رسالة إلى الحوثيين

الاثنين 18 ديسمبر 2017 - الساعة 06:39 صباحاً

اعرف انكم اقوياء عسكريا وتمتلكون شجاعه كبيره في القتال لكنني اعرف ايضا انكم تمروا بضعف كبير اليوم في بنيتكم التنظيميه والتي لن تمكنكم على الاطلاق في الاستمرار في إدارة البلد.

استمراركم في الحرب يعني مضينا سويا الى المجهول إنقلاب وشرعيه .

لقد عمقت ممارسات الكثير منكم بقصد ودون قصد الى تعميق جراحنا النازفه وتفكيك نسيجنا الاجتماعي وأثارة المناطقيه والعنصرية في داخلنا واصبحنا نتحدث بعنصرية كبيرة لأننا عانينا طوال عقود من الزمان بل قرون من الاضطهاد وممارسات التمييز من خلال حكم دولة الائمه لكن بصورة كانت لاتبدوا واضحه لكنكم انتم من وضحها بصورتها الجليه ربما لكونكم انقياء اكثر من اولئك الخبثاء الذين مارسوها بطريقة اكثر ذكاء ولم يكتفوا بالتمييز لكنهم غرسوا فينا ثقافات جديده تجعلنا مذعنين مستسلمين لهم لعقود طويله من الزمان ومن خلال طمس هوياتنا وابراز ثقافات جديده مزوره تؤصل لحكمهم.

وكونكم ترغبون في تنفيذ رغبات قوى اقليميه ترون بانها سندكم ودعمكم ولم تشعروا في الحقيقة انكم قتلتم فرص هذه القوى على المدى البعيد في التواجد بصورة سياسيه وبصورة تعاون سياسي وثقافي ومصالح مشتركه .

 

ممارساتكم تلك لن تختلف عن ممارسات الجماعات الإسلاميه التي تؤدي مهام اخرى ليست اقل خيانة للوطن وأمنه القومي وسلامة نسيجه الإجتماعي من خلال الهروله نحو استجلاب الصراع الطائفي خدمة لاطراف دوليه واقليميه..

عليكم ان تعترفوا انكم كل يوم تفقدون فرصة البقاء في هذا المجتمع ليس كحكاما بل ربما مواطنين بامن وأستقرار من خلال ممارساتكم القمعيه والتي تعتقدون بانها حلول أمنيه لأحكام قبضتكم على الوضع .

 

وعليكم ان تعوا تماما ان القوى الاقليميه التي تراهن على بقائكم كمشروع لغم مزروع في وسط الخليج قد بدأت في التراجع عن مخططها لأنهم يرون بانكم فشلتم في المهمه نتيجة خروجكم الكبير عن النص وان الاستمرار على التغطيه عليكم بمواقف امميه وبمبررات عديده لم يعد ممكنا.

 

اعرف انكم لا تراهنون كثيرا على الخارج وهذا ما يخيف كل قوى الاقليم منكم وما يعكسه هذا التوجه من تفكك قوى الداخل التي ترى بان ارتباطها معكم لا يعني اكثر من الارتباط بجماعة انتقاميه انتحاريه..

  

عليكم الاعتراف بانكم تسقطون سياسيا ولم يعد استطاعتكم البناء لكن بأمكانكم تدمير الكثير وقتل المزيد من الارواح وانهاء ما تبقى من ملامح دوله وان ضعف الشرعية الكبير الذي هو سبب رئيسي في قوتكم لم يعد كافيا لأستمراركم فانتم وكما يبدوا لا تمتلكون لا رؤية ولا هدف قد يعيد الثقه لكثير من القوى بكم ..

 

عليكم ان تعرفوا ان استمراركم في الحرب ما هو الا اصرار لتسليم هذا الوطن الى قوى بديله لا تقل عنكم خطرا ولن تسلموا انتم من ردود فعلها الانتقاميه ولن يسلم الوطن من شهيتها في التهام كل الوطن وتحويله الى مؤسسة خاصة بيد الجماعه بأعتبارهم من حرروا الوطن من شروركم اعرف ان الكثير منكم لا يستحق لعنات هذا الشعب وسخطكم ولا تستحق اجيالكم تحميلهم مزيدا من الاحقاد والثأرات التي ستؤرق حياتهم لعقود طويله ..

بإمكانكم اليوم ان تصححوا مساركم وتعويض هذا الشعب عن ما صنعتم به من قتل وتشريد وتدمير طيلة ثلاثة اعوام وقبله ما صنعه ابائكم والاجداد لعقود طويله .

 

من خلال العوده المشروطه لمربع الحوار المشروط بخروج لكل الجماعات والاحزاب الإسلاميه وحلها وغياب لكل الوجوه السياسيه العقيمه وتسليم السلاح من كل القوى النافذه بالتزامن الى قوى تشكل محليا واقليميا ومحايده تشكل كقوة حفظ سلام تستلم السلاح وتنزعه من كل الاطراف وصياغة تسوية سياسيه لكن بلون جديد تضحي فيها كل القوى السياسيه بمصالحها لاجل الشعب بما يضمن قيام دولة اتحاديه نستطيع من خلالها تجاوز الغبن والقهر وملفات المظالم الشائكيه التي تحتاج الى عدالة انتقاليه .

تسوية سياسيه تلبي رغبات الداخل اكثر من الخارج وتقطع الطريق على كل القوى الاقليميه التي ترغب في حصر صراعنا في الداخل وتوسيعه ليشمل كل دوائر العصبويه المناطقيه والطائفيه .

 

عليكم ان تعوا ان مشروع دولة الائمة بات مكشوفا لدى الجميع ولا يمكن القبول به على الاطلاق وان محاولة تطبيقه بالقوة لا يعني الا استمرار الحروب اما المركزية فقدت فرصتها والى الابد فلا تكونوا سببا في فقدان الاجيال ايضا فرص الفيدراليه في دولة تضمن فيها المنافسه في بناء المشاريع في البناء وليس بقوة البارود .

 

لا تراهنوا على القوة العسكريه اليوم كوسيلة لحكم الشعوب فالكلمة اليوم صداها اقوى من الف بندقيه ومن يحترف الهدم لن يقوى على البناء وان اقصى ما تقدرون عليه هو تاخرنا لعقود طويله عن البناء والتنميه لا اكثر .

 

عليكم ان تعو جيدا ان ما فقدتوه اليوم في عدن ستفقدوه غدا في تعز وبصورة اشد ضراوة وقسوة وان ما ستفقدوه في تعز غدا ستفقدوه بعد غدا في الحديده وان لغة المناطقيه والتحشيد المناطقي التي استخدمتموها في الحرب لتجمعوا المقاتلين هي من ستقتلكم وستقتل اجيالكم فلا تراهنوا على الصراعات البينيه بين خصومكم فمقومات بقائهم كمجتمعات اصليه اكبر من مقومات بقائكم كمجتمعات دخيله ومهاجره من فارس والبانبا وتركيا وكردستان مهما كانت حدة خلافاتهم البينيه.

وان بصمات الظلم التي توارثها الاجيال صنيعة دولتكم ستجدون انفسكم يوما تجنون ثمرتها وربما تتمنون يوما ان ترون ساحل بحر.

لا تفكروا في استخدام كلامي في تحشيد المزيد فلن تكون النهاية الا واحده والموت لا يشبع ابدا من ارواح الغزاة و الطامعين.

 

ارحموا الكثييير والكثير من ابناء مجتمعكم التواقين الى العيش بسلام والتعايش مع المجتمع وفق مبدأ مواطنه متساويه بعد ان استخدمتوهم اجيال بعد اجيال وقودا لحروبكم التوسعية واطماعكم اللامحدوده في السيطره.

وكم هي احلام الكثير منهم تنكسر عند داعي غزوات القبيلة والعسكر في معارك التوسع والفيد.

 

بإمكانكم اليوم ان تكونوا نقطة تحول تاريخيه في تاريخ اليمن طالما وانتم لا زلتم تمتلكون القوه بأن تحققوا تسوية جديده تضمن احلام كل اليمنيين في إقامة دولة إتحاديه مدنيه وطرح جميع القوى أمام الشعب وإعلان مصالحه شعبيه تضمن محاسبة رموز معينه من كل الاطراف لضمان عدم الافلات من العقاب وغياب كل الوجوه التي كانت سبب رئيسي ومساهمه بشكل مباشر وغير مباشر في وصول الحال الى هذا المستوى وتمكين قيادات جديده وفق مخرجات الحوار مع اعتماد مبادئ الكفاءة والنزاهه لإدارة المرحله القادمه .

 

بحيث يصعب على الخارج استخدامها لما سيحملوه من رؤية مغايره. اذا لم تفكروا في هذا جيدا فإنكم تنتحرون واذا كنتم تراهنون على تسوية قادمه تضمن مصالحكم مع ضمان مصالح قوى اخرى فإن رهانكم خاسر مهما يتم استخدامكم لاحداث تغيرات اقليمه فلن تكونوا اكثر من ادوات تنتهي بانتهاء استخدامكم ولن تكونوا مشروع حكم على الاطلاق.

 

تأكدوا بأن الغباء لا يتوارث جيلا بعد جيل وان الاحداث كفيلة بأن تعلم الجميع وان عوامل القوة لا تدوم وان الشعوب لا تقهر وان ما بني على باطل فهو باطل ولو دام زورا لألف عام وان اطماع التوسع لم تعد ممكنه لاي قوى في ظل عصر العولمه وما لم تتوقعه اليوم ستلاقيه غدا .. عليكم ان تختاروا نهاية حسنه لحقبة تاريخيه طال عمرها الف عام ..

 

ولو كنتم تمتلكون ذرة من وطنيه فنحن نقبل بان يكون عقابنا كعقاب اكبر رمز من رموزكم لما تسببه بقصد وسابق إصرار و لما تسببناه نحن دون قصد في حق الاجيال .كتضحية من اجل الوطن

 

للاشتراك في قناة " الرصيف برس " على التلجرام.

إضغط على اشتراك بعد فتح الرابط

https://telegram.me/alraseefpress

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس