تزيف الحقائق

الجمعه 28 ديسمبر 2018 - الساعة 03:57 صباحاً

ثمة مشكلة تعاني منها الكتائب الإعلامية المعنوية المناوئة لمحافظ تعز الدكتور أمين محمود، ظهرت في هجومها الأخير عليه هي فبركة وتزيف حقائق ليست خافية على أحد في المدينة أو متابع للوضع فيها، لتشويه الرجل بطريقة مضحكة، لا تترك مساحة ولو صغيرة لاحترام العقول.

 

مر عام على تعين المحافظ، وفي ذكرى المرور، رفعت الكتائب المعنوية جاهزيتها، واستأنفت الهجوم على الدكتور أمين محمود، مفبركة حقائق يعلم بها أبناء المدينة، ومستدعية جميع ملفات المدينة لتصفية الحسابات، حتى التي يجب عدم انزلها إلى ميدان تصفية الحسابات واستخدامها كأوراق للتصفية، كملف الجرحى الذي لا يجب التفكير حتى باستخدامه لتصفية الحسابات، ذلك، أنه من العار والجريمة اتخاذ معاناة هؤلاء الأبطال وقضيتهم ورقة سياسية أو إعلامية للتصفية الاغراض والحسابات بين الأطراف.

 

بدأت الكتائب الهجوم، باتهام محافظ المحافظة برعاية الجماعات الخارجة عن القانون، وإيقاف الحملة الأمنية لاجتثاث هذه الجماعات، واستهداف الجيش، وذهبت بعض وحدات الكتائب إلى حد اتهام المحافظ بإذكاء الصراعات وإشعال الفتن، وتعكير الصفو الذي كان يسود ما قبل مجيء الرجل الكارثة، حد قول أحد أفراد الكتائب، رافضة التساؤل وهي تتحدث عن ذلك، هل كانت اصلا العلاقة بين الفصائل العسكرية قبل مجيئه معكرة أم لا؟

 

كتبت ووجهت الكتائب الاتهام، وهي تعلم حق العلم أن كل ما قالته بعيدًا عن الواقع، ويختلف تمامًا عنه، فجميع أبناء المدينة بما فيهم أفراد الكتائب الإعلامية المعنوية يعلمون، حقيقة أن محافظ المحافظة هو من وجه كرئيس للجنة الأمنية بتشكيل حملة أمنية لمداهمات المربعات المتحصنة فيها هذه الجماعات، وبدلًا من تشكيل الحملة من جميع الوحدات الأمنية والعسكرية، راحت القوى التي تنتمي إليها الكتائب الإعلامية تشكل حملة أمنية بمفردها، ليس لملاحقة الجماعات، بل لتصفية حسابات بعيدة عن هدف الحملة، معتقدة أن الفرصة قد حانت وتجلى ذلك واضحًا، بتوجه الحملة الأمنية إلى تصفية الحساب مع قوة عسكرية في المدينة، ومهاجمة افرادها.

 

واعتقد أن جميع ابناء المدينة والمتابعين للوضع فيها، يتذكرون ما أعقب هذا التوجه المتعارض مع هدف الحملة، خصوصًا، المواجهات التي اندلعت بين الوحدات العسكرية عند الضواحي الشرقية، وتوسعت لاحقًا إلى وسط المدينة، وراح ضحيتها قتلى وجرحى بصفوف المدنيين. تدخل المحافظ حينذاك، أي وقت المواجهات، فوجه بوقف المواجهات فورًا، وتشكيل حملة أمنية من كافة الوحدات العسكرية والأمنية لتنفيذ المهمة، وطالب قائد المحور ورؤساء أجهزة الاستخبارات والشرطة في المدينة، برفع اسماء المتهمين باغتيال افراد الجيش، وجميع المعلومات عنهم، تمهيدًا لرفعها إلى النيابة وإصدار أوامر قهرية بحقهم.

لم تستجب الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والعسكرية لتوجيه المحافظ، وعزز بمذكرة ثانية رد عليها قائد المحور بأن القوات العسكرية ستتوجه إلى جبهات المدينة لمواجهة ميليشيات الحوثي، وأن مهمة تأمين المدينة هي مهمة القوات الأمنية لا مهمة وحداته، ورفض تزويد المحافظ بالملفات والقوائم التي طلبها، عزز المحافظ بمذكرة ثالثة إلى مدير شرطة المدينة بتشكيل حملة أمنية ومداهمة الضواحي الشرقية للمدينة، ورفض الأخير التوجيه، أو قل لم يرد عليه ولم ينفذه، ومثله رؤساء أجهزة الأمن القومي والسياسي والاستخبارات العسكرية بالمدينة.

 

رفضت الأجهزة الأمنية والعسكرية التي معروف من يسيطر عليها بداخل المدينة، لأن المسيطر عليها لم يكن يبحث عن القضاء على الجماعات الخارجة عن النظام والقانون، بقدر ما كان يبحث على تحييد قوى يرى أنها تهدد مستقبله في المدينة.

 

كان يريد أن تكون الحملة كما يريد هو ضرب عصفورين بحجر.

وبضغوط رئاسية وعسكرية عليا اضطرت هذه القوى بعد ذلك بأيام للقبول بتشكيل حملة أمنية وعسكرية لمداهمة مربعات الخلايا وتأمين هذه المربعات الواقعة عند الضواحي الشرقية للمدينة، وتمكنت الحملة الأمنية المشكلة بتوجيه المحافظ من تأمين المدينة.

 

وبتأمينها، انتهت عملية اغتيال افراد القوات الحكومية او قل قلت تدريجيًا كما لاحظ الجميع إلى ان انتهت بشكل شبه كامل. كل ما تقدم، يوضح، حقيقة زيف ما تسوقه الكتائب الإعلامية والمعنوية، التي ذهبت إلى حد اتهام المحافظ بإذكاء الصراع، وهي تعلم حق العلم، أن من تلاعب بمسرح العمليات وكاد تلاعبه أن يؤدي إلى صراع بين الألوية العسكرية لا يمكن التكهن بعواقبه في ريف المدينة الجنوبي، ليس المحافظ إنما قائد عسكري اخر، وأن المحافظ لعب دورًا في نزع فتيل التوتر وليس اذكاء الصراع كما تتحدث هي.

 

وأن من كان يحشد إلى التربة والشمايتين، ويستحدث مواقع عسكرية مزودة بصواريخ حرارية في مديرية المسراخ لم يكن المحافظ، إنما قوة اخرى.

وما كان واضحًا، أن الوضع في المدينة قبل مجيء الرجل تسيطر عليه الفوضى، وحوادث الاغتيالات يومية تستهدف افراد الجيش الوطني، وبعد مجيئه قلت تدريجيًا هذه العمليات مع ملاحقة هذه العناصر التي لم تلاحق من قبل من قبل قادة الافراد الذين شملهم الاستهداف.

بعبارة اخرى كانوا أي القادة العسكريين عاجزين عن ملاحقة هذه العناصر، ولم يتحركوا إلا بعد وجود رئيس اللجنة الأمنية ودعمه للحملات الأمنية التي وضعت حدا للفوضى بداخل المدينة.

قالت الكتائب الإعلامية ايضا، أن المحافظ ساهم في تفاقم معاناة الجرحى، وأنه عمق هوة الخلاف بين فصائل المقاومة، وفي الاتهام الاخير، يبدوا تناقض واضح مع ما سبق من اتهامات الكتائب للمحافظ، تناقض نفسها بنفسها، ففي السابق، كانت تهاجم المحافظ على رفضه للاقتتال الذين نشب قبل اشهر بين فصائل الجيش، والان تقول أنه عمق الخلاف والاقتتال بين الفصائل العسكرية، ونست هذه الكتائب وهي تسوق وتفبرك وتناقض نفسها، أن الخلاف قد كان اصلا عميق من قبل مجيء المحافظ، وهذا العمق هو ما وقف المواجهات التي نشبت في زمن وجوده، وأوقفه الرجل، ولنا من معارك شارع جمال وديلوكس، خير دليل لنستشهد به.

 

المشكلة الكبرى التي تعاني منها الكتائب الإعلامية هي استخدام ملف الجرحى في تصفية الحسابات واستخدامه ورقة للهجوم الإعلامي، وهي تعلم حق العلم، أن المحافظ لم يعد بيده ملف الجرحى، إنما بيد قيادة المحور.

 

ولنسلم بصحة اتهامها للمحافظ أنه وقف وراء تفاقم معاناة الجرحى، لكن هذه المعاناة لم تنتهي بانتقال ملف الجرحى إلى قيادة المحور، بل زاد قسوة المعاناة على الجرحى، ولم تستثني أحد منهم.

 

هم كانوا يستخدموا ملف الجرحى ليس لإنهاء معاناة الافراد الذين قاتلوا دفاعا عن المدينة، وليس حتى للحد منها، إنما استخدامه ورقة للتصفية الحساب، وهنا الحقارة تكن في أقبح صورها.

شخصيًا، شاهدت خطأ وحيد ارتكبه المحافظ ، هو عدم الحرص على ضبط وتماسك العلاقة بين السلطة المحلية والمؤسسة العسكرية، بأكبر قدر ممكن، وإدارة العلاقة بطريقة غير صحيحة، أو نقل بلا مبالة ولا حرص.

 

على صعيد الواقع، نجح في تحسين الوضع معيشيًا والحد من المعاناة، وإعادة مؤسسات الدولة إلى عملها، وإعادة للدولة هيبتها، وبدأت المدينة تسير باتجاه الأفضل.

 

أخيرًا، من المضحك القول أن المحافظ أعلن عن عملية عسكرية لم تحقق هدفها، يجدى بمرددي هذه العبارات، أن يتساءلوا أهو قائد محور كي نحمله مسؤولية عدم استكمال تحرير المدينة، قد يكون مسؤول ثانوي عن هذا الموضوع، أما المسؤول الأساسي هو قائد المحور وبعده قادة الألوية العسكرية.

 

يتعين على الكتائب الإعلامية في الهجوم القادم، اتاحه مساحة لاحترام العقول في الهجوم، والبحث عن أخطاء الرجل للهجوم عليه، ومغادرة الكسل، الذي يدفع بها إلى اللجوء لفبركة الحقائق، حتى تكن قوية ولو بشكل بسيط.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس