الإصلاح صانعو الفوضى والمنقلبون الجدد !! 2- 2

الاثنين 01 ابريل 2019 - الساعة 03:10 صباحاً

شن الاصلاح حملاته مبكراً على خصومه ، وهو يدرك ماذا يريد ، تلجيم الأفواه وتكميمها ، وتحويل الجميع إلى قطعان تساق نحو مراعي فضلاتهم ، تمهيدا " لاستئصال شأفتهم .

حتى يستكملوا مشاريع تمكينهم بصمت وبدون ضجيج ، وبرسمون حدود جغرافيا انقلابهم باحتلال الدولة ، ومن العمق وتحت عباءة الشرعية الدستورية ومظلتها .

 

حاول الاخونج المتأصلحون في نموذجهم الأسوأ صيتا " في نسختهم اليمنية ، وبشهادة منظمات دولية هم من باركوها و زكوها سلفا " وسوقوا تقاريرها ، وتبنوا خطابها حينا " من الدهر ، حاولوا خداع الجميع بفعل الضغط والكذب والتدليس ونظريات التأطير و التراكم بفعل إمكانات إمبراطوريتهم المتضخمة و موجهاتهم المسموعة والمرئية ، وبفعل كتائب الذباب الإلكتروني المفرغة لذلك السيل من البذاءات والافتراءات و الأباطيل والكذب والتلفيق والتضليل ، وبفعل مواقع وشبكات العفونة التي تزكم الأنوف من مجرد تسمية أساميها ، والتي تفصح عن هوية أصحابها وهويايتهم وغواياتهم التي لايجيدون غيرها أسفا " .

 

هاهم يحيطون بالمحافظ الجديد ويصورون المشهد له كما يحلوا لهم ، وينتزعون قرارات منه ليمرروا أجندات الاجتثات لكل خصومهم من شركاء النضال والمقاومة والكفاح المسلح .

 

ويخرج اعلامهم ممجدا " هذا المحافظ الذي استخف به هؤلاء اللفيف من العسكر المحسوبين على أجندة الإخوان في نسختها اليمنية ، ويكيل له اعلامهم المديح والشكر والثناء .

 

ثم لا يلبث أن تتضح الصورة للمحافظ المحاط بهذا آلرتل الكبير في المصفوفة العسكرية والأمنية التي تتبع دولة الإخوان الصغيرة والتي تدار بالريمونت كنترول من مقر الحزب ، والتي لا تنتمي لمشروع الوطن اليمني الكبير ، فيعمل على إصلاح ما افسد هؤلاء ، فتدارك الأخطاء ويصحح مسارات الوجهه ؛ فتقوم تأئرة الخصومة ويتحول سبل المديح والتمجيد إلى طوفان من الشتائم والبذاءات والسوقية ، فعلوا ذات السيناريو مع الأمين المحمود الدكتور / أمين أحمد محمود عند تشكيل اللجنة الأمنية ( أو الرئاسية ) كما يحلوا لهم التشدق بذلك ، و مدحوه وو

قروه ، ولما عرف مكرهم وكشف أهدافهم عادوا لسبرتهم الأولى ، سبا" وشتما " وبذاءات ، وتلك بضاعة العجزة والمفلسين .

 

وها هم اليوم وبدون حياء سيبدؤون في شن حملاتهم ضد المحافظ الذي اوقف الحملة الأمنية ، وشكل لجنة قضائية للتحقيق فيما حدث في تعز القديمة من تجاوزات لأهداف الحملة ، وفيمن كسر أوامر توقيف السلطات العليا للحملة الأمنية بعد انحراف مسارها !! واستمر في غيه وعبثه ضاربا " بأوامر السلطات العليا عرض الحائط .

 

وسيعبرون عن وجوههم الحقيقة ومن غير تقية ، وسينقلبون على كل شيء قالوه أو فعلوه أو سوقوه أو التزموا به ، و سيحنثون بكل اتفاق. وليتهم يتعضون ، ولا يعودون لمثلها أبدا "، لكنهم كالأنعام بل هم أضل

.

وسيستمرون في غيهم مع سبق الإصرار ، مزهوون بثقلهم وحجم سيطرتهم ونفوذهم ، ومستقوون برعاتهم وحماتهم في داخل دوائر صناعة القرار السيادي في شرعية الرئيس هادي !

 

إنهم يصرون على تحويل أخطاءهم إلى خطايا ؛

فها هم يصنعون وهم تمكينهم كما يصنعون الزيف والكذب والأعداء .

وهاهم يصنعون الفوضى ويعمقون الكراهية ويوسعون الشرخ والشقة بين أفراد المجتمع التعزي الواحد خصوصا " و اليمني عموماً .

 

وهاهم ينتحرون بسلوكهم الأرعن وخطابهم المأزوم وعدائياتهم المريضة وكرههم للجميع، ويصدرون أزماتهم للشارع .

 

وسيشيعون أنفسهم قبل الأوان ، ويكتبون حماقاتهم القاتلة ، وسيلعنون الدهر والأيام في قادم أيامهم ، وستشهد عليهم أفعالهم بما ضلوا سبيل الرشاد .

كانوا ولايزالون لايستمعون لنصح ، ولا يتناهون عن منكر فعلوه ، وليس فيهم رجل رشيد ، ضلوا وأضلوا ، ومن يضلل الله فما له من هاد .

 

إنهم يستعجلون الأقدار التي لا تخطئ أحدا " ، فكيف بهم وقد تغولوا وأوغلوا في الخصومة والعدائية والفجور .

وهم من يعلم عاقبة المتجبرين و المتكبرين والمثخنين في الأرض الفساد و المتنطعين باسم الثورة والأوطان ، والمشترين بآيات الله ثمنا " قليلا " .

 

هم يمررون مشاريعهم الخاصة تحت مسميات الجيش الوطني و عباءة الشرعية وقرارات السلطات المحلية مستغلين حالات الفلتان في المؤسسة الشرعية .

 

لذا يعمدون إلى صناعة الأحداث وافتعال الأزمات وتعطيل الخيارات ، التي تقترب من مشروع الدولة أو تلك التي توحد مسارات أهدافها في التحرير واستعادة المؤسسية وخلق النماذج المحترمة.

 

أربع سنوات من عمر الحرب ومواجهة الانقلاب لم تعلمهم ولم تردْعهم ، وظنوا و وقد تمكنوا من بسط أياديهم على كل مقدرات الدولة والجيش والمؤسسات أنهم الوريث للنظام وسلطاته ، وبدلا " من أن يوجه قوته تلك نحو العدو الانقلابي المتربص بالجميع والمطبق بالحصار على الأرض والإنسان في تعز أو على المستوى الوطني الكبير ، وبمفارقة عجيبة وغريبة في آن تبعث على التساؤل والحيرة في أمر هذا الفصيل وفي طبيعة أجندته التي تحكمه راح يوجه قوته وسيطرته وبانتشائيات متغطرسة بلهاء بفرد عضلاته على شركاء النضال والمقاومة والسلاح بافتعال معاركه الجانبية ضد كل من يراه مغايرا " له في توجهاته الأحادية ومشاريعه الصغيرة الضيقة !

 

ظنا " منه أنه بذلك يحفظ لنفسه موقعا " في خارطة أي تسويات قادمة لاسيما وهو يدرك حجم الاستياء الدولي والإقليمي بل والمحلي منه .

 

ولذا رأينا ( ثلثي ) أعضاء الوفد الحكومي في مشاورات السويد ( إصلاح ) أو قريبة منه برئاسة اليماني ونائبه عبدالله العليمي مدير مكتب رئيس الجمهورية !!

 

الإصلاح يلعب بالنار وستحرقه قبل غيره ، يلعب بورقة الإرهاب وكثير من قيادته مدرجة في قوائمها عالميا " .

 

ويلعب بورقة التحرير وترحيله ويستنزف فيه الشرعية والتحالف والأرض والإنسان ، ويدخر قوته لمعاركته الخاصة ، لا نتكهن ولا نرجم بالغيب هاهنا فكل ذلك بات مكشوفا " للعيان .

ويظن الإصلاح بمراوحته تلك وباستنساخ تجربة الانقلاب الحوثي أو بملشنة الجيش واستبداله من عائلي في عهد عفاش إلى ميليشيات للجماعة في عهد محسن الحاكم العسكري الفعلي للبلاد في دولة الرئيس هادي !

يهيئ لنفسه فرصا التمكين .

 

ولأن الإصلاح ليس حزبا" سياسيا " فإنه لم يستفد من أخطاء السياسة ومن تجارب الحركات الإسلامية على الأقل من تجربة حركة أنصار الله الانقلابية أو من جماعة تنظيمه الدولي بل كرر حماقاتهم جميعا" في التغول والإقصاء والعدائية ورفض الآخر و تجريف الحياة ومعادة الجميع خسر تنظيمه كل شيء في اقل من عام .

 

تجربة ثلث قرن من العمل السياسي العلني لم تعنه على فهم المتغيرات والزمن وقوانين الحركة التاريخية و التحولات المصيرية نحو التوافقيات الديمقراطية والشراكات التوافقية .

 

ثلث قرن من العمل السياسي العلني ولم يزل الإصلاح يتعامل بثقافة انتهازية ببرجماتية نفعي

ة صرفه و تحكم مواقفه وسياساته التقية " و الباطنية " .

 

ثلث قرن من العمل السياس العلني ولم يتحول بعد ( تجمع ) الإصلاح إلى حزب مدني وسياسي ، ومازال ( حزب الله ) كما كان اسمه في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي ، و تنسحب فلسفته الدينية ببعدها النفعي الانتهازي على تمسحاته الحركية وأنشطته التنظيمية والتربوية والاجتماعية والدعوية و على طريقة مكيافيللي ( المادية العنيفة ) في نظريته السياسية المعروفة ب ( الغاية تبرر الوسيلة )

 

على الرغم من أن فلسفة مكيافيللي جاءت في الحكم على ذلك النحو بعد أن رأى تمزق موطنه ( إيطاليا ) إلى نحو خمسين إمارة ، فرتأى فلسفته تلك القادرة على جمع كل ذلك الشتات المسلح بوجوب قيام دولة قوية عنيفة تمسك بزمام الأمر فكانت غايته تبرر وسيلته .

 

ثلث قرن من العمل السياسي العلني للإصلاح ولم يستطع أن يراجع خطابه أو يقييم عيوبه ويتجاوز حالات مأزومياته التي تنفصم مع الواقع عموماً ومع الداخل الاصلاحي ومع المتغيرات والمحيط والعصر وحركة التاريخ وقوانينه ، ومازالت البيعة محور حركته في ضوء ولاية المرشد أو الفقيه .

 

ثلث قرن ولم يزل الإصلاح على غير وفاق مع نفسه ومع غيره من شركاء الحياة السياسية والنضال المشترك ، ولم تزده تجربة اللقاء المشترك على سبيل المثال و التي استمرت لأكثر من عقد ونصف تقريبا " من الزمن من التكييف وتصحيح ما شاب ماضيه من علاقات صدامية وتجاذبات حدية على طول الخط ، ولم تفلح كل هذه المدة في امتصاص الاحتقان وإزالة آثار الماضي وتعبئاتها الخاطئة ، كما لم تفلح إلى حد كبير في خلق علاقات جيدة مع جيل الشباب التي انخرطت جميعا في تشكيل ثورة ال 11 من فبراير بين أحزاب مكون هذا اللقاء ( المشترك ) ، بل ولم يستطع ( تجمع ) الاصلاح أن يحافظ على علاقات سياسية سوية مع شركاء النضال في أحزاب المشترك ، بل ولم يستفد من تجربة ثورة ال 11 من فبراير العظيمة التي وحدت الشارع ولم يتوحد الإصلاح معها في محاولات استباقه للصف الثوري الجمعي استفرادا " واستبعادا " لكل شركاء الثورة .

 

بل ولم يستفد من تجربة المقاومة الشعبية لاستعادة الدولة ونصرة الشرعية الدستورية من تكوين علاقات استراتيجية مع شركاء النضال والوطنية والثورة والمقاومة والكفاح المسلح لاستعادة الدولة المخطوفة .

 

ثلث قرن من العمل السياسي العلني وحزب الإصلاح يرى نفسه فوق الجميع ويمارس علاقاته مع الآخر على هذا النحو الاستعلائي المريض وهو الأحوج إلى تلك العلاقات السياسية التي ستهذب أداءه وتصقل تجربته وستزيل بحكم الاحتكاك السياسي مع الآخر الكثير من عقد نقصه المركبة التي حملها معه زمنا " منذ تشكيل نواته الأولى في منتصف الستينيات في اليمن ، أو تلك التي توارثها عن تنظيمه الدولي ( الأم ) منذ أواخر العشرينات وحتى اليوم ، وهو الأحوج لهذه التجربة واستغلالها أكثرمن غيره ؛ لينفض عن كاهله تعبئات المراحل الماضية من تاريخه بل والمظلمة في تجربته كلها ، وتسحبه معها على أداءه كله حاضراً ومستقبلا.

 

هي فرصة لم يستغلها وهو الانتهازي حتى النخاع ، النفعي حتى العظم .

 

ولو أراد لكانت تجربة نضال المشترك والثورة الشبابية تحديدا " والمقاومة والكفاح المسلح خلصته من كل عاهاته وامراضه المستوطنة و المزمنة التي يحملها معه في خياراته وقراراته وخطاباته وسياساته ، كان ذلك حلا " ناجعا " لو أراد ، لكنه غرور الأنا والتضخم والنرجسيات والهروب إلى الأمام .

 

المراجعات مواجهات ، والمواجهات استحقاقات ، والهروب من المواجهة لن يجدي ولن يطول وستنفجر في وجهه أن لم تتحول إلى أعباء يتحمل وزرها وحده وتهدد وحدته العضوية والتنظيمية والوجودية ، وقد تحول إلى وكر للمصالح والنفعيات والجماعات المتطرفة بل ووعاء حاضنا للجماعات الإرهابية ، و قبل ذلك وبعده إلى أداة طيعة تحركه أجندات الخارج الإقليمي ممثلة بدولتي قطر وتركيا الرجل المريض ، أو بأجندات تنظيمه الدولي ( الجريح ) و الذي يعوض نقصه في ممارسات هوايته المفضلة بتسميم الأفكار وتعكير الأجواء وبتصدير جماعات التأسلم السياسي المأزوم وجماعات الإرهاب السياسي والديني ، وبإحراق المنطقة بأكملها ، وبوقود أبناءه .

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس