يهود ومسلمون ومتحولون

الاثنين 26 نوفمبر 2018 - الساعة 06:55 صباحاً

.....................

أول "فقيه ومفسر" في الإسلام هو اليهودي-المسلم كعب الأحبار.


أسلم كعب الأحبار متأخرا في عهد عمر رغم أن الإسلام دخل اليمن باكرا، ويبدو أن إسلامه كان من نوع الإسلام السياسي الذي ساد بعد حروب الردة، وقربه عمر منه كما قربه عثمان ولعب دورا كبيرا في وضع أسس تفسير الإسلام استنادا إلى مرويات التوراة.


بل ربما لعب كعب الأخبار في الإسلام دورا قريبا من دور القديس بولس في المسيحية. والقديس بولس هو الآخر حبر يهودي اسلم بعد وفاة المسيح واعاد صياغة "تهويد" المسيحية.


تحت تأثير كعب الأحبار اخترع الأصوليون قاعدة "شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد فيه نص" واتخذوه عذرا للغرف من التراث الفقهي اليهودي حتى صار الإسلام نسخة من فقه الحريديم وهي طائفة اصولية متشدده اشبه بالسلفية الوهابية صار لها حضور متنام في إسرائيل.


اذا كان ابو هريره يمنيا أيضا، وإذا صدقت الأخبار أنه كان أحد تلامذة كعب الأحبار، فالارجح ان أبا هريرة هو الآخر يهودي اسلم متأخرا واسس علم الحديث "التلمود الإسلامي" وحشاه بروايات وقصص التوراة كما هو واضح لأي مطلع على كتب الحديث.
العجيب أن ابن عباس هو الآخر حاز على لقب ديني يهودي هو "حبر الأمة ".

فهل تأثر ابن عباس هو الآخر بكعب الأحبار ومسلمة اليهود؟


لا أستبعد ذلك خاصة أن ابن عباس إلى جانب رواية الحديث قدم تفسيرا للقرآن متأثرا بالاسرائيليات.


في الجيل الثاني للتابعين جاء وهب بن منبه وهو يمني مسلم من أصل يهودي أيضا ألف في التاريخ وقصص الانبياء والسير وملأ مؤلفاته بالإسرائيليات وحكايات التوراة.


وبهذا يكون لليهود والمتاثرين بهم دور محوري في نشأة الحديث والتفسير والتاريخ.

 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس