهم العلمية والمعرفية واللغة فاستقطبتهم الشركات الأجنبية العاملة في البلاد والسفارات والبعثات الدبلوماسية لما يتمتعوا به من ثقافة ومعرفة ومؤهلات ولغة وأيضا لامانتهم وإخلاصهم في اعمالهم التي تؤكل إليهم، وكأن هذا احد الاسباب التي أوجدت الغيرة منهم، والحقيقة أن هؤلاء القادمين لوطنهم حاولوا جاهدين الاندماج بواقعهم الوطني وقد نجح البعض واخفق البعض الآخر فاضطر من اخفق في المجتمع الي التكاتف فيما بينهم فشكلوا مع بعضهم جاتوهات بسبب تنامي الكراهية من بعض الشرائح الاجتماعية ضدهم الذين لم يكتفوا بهذا بل راحوا ينسبون كل السلبيات والاختلالات الاجتماعية الي هذه الشريحة وان لولاء وجودهم لكانت اليمن جزءا من (جمهورية أفلاطون )..؟!

 

تنامت ثقافة الكراهية مع مرور الوقت والدافع الحسد والحقد على هذه الشريحة الناجحة في حياتها والتي مسكت العديد من الوظائف المهمة التي لم يكن ابن البلد الأصلي مؤهل لشغلها..؟!

 

هذا جانب الجانب الآخر أنه وحين استجدت الأحداث بدول الفرن الأفريقي وادي هذا الي نزوح بعض أبناء دول إفريقيا الي اليمن فقوبلوا للأسف مقابلة اللؤماء ونقولها باسف لأننا لم نعاملهم كما تعامل  أجدادهم وأبائهم مع أجدادنا وابائنا بل تعاملنا معهم بصورة تجسد ما يمكن وصفه (بقلة اصل) وبغطرسة وتعالى والمؤسف أن هذا لم يكن سلوك كل أبناء اليمن بل كان ولايزل سلوك شريحة محدودة هي ذات الشريحة التي لم تغادر البلاد وظلت في كنف الكهانة وقاتلت دفاعا عن الكهانة والكهنة وطغيانهم ورغم أن الثورة فرضت قيمها في التغير الا ان هذه الشريحة سرعان ما سيطرت على دفة الثورة وأخذت تقودها حسب رغبتها.

 

أمر اخر وهو أن غالبية من تولوا مناصب سيادية بعد قيام الثورة اليمنية المباركة شمالا وجنوبا كانوا من اولاد المغتربين في دول القارة الأفريقية، ومنهم من شارك وادار وساهم في تأسيس الخطوط الجوية اليمنية، وشركات المحروقات، وشركة الكهرباء، والبنك اليمني للإنشاء والتعمير، كما انخرط الكثير منهم في القوات المسلحة وكانوا قادة ولعبوا دورا في حماية الثورة والجمهورية التي حاول استهدافهما (اولاد الأصول)..؟! دفاعا عن القوى الرجعية ومصالحها وعن القوى الظلامية..؟!

يتبع

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس